مقتل المجرم اللواء محمد الكروي
20 صفر 1435
د. طه الدليمي

هدية الذكرى الأولى لانطلاق الحراك السني في العراق

رائع أن ينتفض المظلوم على ظالمه..!

ورائع أن يقترن القول بالفعل..!

كما هو رائع أن تمر ذكرياته الجليلة، لكنها معطرة بمثل هذا الفعل الجليل الجميل..!

 

وتلقيت أمس خبر مقتل المجرم "محمد الكروي" بنشوة يرف حولها قلب وأمل، ويحلق من بين أكوام الآلام والأنات وغبار الإعياء ولهاث التعب طائر سعد يشقشق بحذر، لكنه يحلق رغم كل شيء، فيرينا إشراقة مستقبل واعد، ويبشرنا بأن عند كل محنة منحة.

لا يهم أن الأنباء تضاربت حول الكيفية التي قتل فيها هذا المجرم العتيد.. لكنه قتل على أية حال، وهذا هم المهم، وعلى يد جنود تنظيم "الدولة الإسلامية" التابع للقاعدة. وتشير إحدى الروايات إلى أن القسم الأمني فيها سرّب معلومات خادعة عن تواجد أمير التنظيم أبي بكر البغدادي في أحد المنازل في وادي حوران غربي الأنبار؛ ما أغرى قائد الفرقة نفسه بأن يكون على رأس القوة الداهمة، ربما ليفوز بكِبر إلقاء القبض أو قتل مثل هذا "الصيد الثمين" بالنسبة له فيحظى بالسمعة والتكريم من إمامه في الإجرام، والمباركة من المراجع القابعين في سراديب النجف.

 

لكن الذي حصل هو أن ملائكة الموت كانت تنتظره هناك فقد فجّر المنزل بعشرات الكيلوات من المتفجرات على رأسه ورؤوس مجموعة كبيرة من قادة الإجرام الكبار منهم معاونه العميد نومان محمد الزوبعي آمر اللواء الأول فيها، والعقيد جاسم الطائي آمر لواء (27) في الفرقة، والمقدم مرتضى الحسني مسؤول حركات الفرقة، والنقيب سلام المالكي ضابط استخبارات الفرقة. إضافة إلى مراتب وجنود آخرين تذكر المعلومات الأولية أن عددهم الكلي (25) قتيلاً. أما الجرحى فكانوا (35)، حالة (20) منهم خطيرة.

ثم اندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في مناطق متفرقة من محافظة الأنبار منها مهاجمة قاعدة "عين الأسد"، التي زارها جورج بوش، في منطقة (البغدادي) التابعة لقضاء (حديثة) غربي المحافظة. ويبدو أن الهجوم كان عنيفاً بحيث أن قوات الجيش المتمركزة في القاعدة المستهدفة طالبت بتعزيزات عسكرية. وفي الوقت نفسه، وقعت اشتباكات مماثلة في منقطة الـ(160 كيلو) غربي الرمادي مركز المحافظة، وفي مناطق أخرى أيضاً. وأسقطت في هذه العمليات طائرة مروحية! وترددت أنباء عن إبادة اللواء الأول التابع للفرقة السابعة إبادة شبه كاملة، وما تبقى من قواته فقد تتشتت في صحراء الرطبة.

وأصدر نوري المالكي، تعليمات لرجال الأمن بتطهير بادية الأنبار من المسلحين الذين ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، خلال فترة أقصاها سبعة أيام. وأرسل معاون رئيس أركان الجيش الفريق عبود قنبر وقائد القوات البرية الفريق علي غيدان، وقائد شرطة الأنبار السابق اللواء هادي ارزيج إلى هناك لتنفيذ تعليماته.

 

من هو محمد الكروي ؟

يتكون جيش العراق الشيعي من (17) فرقة.. محمد الكروي المعروف بـ(محمد قطري) هو أحد هؤلاء القادة، أي أحد أكبر (17) مجرماً من عتاة مجرمي هذا العهد البائس من عهود العراق المظلمة!

هذا المجرم هو قائد مجزرة الحويجة الشهيرة التي ارتكبت في ساحة اعتصام المدينة فجر يوم الثلاثاء 23/4/2013، وراح ضحيتها قرابة ثلاثمئة، حوالي مئة منهم كانوا قتلى! وقد رقي على أثرها من عميد ركن إلى لواء ركن مكافأة له على دوره في هذه الجريمة النكراء. ثم تسلم قيادة الفرقة السابعة في الأنبار.

من سجل إجرامه أنه كان قائد (لواء الذئب) السيئ الصيت التابع للفرقة الأولى من فرق الشرطة الاتحادية، وهو في حقيقته فرقة من "فرق الموت"، أوغلت في سنة 2004 وما بعدها في دماء أبناء السنة خصوصاً في حزام بغداد الجنوبي، فضلاً عن بقية المناطق السنية كالموصل وغيرها. قام هذا اللواء بعمليات اعتقال وتهجير لكثير من العوائل السنية وتوطين عوائل شيعية مكانها. ومارس التعذيب الممنهج بحق المعتقلين كالصعق الكهربائي والحرق وبتر الاصابع وقلع الاظافر والتعليق والجلد والفلقة والمثقب الكهربائي (الدريل) والتهديد بالمحارم وخلع الثياب والسرقة واخذ الرشى مقابل إطلاق الأسرى، وانتهاك حرمات المساجد، والبيوت والأعراض. وكان منتسبو اللواء يعلنون بسب الصحابة وإطلاق الكلمات البذيئة والطائفية والتهديد والوعيد والأمر بترك المساكن من خلال مكبرات الصوت!

 

أيها القتلة!

هذا مصيركم فليس أبناء السنة طرائد سهلة الصيد.. وسيكتب التاريخ أن من اختنق بخُمامة سراديبكم في قم وكربلاء كانت له صحارينا المقبرة التي هيأها القدر لِطَيِّ عاركم، وإبطال أحدوثتكم أبد الآبدين.

 

المصدر/ موقع القادسية