هل تدعم أمريكا الحوثيين سرا؟
15 شعبان 1436
خالد مصطفى

الموقف الأمريكي من المليشيات الحوثية الشيعية في اليمن الموالية لإيران يثير الدهشة والاستغراب ليس فقط منذ بدابة الأزمة الحالية التي تعصف باليمن وتهددها بالانهيار والتقسيم ولكن منذ فترة طويلة...

 

والحقيقة أن الموقف الغربي ككل لا يختلف عن الموقف الأمريكي خصوصا مع تعيين مبعوث أممي ـ جمال بن عمر المبعوث الأول لليمن ـ ثارت حوله الكثير من الشبهات حول علاقته بالحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح حيث وجهت له اتهامات من أطراف عديدة بأنه سهل استيلاء الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء وكان يتحرك دوما تحت حمايتهم وأخفى الكثير من المعلومات عن مجلس الأمن الدولي وكان يعارض فرض عقوبات على الحوثيين بحجة أن هذا لن يساعد على حلحلة الأزمة...

 

وقفت أمريكا صامتة تماما وهي ترى توغل الحوثيين في اليمن بالقوة العسكرية ومواجهتهم للجيش اليمني الموالي للشرعية ولم تكلف طائراتها التي تزعم أنها تضرب عناصر القاعدة باليمن بمواجهة الحوثيين الذين تجاوز عددهم وعدتهم وخطورتهم مسلحي القاعدة واكتفت أمريكا بتوجيه اللوم والانتقادات الشفوية للحوثيين ثم بعد فترة طويلة فرضت عقوبات غير مؤثرة على بعض قياداتهم بعد أن كانوا فرضوا سيطرتهم على مناطقة واسعة من البلاد...في نفس الوقت ورغم معرفة الولايات المتحدة بالدعم الكبير الذي يتلقاه الحوثيون من إيران ووجود سفنها في الخليج العربي إلا أنها تركت السفن الإيرانية تصول وتجول في الموانئ اليمنية مقدمة السلاح والعتاد للمتمردين دون أدنى تدخل..الأمر لم يقف عد هذا الحد بل إن أمريكا بعد إعلان السعودية ودول التحالف العربي عن عاصفة الحزم لم تظهر تأييدا حقيقيا بل ظهر أنها مترددة وأخذت تدعو للحل السياسي ووقف إطلاق النار بغض النظر عن المسؤول عن الموقف المتردي في اليمن..

 

ومع كل هذا فلقد نفذت طائرات أمريكية بدون طيار هجمات على مواقع للمقاومة الشعبية في اليمن بمحافظة الجوف لتمنع تقدمها الكبير على المليشيات الحوثية ـ بحسب تصريحات لشهود عيان ـ وهو موقف يثير الريبة فلماذا تشن أمريكا غارات في هذا التوقيت على المقاومة الشعبية وليس على الحوثيين إذا كانت فعلا لا تؤيد ممارسات الحوثيين؟!...

 

إن محاولات التبرير الأمريكية بشأن هذه الحادثة لا تزيد الأمر إلا التباسا فقد ذكرت بعض المصادر أن الطائرات الأمريكية استهدفت مواقع لعناصر من القاعدة انضمت للمقاومة الشعبية! وهذه معلومة لاول مرة يتم الإعلان عنها فالمعروف أن هناك خلافات كبيرة بين القاعدة والمقاومة الشعبية كما أن القاعدة تنتشر في مناطق عديدة فلماذا التركيز على هذه المنطقة بالتحديد خلال معارك حاسمة مع الحوثيين؟!...

 

إن ما يجري في اليمن يذكرنا بما أكدته عدة فصائل ثورية في سوريا بشأن التنسيق بين مليشيات الأسد والطائرات الأمريكية ضد الثوار مشيرين إلى أن الطائرات الأمريكية ترصدهم ثم يفاجئون بانسحابها في نفس وقت قدوم طارات الأسد لتقصفهم, رغم ما تعلنه واشنطن في أجهزة الإعلام عن معارضتها لبقاء الأسد في السلطة وانها تدعم بعض فصائل المعارضة!..

 

إن الموقف الأمريكي من اللوبي الطائفي المتصاعد في المنطقة يزداد وضوحا يوما بعد يوم وهو ما يضع دول المنطقة أمام ضرورة المواجهة واتخاذ إجراءات أكثر صرامة لوقف تداعياته الخطيرة.