خطاب الفيتو الأمريكي
18 شوال 1432
حمزة إسماعيل أبو شنب

روجت وسائل الإعلام التابعة لمحمود عباس عن الخطاب الهام ليتحدث عن ذهابه للأمم المتحدة ليشرح للشارع الفلسطيني ماذا يمكن أن تكون عليه الصورة بعد الذهاب إلى الأمم المتحدة فيما بات يعرف باستحقاق أيلول ، ولكن الرجل لم يأتي بجديد يذكر وإن كان حصر خياره في التوجه إلى مجلس الأمن لنيل العضوية الكاملة .

 

إذن حدد عباس خياره بالتوجه إلى الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن لأن الإدارة الأمريكية أبلغته رسمياً بأنها ستستخدم حق النقد الفيتو في مجلس الأمن إذا تم تقدم الفلسطينيين بالطلب ، وبهذا تكون النتيجة محسومة بأنه لا جديد في الأمم المتحدة ولا جديد على الأرض ، إذا مازال عباس متمسكاً بخيار المفاوضات دون تغيير وهذا ما دائماً يكرره وذكره في خطابه .

 

لا دولة فلسطينية في الأمم المتحدة ولكن من حقنا أن نتساءل ماذا بعد ذلك ؟ ولماذا تراجع عباس عن خياراته الأخرى ؟ و لماذا لا تذهب للجمعية العامة بدلاً من مجلس الأمن حتى تحقق شيء وحتى تثبت أنك تسطيع أن تحصل على مقعد في الجمعية العامة بدلاً من الخسارة ؟

 

كل هذا التساؤلات وغيرها لا تجد لها إجابة واضحة من قبل فريق المفاوضات ولكن يمكن أن نضعها في ضوء الضغوطات التي تعرض لها خلال الفترة الماضية من قبل الاتحاد الأوربي و من قبله الولايات المتحدة ، فحاول من خلال خطابه أن يخرج بأقل الخسائر حينما قرر التوجه لمجلس الأمن وهو يعلم أن الإدارة الأمريكية ستضع الفيتو وركز على العودة للمفاوضات أيضاً وهذه رسالة أخرى بأن الرجل لن يخرج عن  المألوف ولا جديد في خطواته .

 

لقد عطل عباس ملفات المصالحة الفلسطينية سواء الحكومة أو على صعيد المصالحة المجتمعية من أجل التفرغ لموضوع أيلول لأننا مقبلون على مرحلة حساسة حسب وصفهم ، ورفض إخراج المعتقلين حتى يبقى الدعم الأمريكي للأجهزة الأمنية لأن التهديد الأمريكي بوقف المساعدات لا يشمل المساعدات الأمنية إنما يشمل فقط المشاريع ، وبعد ذلك يطل علينا بخطاب ومواقف لم تكن تستحق كل هذه الضجة .  

 

لا جديد على حياة المفاوضين بزعامة قائدهم عباس فتضخيم الأمور هذا من شيم المفاوضين فكل مرة نسمع كلاماً مرتفع الوتيرة وحرب دبلوماسية واستنفار لدى الخارجية ومؤتمر للسفراء في اسطنبول وانشغالات والقيادة تتعرض لضغوط كبيرة جداً ، يقول المثل تمخض الجبل فولد فأراً وفي حالة عباس تمخض الجبل فولد علقة فأر .

 

ولكن في النهاية هل حاول عباس أن يكون بطلاً وأن يرحل بطلاً أم أنه ضُغط فتراجع ، في كلا الحالتين يبقى عباس معرضاً للإنقاض عليه من قبل أعداءه في حكومته وحركته .