الإعلام الفاجر.. تقية على الهواء
22 شوال 1433
منذر الأسعد

على مدى التاريخ الإنساني لم يبلغ إعلامٌ ما بلغه الإعلام الإيراني مؤخراً من انحدار!!

 

فقد عرف البشر تجارب مؤسفة في مجال الإعلام المؤدلج والتابع تبعية عمياء للطاغية المسيطر على سائر السلطات،لكنها لم تهبط إلى حد التزوير الفاضح على الهواء مباشرة في ترجمة خطبة يلقيها رئيس دولة ضيف!! فكيف والضيف هو الدكتور محمد مرسي أول رئيس مصري يزور إيران الخمينية، والمناسبة قمة حركة عدم الانحياز التي تشارك فيها 120 دولة من مختلف القارات؟

 

مرسي يصف نظام بشار الأسد بأنه ظالم يقتل شعبه، فنقله مترجم الملالي إلى اللغة الفارسية على أنه يهجو مملكة البحرين!! ويؤكد الرئيس المصري المنتخب أن عصابة بشار فقدت شرعيتها فتصبح في الترجمة الفارسية ثناء على العصابة المستبدة بسوريا!!
وأما ترضّي مرسي على الخلفاء الراشدين الأربعة بأسمائهم فقد جرى طمسها وتجاهلها –وهكذا تكون الأمانة في دين أحفاد أبي لؤلؤة المجوسي-!!

 

القضية ليست إعلامية بالمعنى الدقيق للمصطلح، وإنما هي قضية عقدية وسياسية ولم يكن للإعلام فيها من إسهام سوى النقل المباشر لوقائع حفل افتتاح قمة عدم الانحياز في طهران.

 

وبما أن خطبة د.مرسي لم تكن معروفة للقوم قبل إلقائها،فإن الجلي أن المترجم المأجور خان الأمانة بالبداهة إذ لم يكن لديه فرصة ليسأل سيده خامنئي ولا الادعاء أنه استفتى مهديهم الخرافي في سردابه المهزلة.فارتجال الرجل للدجل بهذه السرعة يدلنا على عمق الكراهية التي يرضعها القوم منذ الطفولة،وإلا لوجب عليه أن يحسب حساباً للمساءلة لأن الإساءة المخزية أصابت مصر التي تتسول طهران رضاها،كما أساءت إلى البحرين التي يسيل لعاب الصفويين الجدد لابتلاعها،واستفزت ملايين السوريين المشمئزين من الدعم المجوسي الرهيب لقتلتهم في الشام.وهي احتقار علني للشعوب الإيرانية وجميع الناطقين بالفارسية في إيران وفي دول أخرى.

 

لقد دخل "الآيات" التاريخ الإعلامي بهذه الفضيحة من "أوسخ" أبوابه، فهنيئاً لهم عار التقية بهذا الانحدار الذي لا يمكن تداركه بالاعتذار البارد الباهت بعد ذلك،ولا سيما أن القوم وصفوا الجريمة البشعة التي اقترفوها بأنها "خطأ تقني" فهل الملوم هنا هو جهاز البث الفضائي مثلاً أم مكبّر الصوت (الميكروفون) ؟ إنه نموذج للمقولة الشائعة منذ قرون: عذرٌ أقبح من ذَنْب!!.