مؤامرة الصوفية على مرسي
30 محرم 1435
لطفي عبد اللطيف

لم تكن الجماعات الصوفية في مصر بتقسيماتها وتشرذماتها المختلفة بعيدة عن لعبة السياسة , بل كانت دائما حليفا مساندا للطغاة والأنظمة الاستبدادية قبل حركة 1952 وبعدها , وتم استخدمها كقوى مساندة للسلطات الحاكمة , والقوى العلمانية التي تسير في فلك هذه الأنظمة , في مواجهة التيارات الإسلامية والوطنية والحركات النهضوية , بل كانت "الصوفية" أداة في يد المستعمر أثناء حقبة الاحتلال , وكانت ضد حركات التحرر الوطني.

وإذا كانت الجماعات الصوفية اقتصرت في العهد الناصري , على إحياء الموالد وتسيير المواكب في الاحتفالات والمواسم , وإقامة طقوسها الغريبة واحتفالاتها البدعية في القرى والنجوع والمدن والظهور في الموالد السنوية الكبيرة "السيدة زينب - الحسين- السيد البدوي" , إلا أنها بدأت تأخذ منحنى جديدا لتنظيمها وتقنينها في عهد الرئيس السادات بصدور القانون رقم 118 لسنة 1976 "نظام الطرق الصوفية ولائحته التنفيذية", الذي أصدره رئيس الجمهورية بعد الموافقة عليه في مجلس الشعب , والذي حدد أهداف الطرق الصوفية بكافة تشكيلاتها و"وتنظيم الذكر الصوفي ", ونص على إنشاء "المجلس الأعلى للطرق الصوفية" كهيئة لها الشخصية المعنوية المستقلة, وحدد اختصاصاته بالإشراف العام على النشاط الصوفي,والموافقة على إنشاء الطرق الصوفية الجديدة, والإشراف على نشاط كل الطرق الصوفية أو نشاط أعضائها, وإصدار قرارات بحظر نشاط أية فئة أو جماعة أو شخص يزعم الانتساب إلى الطرق الصوفية أو يباشر نشاطاً صوفياً لم يكن مدرجاً ضمن سجلات الطرق، وإبداء الرأي في التشريعات المتعلقة بتنظيم الطرق الصوفية ,والموافقة على تعيين وتأديب وعزل مشايخ الطرق الصوفية ووكلائهم, والترخيص بالموالد والمواكب الصوفية وتنظيمها بكافة أنحاء الجمهورية والإشراف عليها.

 

وبهذا القانون انتقلت "الصوفية" إلى العمل تحت مظلة النظام , وقنن دورها كحليف استراتيجي لنظام السادات ومن بعده مبارك ,وظهر ذلك في دعمها للنظامين , وتأييدها ومبايعتها للرئيسين في الاستفتاءات الشكلية, التي كانت نتائجها ب99% المعروفة سلفا , ولكن في سنوات مبارك الأخيرة أظهرت الجماعات الصوفية قوة بتأييدها للإجراءات التي كان يقوم بها النظام لتوريث جمال مبارك للحكم بعد ابيه ,وهو المخطط الذي عصفت به ثورة 25يناير 2011م ,والتي ناصبتها الطرق الصوفية وقياداتها العداء,ولم تخف ذلك في بياناتها أو تصريحات مشايخها ورموزها .

 

وكان أول دعم للقوي للصوفية للتحالف العلماني و"الفلول"من بقايا نظام مبارك بعد 25يناير , في إعلان موقفها من الاستفتاء على التعديلات الدستورية , حيث وقفت الصوفية ضد التعديلات في صف التيار العلماني -اليساري واليميني بالإضافة للكنيسة- ودعت أتباعها برفض هذه التعديلات في الاستفتاء العام في 19 مارس 2011، والتي جاءت نتيجتها هزيمة القوى العلمانية وحلفائها من الكنيسة والجماعات الصوفية وصبت نتيجتها في صالح الإسلاميين الذين دعوا بقوة الشعب للتصويت عليها ب"نعم".

