بشار كما يصورّه زيباري.. وما خَفِيَ أعظم!!
20 ربيع الثاني 1435
منذر الأسعد

لم يمر في تاريخ بني آدم نظام سياسي محاط بأسرار مرعبة وأسوار قذرة، مثل العصابة النصيرية المتسلطة على رقاب الشعب السوري منذ نصف قرن من الزمن.. وإذا كان التكتم الشديد سمة لصيقة بكل طاغية، فإنها لدى عائلة الأسد الإجرامية ضرورة وحصيلة تربية باطنية، عاشت على الحقد الدفين مئات السنين، بل إن تأسيسها قام على جبال من الكراهية والتآمر أصلاً..

 

وزير خارجية الحكم الصفوي في العراق هوشيار زيباري، لا يستطيع مخلوق اتهامه بالحياد فضلاً عن اتهامه بمحاباة الشعب السوري.. فزيباري من "النخبة الكردية" المتغربة كلياً، وهي شريك أصيل في المؤامرة المجوسية على المنطقة.. والرجل يتباهى بصداقته لعائلة الأسد العفنة. ولا يخفي تعاون الطرفين على إسقاط العراق في المستنقع الراهن، بذريعة التخلص من نظام صدام حسين.. وما من عاقل سيتوقف مندهشاً من تآمر بعث الأسد على بعث العراق بالتنسيق مع غلاة الشوفينية الكردية المرتبطة تاريخياً بالصهاينة وبالغرب الصليبي-وذلك ما كانت تردده أبواق البعث السوري نفسه-!! ومن تواطأ مع ضغائن الخميني وسانده عسكرياً لابتلاع العراق في حرب السنوات الثماني لا يُستَغْرَبُ منه شيء بعد..

 

قبل مدة يسيرة، نشرت صحيفة الحياة نص حوار أجرته مع زيباري كشف فيه القليل القليل من خبايا نيرون الشام بشار ابن أبيه الهالك..
صحيح أن كل ما قاله زيباري معروف لكل متابع، لكن "شهادته" تكتسب أهميتها من كونها بمثابة اعتراف شركاء المخازي عن أنفسهم وشركائهم..

 

أكد هوشيار أن القيادات الكردية المتآمرة مع الغرب الصليبي على غزو العراق، أبلغوا العميل بشار بقرار الغزو قبل سنة من تنفيذه..
قال بالنص: (أقول ذلك من دون أن أنسى أن علاقاتنا مع سورية لم تكن سيئة قبل إسقاط صدام حسين. في نيسان (أبريل) 2002 توجهنا في زيارة خاصة سرية جداً إلى أميركا مع الأستاذ مسعود بارزاني والأستاذ جلال طالباني، وكانت زيارة غير معلنة، عرفنا خلالها حتمية الحرب وأن لا مجال للمناورة. لم نلتق خلال تلك الزيارة كبار المسؤولين بل الأشخاص العمليين في الدفاع والخارجية والاستخبارات والبيت الأبيض.

 

ظهر لنا مدى حرص الأخ مسعود على العلاقات مع الدول التي كانت تتعاطف مع قضيتنا. فعند عودتنا إلى فرانكفورت قال نحن مدينون لتلك الدول التي ساعدتنا عبر هذه السنين ومن المفروض أن نبلغهم وأن نضعهم في الصورة، وبينهم سورية. واقترح الأخ مسعود أن نتوجه إلى سورية كونهم حلفاءنا وأصدقاءنا ونبلغهم أن الحرب واقعة لا محالة ليتم التفاهم والتنسيق معهم. توجهنا إلى دمشق والتقى الأخ مسعود بالرئيس بشار بحضوري، بينما توجه الأخ جلال إلى إيران.

 

أبلغنا دمشق باكراً

قال الأخ مسعود للدكتور بشار إننا توجهنا إلى الولايات المتحدة والتقينا مسؤولين أميركيين هناك، من دون ذكر أسماء، ونقل إليه تقديراتنا وتوقعاتنا وأبلغه أنه يبدو أن المسألة محسومة. وباعتبار أنكم حلفاؤنا، ووقفتم إلى جانبنا طوال هذه السنوات في المعارضة، أخلاقياً وأدبياً نبلغكم بهذه المعلومات وأننا نريد تغيير النظام فهذا الوضع لم يعد مقبولاً لأي أحد ويظهر أن الحرب قادمة ولا نستطيع أن نقف ضد الحرب، على العكس نحن مع التغيير ونريد أن ننسق معكم)!!

 

وفي موقف آخر يقول زيباري لبشار-مستذكراً "فضائل حافظ المقبور"-: نحن منذ عام 1991 انتفضنا ضد صدّام وأنتم قمتم بدعمنا بينما سمح له الأميركيون بقصفنا!!

 

والمجرم يؤخذ إقراره وتُرفَض شهادته، فهو يكذب على الأمريكيين ويفتري على الحقيقة التي يعرفها الجميع، فمنذ انتهاء حرب 1991م، منعت واشنطن نظام صدام من الطيران فوق جنوب العراق وفوق شماله، تمهيداً لكيان كردي شمالاً ولتأسيس حاضنة محلية لعملاء إيران جنوباً!!

 

ومما ضحك الثكلى أن زيباري قال لفاروق الشرع في حضور بشار: وقلت له أنا أعرف دمشق أكثر منك وأحياءها وآلية عملها. ونعرف يا فخامة الرئيس أنكم دولة مركزية وقد تعاملنا معكم لكن أنا شخصياً كنت أمرر أجانب، بينهم صحافيون، عبر الحدود السورية بطرق غير مشروعة إلى شمال العراق، ومن دون علم وزير خارجيتك، فقط عبر التنسيق المباشر مع الأجهزة. فضحك الرئيس الأسد وقال: من الواضح أنك تعرف بلدنا أكثر منا.

 

وبذلك يعرف الشرع وأمثاله من أدوات النظام –على لسان "ضيف"-أنهم أهون من أي ضابط نصيري في الاستخبارات!!

 

وأما الفضائح الكبرى للخونة الطائفيين المتسلطين بالقهر على الشعب السوري البطل، فموعدها عند سقوطه المنتظر عاجلاً غير آجل بمشيئة الله تعالى..