حرق سني...علامة انهيار المشروع الرافضي
14 شعبان 1436
د. زياد الشامي

لم تكن حادثة حرق الشاب العراقي السني على يد الحشد الشيعي المجوسي هي الأولى من نوعها ولن تكون الجريمة الإنسانية الأخيرة على ما يبدو , فقطعان المليشيات الرافضية تزداد تعطشا للدماء مع شعورها بقرب انهيار مشروعها التوسعي الامبراطوري في المنطقة , خصوصا مع استمرار عملية إعادة الأمل بعد عاصفة الحزم باليمن , وهزائمها المتكررة وحليفها النصيري في بلاد الشام .

لقد أحدثت أخبار اليمن والشام زلزالا في نفوس الرافضة , فلم يجدوا إلا العراق ساحة لتفريغ حقدهم الطائفي المقيت تجاه أهل السنة , وذلك باستغلال شعار ما يسمى "مكافحة الإرهاب" لإعلان الحرب ضدهم , و اعتبار كل سني عراقي هو داعشي حلال الدم والمال والعرض , مع أن الحقيقة التي يعلمها القاصي والداني , أن جميع ممارسات ما يسمى "تنظيم الدولة" لا تخدم في الواقع إلا أعداء أهل السنة من الرافضة والنصيرية والصهيونية .

والحقيقة أن هيئة علماء المسلمين في العراق في بيان أصدرته الأمانة العامة أمس ، كشفت أن الحرق لم يتناول شابا سنيا واحد فحسب , بل أكثر من واحد من عدة مناطق بينهم أطفال لم يبلغوا الحلم ، على يد ميليشيات رافضية بعناوين مختلفة ، منها ميليشيات ما تسمى كتائب الإمام علي ، في منطقة (ذراع دجلة) شمال شرق مدينة (الكرمة) ومناطق أخرى ..مشيرة إلى أن أفراد تلك المليشيات كانوا يرددون عبارات الخزي والعار التاريخي الذي تتلطخ به أياديهم الآثمة .

لقد هزت مشاهد حرق شاب سني عراقي على يد أحد أفراد مليشيا ما يسمى بالحشد الشيعي مشاعر كل من لا يزال يحمل الحس الإنساني بين جوانبه , وضجت وسائل التواصل الاجتماعي "تويتر" وغيرها بهذا الخبر والنبأ المفجع , الذي يشير إلى خطورة هذه الحادثة التي انكشف معها الكثير من الأمور :

1- درجة خطر المشروع الرافضي في المنطقة , والذي يبدو أن فاتورة التأخر الشديد في التنبه إليه من قبل دول أهل السنة بدأت تظهر في كل من العراق وسورية وأخيرا اليمن , وقد تتفاقم هذه الفاتورة مع استشعار الرافضة بانهيار حلمهم باستعادة أمجاد فارس , ولعل حادثة حرق شباب العراق السنة على يد المليشيات المجوسية يأتي ضمن هذا السياق .

2- مدى الانحياز الغربي الواضح والفاضح للرافضة , ومدى تآمرهم مع كل الملل والنحل ضد أهل السنة , ويظهر ذلك جليا من خلال مراقبة الإعلام العالمي الذي يسيطرون على معظمه وجله .
فبينما يتم التركيز على أي حادثة يكون الفاعل فيها ممن ينسبون أنفسهم لأهل السنة "داعش" , فيتم تضخيمها وتغطيتها على جميع وسائل الإعلام , حتى لا يبقى إنسان في أدنى الأرض إلى أقصاها إلا وقد شاهد أو سمع بتلك الحادثة ....يتم التغافل إعلاميا بشكل سافر على أي حادثة يكون المتورط فيها الرافضة أو النصيرية أو الصهاينة أو .....الخ .

لقد ضج الإعلام العالمي بحادثة حرق الطيار الأردني الكساسبة على يد ما يسمى "تنظيم الدولة " , وظل الخبر طوال أكثر من أسبوع كامل الشغل الشاغل لجميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة , ولا يمكن حصر البرامج والندوات والحوارات والتعليقات والاستنتاجات والتحليلات .....على هذه الحادثة , التي أراد الغرب من وراء ذلك كله التأكيد على "إرهاب" ما يسمى "داعش" .

في مقابل ذلك التضخيم لحادثة حرق الكساسبة على يد "تنظيم الدولة" , يمكن ملاحظة تجاهل الإعلام الغربي - بل والعالمي - لحادثة حرق الشاب السني على يد الرافضة , وعدم وصم من قام بها بأنها "منظمات إرهابية" كما فعلت مع "داعش" , بل إن بعض وسائل الإعلام لم تتناول الخبر إلا على استحياء وخجل , بعد أن توجهت إليها سهام الانتقادات وأصابع الاتهام .

وكعادة الإعلام الرافضي الكاذب , فقد تجاهل الخبر في البداية , حتى إذا ضجت وسائل التواصل الاجتماعي به عمدت إلى نفيه جملة وتفصيلا , معتبرة أنه فبركة إعلامية , أو أن هناك طرفا ثالثا يريد إثارة النعرات الطائفية من خلال نشر مثل هذه الفيديوهات , وكأن ما وثقته الكثير من مؤسسات حقوق الإنسان الدولية عن جرائم المليشيات الرافضية – وعلى رأسها الحشد الشيعي – من قبل كان أيضا مفبركا أو طرفا ثالثا كما تزعم ؟!!

3- كشفت هذه الحادثة عن إصرار الرافضة على تبني "الإرهاب" وسيلة وطريقة لتنفيذ أجندتهم في المنطقة , كما كشفت عن مدى حقدهم وبغضهم لأهل السنة , واعتبارهم العدو الأوحد لهم , خلافا لما يظهرونه من العداء لليهود والأمريكان .

فلم نسمع إدانة واحدة من مراجع الرافضة أو حتى ساستهم على الحادثة , بل كان الصمت المشين هو المهيمن وسيد الموقف , بينما لم يتوان علماء أهل السنة عموما - وعلماء بلاد الحرمين على وجه الخصوص - في إدانة حادثتي تفجير القطيف والدمام أيا كان الفاعل , ناهيك عن إدانتهم لكل عمل إرهابي , وتأكيدهم على مخالفة تلك الأعمال لمنهج أهل السنة والجماعة .

إن حادثة حرق الرافضة لشاب سني في العراق إن دلت على شيء فإنما تدل على مدى الحنق والغيظ والحقد الرافضي من يقظة دول أهل السنة - وإن كانت متأخرة - على مشروعهم الصفوي , وإدراكهم استحالة استكماله بعد الضربات الموجعة لهم في كل من سورية واليمن .
فالحادثة على ما فيها من حزن و ألم على ما يحل بأهل السنة في العراق وسورية واليمن , إلا أنها علامة على بداية انهيار المشروع الصفوي بإذن الله .