 

ولكن الظهور الأكبر والأقوى للمجلس الأعلى للطرق الصوفية , وتجمعات وائتلافات واتحادات الطرق الصوفية كان في التأييد الجارف للفريق أحمد شفيق , في انتخابات الإعادة على منصب الرئاسة , فلم يخف مشايخ ورموز الطرق الصوفية تأييدهم لشفيق -آخر رئيس وزراء في عهد مبارك-,وأصدروا البيانات التي تدعوا للتصويت له , وشاركوا في معظم المهرجانات والمؤتمرات الانتخابية التي عقدها شفيق , وأعلنوا بصراحة أنهم ضد انتخاب الدكتور محمد مرسي رئيسا للجمهورية , وعللوا ذلك بأنه رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للإخوان المسلمين , وأنه مدعوم بقوة من السلفيين والأحزاب والقوى الإسلامية والثورية .

 

فقد أعلن شيخ الطريقة الشبراوية الخلوتية الشيخ محمد عبدالخالق الشبراوى، ، دعمه للفريق أحمد شفيق فى الجولة الثانية،وقال إنه كان يدعم حمدين صباحى فى الجولة الأولى، ، مشيرا إلى أن طريقته التى تقدر بالملايين ستدعم شفيق, وكذلك شيخ الطريقة الرفاعية أكبر الطرق الصوفية عددا بمصر الشيخ طارق الرفاعي الذي أكد أن مشايخ الطريق الصوفية بنسبة 100% سيدعمون الفريق أحمد شفيق، "لأنه صوفى من بيت صوفى وهو أولى.. مستشهدا بالمثل العامي الشهير "أنا وأخويا على ابن عمي

 

 وهو الموقف نفسه الذي أعلنه الشيخ علاء ماضي أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية الذي قال إن الصوفية تدعم الفريق احمد شفيق، معتبراً أنه الأسبق هو الأنسب لقيادة مصر ,وأكد أن أغلبية الجمعية العامة للطرق الصوفية تؤيد شفيق.

 

وبعد إعلان فوز الدكتور محمد مرسي برئاسة البلاد , في أول انتخابات نزيهة تشهدها مصر وبنسبة 51.8% ,كاول رئيس مدني ديمقراطي على امتداد تاريخها , لم تقابل الطرق الصوفية هذا الخيار الشعبي بشيء من الارتياح أو القبول , بل ناصبه الصوفيون العداء من اللحظة الأولى , وانضموا الى تحالف القوى العلمانية و"الفلولية", وظهر ذلك بشكل واضح بتأييدهم لجبهة الإنقاذ التي تشكلت من القوى اليمينية واليسارية , ودعم خفي من رجال الأعمال ورموز نظام مبارك , وشارك رموز الصوفية في دعم "حركة تمرد" وتعبئة الاستمارات الخاصة بها التي تطالب بتنحي الرئيس مرسي , ووصل الأمر الى التهديد الذي أعلنه شيخ الطريقة الشهاوية محمد الشهاوى، إحدى أشهر الطرق الصوفية في مصر بفصل اي عضو من أعضاء "الشهاوية" إذا لم يتظاهروا يوم 30 يونيو مع القوى المعارضة -العلمانية- لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة؛ بزعم فشل مرسي في إدارة شؤون البلاد ,وقال "الشهاوي" في بيان له حصل -طبقا لوكالة الأناضول'''أي عضو من أبناء الطريقة الشهاوية لم يثبت أنه شارك في مظاهرات 30 يونيو ضد الرئيس مرسي سيتم فصله'"

 

كما أعلنت الطرق الصوفية أن "مولد السيدة زينب -كان قبيل تظاهرات 30يونيو -سيكون بمثابة ثورة أخرى ضد الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية لإسقاطه ".

