هل تكتمل فرحة أهل السنة؟
2 شعبان 1436
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

عم الفرح بين أهل السنة في العالم أجمع وخصوصا في المنطقة العربية بعد اتخاذ خطوة التدخل العربي في اليمن والإصرار على الوقوف بقوة أمام مشاريع إيران الطائفية رغم الضغوط التي تعرض لها التحالف من أجل عدم التدخل أو التوقف عن العملية العسكرية بعد فترة من بدايتها ولعل ذلك تكرر مرة أخرى بعد الهدنة الأخيرة والتي أظهرت للعالم أن الحوثيين لن يتراجعوا هم ومن خلفهم...

 

الغرب من جهته يسعى لحل سياسي في اليمن ولو منح الحوثيين أفضلية ما ولكن قوة الموقف العربي جعله يتراجع خطوات للخلف ليس هذا فحسب بل إن الدعم العربي للثوار في سوريا أصبح أكثر وضوحا رغم انف أمريكا التي كبحت هذا الدعم سنوات بدعوى أنه يصب في مصلحة من تصفهم بـ "المتطرفين" ولكن الحقيقة أنه صب في مصلحة مليشيات الأسد وحزب الله والحرس الثوري الذي توغل بشدة في المنطقة جهارا نهارا مخرجا لسانه لأصحاب العقوبات الدولية الهزيلة..

 

وقد ظهرت نتائج ذلك في الانتصارات المتتالية للثوار في ريف إدلب وجسر الشغور والاستعداد القوي لكسر حزب الله في القلمون..إن الخطوة التي اتخذها التحالف العربي ضد الحوثيين لا يمكن أن تتوقف عند اليمن فحسب بل ينبغي أن تتوسع لاتخاذ مواقف أكثر صرامة من مخططات طائفية واضحة مثل ما يجري في العراق الآن حيث تمكن تنظيم داعش  من دحر قوات حكومة العبادي الطائفية التي فرت للمرة الثانية أما هجمات التنظيم فما كان من العبادي إلا أن طلب الدعم من المليشيات الشيعية التي نفذت مجازر بالصوت والصورة ضد أهل السنة في الأنبار من قبل وهو ما سيدفع أهالي الرمادي للتعاطف مع داعش..إن دعم الغرب لحكومة العبادي وللمليشيات الشيعية بدعوى محاربة داعش لا ينبغي الصمت عليه لأنه يقوي داعش ولا يهزمها كما أنه يأتي ضد مصالح أهل السنة, وعلى العرب أن يفرضوا شروطهم في هذا الملف الحرج والحساس قبل فوات الأوان...

 

الملف الساخن الآخر الذي ينبغي تطوير الموقف العربي فيه هو الملف اللبناني وما أحيا أهمية هذا الملف مؤخرا قضية الوزير السابق ميشال سماحة الموالي لنظام الأسد والذي حصل على حكم مثير للسخرية رغم تورطه بالصوت والصورة في مخطط كان يستهدف قتل الآلاف من أهل السنة وزعمائهم في لبنان من أجل عيون نظام الأسد...

 

لقد فجر الحكم الوهن الشديد الذي يعيشه أهل السنة في لبنان وتسلط الشيعة والنصارى عليهم في وضع هو الاشد خطورة عليهم طوال تاريخهم الحديث..إن الرهان على تيار المستقبل بقيادة عائلة الحريري لم يعد مناسبا في ظل التغيرات التي تشهدها لبنان فلقد أثبت هذا التيار أنه أضعف بكثير من أن يحمي مصالح السنة في لبنان..

 

إن الدول العربية والخليجية منها على وجه الخصوص تدعم لبنان بشكل كبير وعليها أن تستخدم هذا الدعم من أجل حماية أهل السنة ومصالحهم بصورة أكبر مع عدم الاعتماد على طرف واحد من اجل تحقيق التوازن المطلوب...

 

حزب الله ومن معه من النصارى في لبنان نجحوا في اختراق الجيش والقضاء وهو ما سينذر بعواقب وخيمة على أهل السنة في الفترة القادمة..لقد رحب الداعية “داعي الإسلام الشهال”؛ مؤسس التيار السلفي في لبنان بعاصفة الحزم، ووصفها بأنها حركت المياه الراكدة ورفعت الروح المعنوية لأهل السنة في المنطقة, مشيرا إلى أنهم ينتظرون المزيد من العواصف...لقد خطا العرب الخطوة الأصعب وبقيت الخطوات الأهم فهل يستفيدون من حالة الحراك السائدة في المنطقة ؟!