الكذبتان متناقضتان والكذاب واحد
15 ربيع الثاني 1433
منذر الأسعد

بعد "انتصار" عصابات الأسد على المدنيين العزل في حي بابا عمرو الشجعان بمدينة حمص –مدينة خالد بن الوليد كما يسميها أهلها الأحرار بافتخار مشرف-، بالقصف الصاروخي والمدفعي الإجرامي على مدى27يوماً، ما زال النظام الخائن يمنع قافلة الإغاثة الإنسانية التابعة للصليب الأحمر الدولي من دخول الحي، والذريعة هي وجود ألغام في المباني المتبقية في الحي البطل.

 

وهذه الذريعة الكاذبة ما زالت قائمة في اليوم السادس على "تحرير" بابا عمرو من جيش الاحتلال الصهيوني -وشر المصيبة ما يُضْحِك-، لكن النظام أطلق في الوقت ذاته كذبة موازية تنقض أكذوبة الألغام المزعومة. فأبواق النظام المتلفزة تبث صوراً لعائلات تدعي أنها تعود إلى منازلها في الحي المُدَمّر!! فكيف تسمح عصابات العميل المزدوج لليهود وللصفويين بعودة مدنيين إلى منازل جرى تفخيخها بألغام وقنابل موقوتة، وتمنع بعثة الصليب الأحمر الدولي من الدخول؟

 

بالبداهة، يستحيل التوفيق بين الكذبتين المتهافتتين إلا بالقول: إن المواطن السوري لا يعني للنظام شيئاً ولذلك فلا مشكلة في إدخاله منطقة شديدة الخطورة على حياته، أما الغربيون فيحرص النظام "المقاوم" "الممانع" على حمايتهم!!

 

نحن نعلم أنه لا توجد ألغام في بابا عمرو إلا إذا زرعها النظام لقتل السكان الذين قد يعودون ذات يوم بعد أن نزحوا من ديارهم بسبب "هدايا" النظام الخائن الذي لا يجرؤ على توجيه رصاصة إلى العدو الذي اشترى الجولان من حافظ الأسد، لكنه يصب حمم الأسلحة الثقيلة على رؤوس السوريين العزل، لأنهم يطالبون بكرامتهم وحريتهم.
ربما كان مبعث التناقض بين الكذبتين النسيان وقديماً قالت العرب في مأثوراتها لأمثال بشار:
إذا كنت كذوباً فكن ذَكُوراً!!

*******

 

طائفي بِقِنَاعٍ علماني!!

الطائفية شر مستطير يمارسه الغلاة من أبناء الملل الأخرى ضد المسلمين، فهي سلاح ذميم يوجهونه  إلى صدورنا، لأن الأكثرية التي تنتمي إلى دين الحق والعدل، لا تختزن مشاعر كريهة وأفكاراً منحرفة كهؤلاء المرضى.

 

وشر الطائفيين هو ذلكم الذي يتدثر بعباءة علمانية يزعم من خلالها أنه ليس مصاباً بفيروس الطائفية.ولعل السياسي العراقي المعروف :غسان العطية نموذج عملي لهذا البؤس المراوغ.

 

والشاهد نقتبسه من مشاركته في قناة الحوار يوم الخميس 1/4/1433 الموافق 23/2/2012 م، إذ أخذ يتهم بالطائفية كل من ينتقد طائفية حكومة الطائفي المقيت نور المالكي!! والأخير طائفي من غلاة الطائفيين بشهادة الواقع وباعتراف رهطه أنفسهم.بل إن وجوده السياسي كله تحت راية الاحتلالين الصليبي والصفوي ليس سوى ثمرة علقمية من ثمار الطائفية التي غرسها المحتلان ورعياها حتى باتت دستوراً وقوانين نظرية وعملية.

 

والسعوديون  ومعهم سائر العرب مخطئون  في حق العراق لأنهم  يتعاملون مع العراقيين الشيعة على أنهم شيعة فيضطرونهم إلى الارتماء في حضن  طهران!!ولو كان لدى العطية بقية من حياء تردعه عن الكذب المفضوح لاستحيا من أن يتفوه بتلك الأباطيل، فأكثر رافضة العرب –ونعني هنا زعاماتهم السياسية والدينية-موالية للخميني منذ البداية إلى حد مقاتلة العراق تحت الراية المجوسية الجديدة، على غرار ما فعل التالف محمد باقر الحكيم وأشباهه!!

 

فهل يليق بمثقف يدعي أنه ضد الطائفية بل يفاخر بأنه أفنى شبابه "مناضلاً قومياً"، هل يليق به  أن يعكس الحقائق على هذا النحو المكشوف فيضع الأسباب محل النتائج والنتائج في موقع الأسباب؟!