لمصلحة من استهداف حماس؟
22 رمضان 1436
خالد مصطفى

بين كل فترة وأخرى تتعرض حركة المقاومة الإسلامية حماس لموجة من القنص والهجوم الشديد ليس فقط من جانب أجهزة الاحتلال الصهيوني والقوى الغربية الموالية له ولكن من بعض القنوات الإعلامية العربية والتي علا صوتها بشكل كبير وأصبحت تمثل حالة من الإزعاج والصخب والتشويش على أفكار المواطن بطريقة ممنهجة, كما يحدث ذلك أيضا من شركاء في الوطن وهم السلطة الفلسطينية الموجودة في رام الله والضفة...

 

لقد تعرضت حماس خلال الأيام الماضية لموجة جديدة من السب والشتم من بعض المنابر الإعلامية بعد الهجوم الذي تعرضت له مواقع للجيش المصري في سيناء وبدلا من تحليل الهجمات بشكل علمي وانتظار التحقيقات التي ستجريها السلطات المصرية ومعرفة جنسية المسلحين القتلى في الهجمات ومن وراءهم بدأت أقلام وأصوات إعلامية  في توجيه الاتهامات المعلبة المعتادة لحركة حماس وهو ما فعلته في هجمات سابقة وبنفس الأسلوب وثبت بالأدلة عدم وجود أي صلة لحركة حماس بها وما أكد ذلك أن محكمة مصرية ألغت اعتبار حركة حماس جماعة "إرهابية" ...

 

العجيب أن هذه المنابر التي أصبحت تؤدي دورا مثيرا للدهشة في تهييج الشعوب على المقاومة الفلسطينية تزعم احترامها لأحكام القضاء وتشيد بأحكامه دوما فإذا كان هذا الكلام صحيحا فكيف تتهم حركة تقاوم الاحتلال الصهيوني بهذه الاتهامات المشينة والقضاء قد حكم ببراءتها رغم الادعاءات السابقة وتلفيق عشرات الاتهامات وفبركة مئات الأدلة؟!...إن توجهات حماس الإسلامية أصبحت شوكة في حلق الكثيرين من المسيطرين على الإعلام العربي وهو ما يكشف طبيعة المعركة التي يخوضها هذا الإعلام في هذه الفترة الحرجة من تاريخ المنطقة, رغم تأكيد الحركة في أكثر من مناسبة بأنها بعيدة تماما عن التدخل في الشأن الداخلي لأي بلد عربي وتشديدها على أن معركتها الأصلية هي مع الاحتلال الصهيوني وحسب..إن هذه الأبواق الصاخبة تقدم خدمة مجانية عظيمة للاحتلال الصهيوني الذي يعتبر حماس ألد أعدائه بينما يرى أن دور فتح والسلطة الفلسطينية هو الموافقة فقط على تقديم التنازلات..

 

هذا الإعلام الذي يدعي المهنية يتجاهل في كل مرة تحدث فيها هذه الهجمات الأصابع الصهيونية الموجودة في سيناء منذ وقت طويل ويتجاهل أن مصلحة "إسرائيل" أن تشتعل سيناء حتى تكون فرصة للقضاء على حركة حماس ويزداد التعاون العسكري بين القاهرة وحكومة الاحتلال بحجة مواجهة "الإرهاب"..

 

كما يتجاهل عن عمد وجود عناصر تابعة للقيادي الفتحاوي المفصول محمد دحلان صاحب العلاقات القوية مع الاحتلال والمتورط في جرائم ضد الشعب الفلسطيني بشهادة حركة فتح التي كان ينتمي إليها وبشهادة السلطة الفلسطينية التي يعترف بها هذا الإعلام ورغم ذلك يفتحون له قنواتهم للتصريح والحديث كما يحلو له فيا ترى ما السبب؟!..

 

هذه المرة تأتي موجة القنص في وقت تشن السلطة الفلسطينية حملة اعتقالات غير مسبوقة في صفوف حركة حماس مع اتهامات لها بمحاولة شن هجمات على قيادات السلطة بل ووصل الأمر لكي توجه مصادر داخل السلطة اتهامات لحماس بالتورط في هجمات سيناء مع اتهامات مشابهة من الكيان الصهيوني فماذا يعني هذا الحلف النكد من الاتفاق على اتهام حماس بنفس الاتهامات في نفس الوقت رغم براءتها بحكم محكمة منذ أسابيع قليلة من اتهامات مشابهة؟!...

 

لقد هدمت مصر المنازل الحدودية التي كانت تقول أن تحتها أنفاق لتهريب الأسلحة فمن أين إذن تأتي الأسلحة الآن وبهذه الكميات الكبيرة والأنواع الحديثة؟..إن محاولة إلصاق الاتهامات جزافيا في كل مرة بحماس ليس ظلما فقط لحركة مقاومة تعاني بشدة من الحصار المفروض عليها بل هو يؤدي لهروب الفاعل الحقيقي.