 

ونقل عن المنسق العام لائتلاف الطرق الصوفية مصطفى زايد "إن الائتلاف وأغلب مشايخ الطرق الصوفية أصدروا تعليمات لعدد كبير من المتصوفين وأبناء الطرق بنشر مندوبين لهم طوال أيام الموالد لجمع التوقيعات لصالح "حملة تمرد» لسحب الثقة من مرسي , وتشكيل فرق صوفية للمرور على منازل أهالي السيدة زينب والمريدين بالمنطقة لجمع التوقيعات , واستغلت الطرق الصوفية مواكبها للاحتفال برؤية هلال رمضان برفع شعارات سياسية لأول مرة في تاريخها ضد الرئيس محمد مرسي , حيث رفع مريدو الطريقة الضيفية الخلوتية لافتة لحزبها السياسي "حزب النصر الصوفي" ضد الرئيس مرسي.

 

وأعلنت الطرق الصوفية الدخول في اعتصام مفتوح بميدان التحرير والمشاركة بمظاهرات 30 يونيو بمسيرتين للإطاحة بنظام الرئيس محمد مرسي وإجراء انتخابات مبكرة وقال منسق ائتلاف الطرق الصوفية إبراهيم زيد "أن أعضاء الطرق الصوفية من شتى محافظات مصر وصلوا إلى القاهرة للاعتصام بميدان التحرير للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وتنظيم مسيرتين للصوفية يوم 30 يونيو من ميدان التحرير إلى ميدان رمسيس للانضمام إلى مسيرة الصوفيين القادمة من شبرا الخيمة",وكشف "زايد" أن ميدان رمسيس سوف يكون نقطة التمركز ومنه ينطلق الجميع في صف واحد إلى قصر الاتحادية لإسقاط مرسي مؤكدا أن "أعداد الصوفية ستفوق كل التوقعات".

 

فالصوفية وضعت بثقلها مشايخ وفرق وتجمعات وائتلافات ضد الرئيس الإسلامي محمد مرسي , وظهرت بشكل اكبر كداعم رئيس لانقلاب العسكر , وتأييد الجنرال عبد الفتاح السيسي الذي قاد الانقلاب ,لتضمن لها موقع قدم في السلطة الانقلابية , ليشمل التحالف العلماني الذي حظي بدعم العسكر الفرق الصوفية الى جانب الكنيسة وقيادة الأزهر ذات الأصول والجذور الصوفية ممثلة في الشيخ أحمد محمد الطيب الذي ينتمي إلى أسرة صوفية ويرأس طريقة صوفية خلفا لوالده الطيب وهو من محافظة قنا في صعيد مصر وبغطاء "من حزب النور" الذي اثير حول مشاركته في الإطاحة بمرسي تساؤلات كثيرة وهو الذي كان شريكا أساسيا للإخوان والجماعة الإسلامية وذراعها السياسي في أول برلمان بعد 25يناير ووضع الدستور الجديد الذي جمد بإعلان 3يوليو.

 

ولكن بالنظر الى تاريخ الصوفية المصرية -بل والفرق الصوفية بشكل عام- لا يستغرب تحالف "الصوفية مع العلمانية" , ولا مع السلطات الفاسدة والمستبدة , فتاريخها حافل بهذا بل كانت من أدوات المحتل الغربي في تخدير الشعوب العربية والإسلامية , وتسويق للانحرافات العقدية , واستغلال العوام والبسطاء والأميين , ولم يسجل لهذه الجماعات والفرق الصوفية المنحرفة عبر تاريخ المصري أنها كانت في صف الدفاع عن الحريات والاستقلال الوطني , ومن ثم تحالفها المصلحي مع العلمانيين والانقلابيين جاء متوافقا مع الميكافيلية التي تحرك الصوفية و"دراويشها"-كما يطلق عليهم عوام المصريين للثأر من المشروع الإسلامي النهضوي .

