فوز أوباما هدية لـ "إسرائيل"
25 ذو الحجه 1433
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

حاول عدد من الساسة الصهاينة قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية أن يوهموا العالم بأن فوز أوباما سيشكل انتكاسة لأحلام كيانهم وأن رومني هو أملهم, وللأسف شرب بعض العرب المقلب وأخذوا يمتدحون أوباما من جديد كمنقذ للعرب والفلسطينيين كما فعلوا أول مرة انتخب فيها أوباما لرئاسة أمريكا..

 

ولكن الحقيقة أنه لا فارق بين أوباما الديمقراطي ورومني الجمهوري بشأن التعامل مع العرب والفلسطينيين فالسياسة الأمريكية الخارجية تحتوي على ثوابت استراتيجية لا تتغير بتغير الرئيس ولا الحزب الحاكم مثل التعامل مع القضية الفلسطينية والحفاظ على أمن "إسرائيل" والنظرة تجاه العالم العربي بشكل عام ومواجهة ما يسمى "الإرهاب", والتعامل مع روسيا ودول أمريكا الجنوبية, وغيرها من الملفات التي تضع مؤسسات الأمن القومي والمخابرات خطوطها العريضة, ويظل جميع الرؤساء يسيرون عليها بفروق قليلة ترتبط بشخصية كل رئيس؛ فهذا عدائي يواجه معارضيه بقوة مثل بوش والثاني هادئ يجيد صياغة عباراته مثل أوباما الذي صرح على سبيل المثال بأنه سيغلق معتقل جوانتانامو عقب فوزه في المرة الأولى وحتى الآن لا زال المعتقل يواصل دوره في خدمة القمع وانتهاك حقوق الإنسان لأن القضية تتعلق بملف استراتيجي هو مواجهة "الإرهاب" على الطريقة الأمريكية..فوز أوباما الذي جاء بتصويت أغلبية يهود أمريكا سيكون ابتزازا للفلسطينيين بعد أن تم إيهامهم بأنه لا يوجد رئيس أفضل من هذا لتأييد "مصالحهم" وعليهم سرعة الوصول لحل لقضيتهم في وجوده قبل أن يأتي رئيس آخر مناهض لهم, والحقيقة أن أوباما حريص على أمن "إسرائيل" مثله مثل أي رئيس آخر وقد يكون أكثر لرغبته في نفي تحيزه لأصوله الإسلامية التي فرضت عليه التأكيد الدائم على "مسيحيته" وتعاونه مع "إسرائيل"..

 

ومن يستمع لتعليقات المسؤولين الصهاينة بعد إعلان النتائج لا يخالجه ذرة شك في هذه الحقيقة؛ فقد أشار وزير الحرب الصهيوني ايهود باراك إلى "أنه ما من شك لديه بأن إدارة أوباما ستواصل اتباع سياسية مبنية على دعم أمن دولة "إسرائيل"، وبذل الجهود من أجل التعامل مع التحديات في المنطقة، ومواصلة السعي لتحقيق تقدم في العملية السياسية" كذلك هنأ شيمون بيرس، رئيس "إسرائيل"، أوباما بإعادة انتخابه لفترة ولاية ثانية، وقال إن أوباما شخصية مميزة تُعنى بتحقيق السلام للجميع، وضمان الخدمات الصحية ولقمة العيش لكل الفقراء، وأكد أن الرئيس أوباما ملتزم بأمن "إسرائيل"" كما بعث بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الصهيوني، بتهانيه إلى أوباما، وقال إن الحلف الاستراتيجي الذي يربط بين "إسرائيل" والولايات المتحدة أقوى من أي وقت مضى. وأوضح نتنياهو أنه سيواصل العمل بالتعاون مع الرئيس أوباما لضمان المصالح الحيوية الضرورية "إسرائيل". كما رحبَ إفيغدور ليبرمان، وزير الخارجية الصهيوني، بإعادة انتخاب أوباما رئيسًا للولايات المتحدة، مؤكدًا أن "إسرائيل" ستواصل التعاون معه، والحفاظ على علاقات ''الصداقة القائمة بين البلدين وبين الشعبين'' كما انضم شؤول موفاز، رئيس المعارضة وعضو الكنيست، إلى المهنئيين، قائلا إنه مقتنع بأن أوباما سيواصل الوقوف إلى جانب "إسرائيل" هو والشعب الأمريكي بأسره، مؤكدًا على وجوب توثيق العلاقات مع الإدارة الأمريكية....

 

وعلى العرب والفلسطينيين أن يسألوا أنفسهم ماذا حدث منذ وصول أوباما للحكم فبل 4 سنوات؟ هل رفع الحصار عن غزة؟ هل أوقف تهويد القدس؟ هل أوقف قتل الابرياء بالأسلحة الأمريكية؟هل أوقف مصادرة الأراضي وبناء المغتصبات؟ ما الفرق بينه وبين السفاح جورج بوش الإبن سوى بعض التصريحات المعسولة التي تنطلق في الفضاء وتذوب كالثلج في الماء؟ أوباما ورومني وجهان لعملة واحدة بخصوص الملفات الهامة التي تخص العرب يختلفان فقط على كيفية تحقيق رفاهية مواطنيهم وهو ما يعني الناخبين الأمريكيين في المقام الأول.