في نيجيريا.. جوثانان على مقعد الرئاسة بغير حق
21 جمادى الأول 1432
تقرير إخباري ـ نسيبة داود

خاض جودلاك جوناثان الانتخابات الرئاسية في نيجيريا وربحها رغم عدم أحقيته في خوضها كونه نصراني وعدم منطقية فوزه دون تزوير في وسط انتخابي ذو غالبية مسلمة.
وعدم أحقيته لخوض الانتخابات ليست اضطهادا لأنه نصراني، ولكن المتفق عليه في نيجيريا أن يتبادل على منصب الرئاسة مسلم ثم نصراني كل فترة انتخابية. ولكون جوناثان تولى الرئاسة في أعقاب الرئيس السابق المسلم عمر يارادوا، فكان من المفترض أن يتولى هذه الفترة الرئاسية رئيس مسلم.
وكانت محكمة نيجيرية قد رفضت دعوى قضائية في يناير الماضي أقامها ثلاثة من أعضاء الحزب الشعبي الديمقراطي الحاكم يطالبون فيها بمنع جوناثان من خوض انتخابات تمهيدية للانتخابات الرئاسية، وقالت المحكمة إنها رفضت الدعوى لعدم وجود خط واضح لسير الدعوى.
وطعن الأعضاء في حق جوناثان في خوض الانتخابات على أساس أن ترشحه يمثل انتهاكا لاتفاق داخل الحزب يتعلق بتداول السلطة كل دورتين بين شمال نيجيريا ذي الأغلبية المسلمة وجنوبها ذي الأغلبية النصارنية.
ولما جرت الانتخابات الرئاسية الأسبوع الماضي كان أبرز المتنافسين جوناثان ومنافسه المسلم محمد بخاري الذي أكد أن الانتخابات تعرضت للتزوير رغم ادعاءات الحكومة والمنظمة المختصة بالإشراف على الانتخابات بنزاهتها.
كانت النتيجة فوز جوناثان رغم كل شيء؛ رغم الغالبية المسلمة في المجمع الانتخابي، رغم الأداء المروع لحزبه في انتخابات مجلسي النواب والشيوخ الأسبوع الذي سبق الانتخابات وخسارة حزبه هامش الأغلبية في المجلسين.
قالت الحكومة إن الانتخابات نزيهة.. نزيهة رغم أن اللجنة التي أشرفت عليها عينها جوناثان بنفسه ووضع على رأسها البروفسور أتاهيرو جيجا، وهي نزيهة رغم حوادث إطلاق النار في اللجان الانتخابية، ونزيهة رغم تأجيل إعلان النتائج أسبوعا كاملا بعد التصويت.
أما الفريق المسلم الذي يمثل أبرز مرشحيه الجنرال محمد بخاري فقد أكد أن الانتخابات تعرضت للتزوير، واحتج المسلمون على نطاق واسع في البلاد على نتائجها.
وبدورها، ألقت الشرطة القبض على عشرات المحتجين المسلمين في شمال البلاد ذو الغالبية المسلمة. وأدت المواجهات إلى مقتل أكثر من 80 شخصا في المدن الكبرى وحدها، كما أصيب المئات ونزح الآلاف بعد تردي الأوضاع الأمنية بسبب الاحتجاجات على فوز جوناثان.