 

وتحاول الفرق والجماعات الصوفية ان تضخم من حجمها وتعداد أتباعها ,فتزعم ان عدد أتباعها 15مليونا منخرطين في 74طريقة , رغم انه لا يوجد إحصاء لعدد أعضاء "الفرق الصوفية" أو من ينخرطون فيها أو يتبعون مشايخها , بل كشفت الصراعات التي دارت بين أبرز قيادتين هما ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻼء اﻟﺪﻳﻦ ﻣﺎﺿﻲ أﺑﻮاﻟﻌﺰاﻳﻢ (ﺷﯿﺦ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻌﺰﻣﯿﺔ) ,وﻋﺒﺪ اﻟله اﻟﻘﺼﺒﻲ (ﺷﯿﺦ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻘﺼﺒﯿﺔ)، ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺼﺐ رﺋﯿﺲ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻄﺮق اﻟﺼّﻮﻓﯿﺔ، النفعية التي تحكم هذه الفرق , والتي وصلت الى احتلال المقرات ورفع دﻋﻮى ﻗﻀﺎﺋﯿﺔ ﻟﻔﺮض الﺣﺮاﺳﺔ ﻋﻠﻰ "اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻄﺮق اﻟﺼّﻮﻓﯿﺔ" وﺳﺤﺐ اﻟﺜﻘﺔ ﻣﻨﻪ، اﻋﺘﺮاﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺼﯿﺐ "اﻟﻘﺼﺒﻲ" ﺷﯿخا لﻣﺸﺎﻳﺦ اﻟﻄﺮق اﻟﺼّﻮﻓﯿﺔ , وحاول كل من المتنازعين أن يلعب بورقة موالاة سلطة مبارك -في آخر سنوات رئاسته- ومبايعته رئيسا مدى الحياة وقال رئيس مشايخ الطرق الصوفية القصبي "أﻧﻪ ﻳﺒﺎﻳﻊ اﻟﺮﺋﯿﺲ ﻣﺒﺎرك ﺣﺘﻰ ﻋﺎم 2100م" وكأن مبارك سيعيش 200عام .

 

ولم يقتصر خطاب العداء الصوفي للشرعية الدستورية والشعبية ممثلة في الرئيس مرسي ,بل ظهر هذا في الذراع السياسي لبعض الفرق الصوفية التي أعلنت عن تشكيل اذرع سياسية , ممثلة في حزبي "حزب البيت الصوفي" و"حزب النصر الصوفي", إضافة الى "ائتلاف الطرق الصوفية" و"اتحاد القوى الصوفية وتجمع آل البيت", فقد أكد الدكتور عبدالله الناصر حلمى أمين عام اتحاد القوى الصوفية وتجمع آل البيت الشريف ووكيل مؤسسي حزب البيت المصري أنه يدعم بيان القوات المسلحة، مطالبا قيادة القوات المسلحة بعزل الرئيس محمد مرسى فورا .

وأضاف"أننا لا نرغب في إضاعة وقت أكثر" مطالبا ب" تشكيل مجلس يضم كل أطياف المجتمع لتقرير مصير هذا الوطن وتحديد خطة واقعية لبناء هذا الوطن الذي دمرته الجماعة المجرمة" وهي نفس اللغة التي يستخدمها الانقلابيون .

 

وأعلنت الفرق والجماعات الصوفية تأييدها للسيسي , وأيد المجلس الأعلى للطرق الصوفية كل الإجراءات التي اتخذت بعد 3يوليو 2013م من عزل الرئيس الشرعي واحتجازه , تعليق العمل بالدستور وفرض حالة الطوارئ وحظر التجوال ,ثم تأييد مد فترة الطوارئ واعتبره "ضرورة لأمن مصر القومي".

ووصل تملق بعض الفرق الصوفية للسلطة الانقلابية الى حد ان الشيخ عبد الخالق الشبراوي شيخ الطريقة الشبراوية عن قيام الطرق الصوفية في مصر، بإنشاء ما يسمى بـ''الصوفية الجهادية'' لحماية الأضرحة مما اسماه "من الاعتداءات من قبل سلفيين " , و اتهم علاء أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية،من وصفهم بـ'' المتشددين من السلفيين'' بالإقدام على مثل هذه الأعمال دون أن يحدد أشخاصًا بعينهم.

 

وبرغماتية الصوفية لم تتوقف عند التحالف مع العلمانيين والكنيسة ووضع نفسها تحت مظلة العسكر , بل بدأت تغازل إيران الشيعية , ولعل التصريح المثير لشيخ الطريقة العزمية بانه " لا يوجد فرق بين الشيعة والسنة، وإن إيران حبيبتنا رغم أنف السلفيين والإخوان" , وهاجم بشدة من يحذرون من"المد الشيعي باسم التصوف" , وقال "أبو العزايم":إن الخلاف بين السنة والشيعة خلاف سياسي، وإنه لا يوجد فرق بينهما, وأضاف خلال الاحتفال بما يسمى "ذكرى مولد الصحابي الجليل علي بن أبي طالب": إن إيران ليست عدواً، بل هي حبيبة المسلمين، رغم أنف السلفية والإخوان.

وقدم عدد من قيادات الشيعة والطرق الصوفية ومن يسمون ب"الأشراف" بلاغًا للنائب العام يتهمون علماء وقيادات السلفية بإثارة الفتن الطائفية وإهانة الرموز الدينية والتحريض على هدم الكنائس والأضرحة يزعمون فيه أن المشايخ محمد حسان وياسر برهامى وأبو إسحاق الحوينى ومحمد الزغبى ومحمد عبدالمقصود وجهوا باستهداف الأضرحة .

 

وتحاول الفرق الصوفية لعب دور أكبر خارج الحدود المصرية في ظل الضغط الغربي على السلطة الانقلابية , فأعلنوا عن تدشين "المنظمة الصوفية العالمية" في باريس بمشاركة قادة الصوفية في العالم الاسلامى, ومثل الفرق الصوفية المصرية شيخ الطريقة العزمية وعددًا من شيوخ الطرق الصوفية ,وقال أحمد التسقياني عضو المجلس الصوفي الأعلى"المنظمة سوف يكون لها دور محورى في الدول الإسلامية كافة لأنها سوف تعمل على محاربة الأفكار المتطرفة التى أنتجدتها التيارات السلفية والإخوانية على مدار سنوات ".

فيما قال محمد عبد المجيد الشرنوبي أحد قادة الصوفية" إن المنظمة الصوفية العالمية سوف يكون لها دور كبير جدًّا الفترة القادمة من أجل التقريب بين المذاهب الإسلامية السنة والشيعة" .

 

وكشف قيادي صوفي عن تبني صوفية مصر للحركات الداعمة لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بتمويل إيراني، لمنع عودة جماعة الإخوان المسلمين والإسلاميين للحكم مرة أخرى,وأوضح أن ثلاثة قيادات لأحد الأحزاب الصوفية الشهيرة قامت بالسفر في عيد الأضحى الماضي لإيران لتلقي أموال من اجل تبني الحركات التي تجمع توقيعات لترشح الفريق أول عبدالفتاح السيسي للرئاسة,وقال إن إيران لا تريد بأي حال عودة الإخوان المسلمين للحكم أو أي من الإسلاميين وذلك لموقفهم المتشدد ضد بشار الأسد بجانب أن الصوفيين يرفضون وجود الإخوان ويرغبون في الخلاص منهم.

وتعمل الآن الفرق والأحزاب الصوفية على إقناع الفريق السيسي بالترشح للرئاسة , مؤكدة أنها ستدعمه بقوة لتقطع الطريق أمام اي عودة للإسلاميين للحياة السياسية , وان معركتها القادمة ستكون مع "حزب النور" لحظره سياسيا , خاصة أن هناك قضية أمام مجلس الدولة لحل الحزب لأنه "حزب ديني" وتتلاقى الصوفية في هذا مع العلمانيين من يساريين وليبراليين الذين اعتبروا تحالف "حزب النور" معهم مجرد مرحلة عابرة .

ولكن السؤال هل ينجح التحالف العَلماني-الصوفي؟ في ظل مراهنة الغرب على إنعاش هذه الفِرَق البدعية وإنهاضها في مواجهة السُّنَّة والتيارات الإسلامية السياسية , وركوب دبابات العسكر واستغلال القمع الأمني؟

 

المصدر/ موقع المثقف الجديد