4 ذو القعدة 1436

السؤال

أنا فتاة عمري15 سنة، حساسة جداً، في كثير من المواقف أبكي، وهذا يسبب لي حرجاً كبيراً، وعندي مشكلة أخرى هي لا أعرف كيف أعقد صداقات، وطوال 4 سنوات في المتوسطة، لم أستطع أن أكسب أي صديقة، وأخاف أن يتكرر هذا الشيء في الثانوية فماذا أفعل؟

أجاب عنها:
د. علي الدقيشي

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي الكريمة – أهلاً ومرحباً بكِ في موقعك (موقع المسلم).
بخصوص سؤالك أجيبك بما يأتي:
أولاً: نشكر لكِ حرصك على السؤال والاسترشاد.
ثانياً: فيما يتعلق بشدة الحساسة عندك عليكِ مراعاة ما يأتي:
1- اعلمي أنّ وجود النّفس ذات المشاعر والوجدان والأحاسيس الجياشة خير كبير، إلا أنّ هذه المشاعر والأحاسيس في حاجة إلى توجيهٍ وإرشادٍ حتى تكون مصدر خير لا مصدر متاعب.
2- اعتزّي بما وهبكِ الله من صفات، واعرفي قدر نفسك وفق إمكانياتك، وراعيها في مواقف تعاملك مع الآخرين، واضبطي نفسك عند التكلم فيما لا تحسني، أو تتدخلي فيما لا تعلمي.
3- استعيني بالدّعاء "اللهم اهدني وسددني في الأقوال والأفعال والمواقف"، "اللهم وفقني للكلام المناسب في تعاملي دائماً".
4- تعلّمي طريقة الحوار والنقاش والتواصل مع الآخرين والتعامل معهم.
5- تدرّبي على التماس العذر للآخرين، وعلى أن تكوني من أهل المَكرُمات ومن أهل العفو والمسامحة عمن أخطأ من الناس؛ وهذا من الخلق العظيم الذي يرفع قدركِ في الدنيا والآخرة.
6- اسمعي أكثر من أن تتكلمي،وتأملي الكلام قبل ان تقوليه
7- ثقي بنفسك، واعلمي أنّ لنفسكِ مقداراً، بقول تعالى: {ولقد كرّمنا بني آدم} ويقول: {ونفسٍ وما سوّاها}. وهذا مما يجعلكِ تشعرين بالثقة وتقديركِ لإمكانياتك مما يساعدكِ في مواجهة الناس ويدفعكِ لتقليل هذه الحساسية تجاههم.
ولكي تكتسبي صداقاتٍ بيسر عليكِ بمراعاة الآداب الاجتماعية التي أرشد الله إليها وأمرنا بها:
1- عاملي النّاس بما تحبين أن يعاملوكِ به.
2- احرصي على تهذيب لسانك.
3- ابتسمي في وجوه الآخرين.
4- تعاوني مع الآخرين وساعديهم.
5- شاركيهم في أحوالهم.
6- قدّمي الهدايا لهم، وأطعمي الطعام بين الفينة والفينة.
7- اسألي عن الغائب، وباركي لمن كُرّم أو فاز بهديّة.
8- اقتربي من زميلاتك في الصف وحادثيهم في حصص الفراغ.
9- دعاء الله بأن يجعل لكِ القبول عند النّاس، وأن يرزقكِ الصديقة الوفية.
10 – احرصي على مصاحبة الصديقة الصالحة واجتنبي الصديقة السيئة لأن للصديقة تأثيراً على دين وأخلاق صديقتها؛ وامتثالاً لتوجيه الرسول صلى الله عليه وسلم: "الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ" وقوله: "إِنَّمَا مَثَلُ الجليس الصالحُ والجليسُ السوءِ كحامِلِ المسك، ونافخِ الكِيْرِ فحاملُ المسك: إِما أن يُحْذِيَكَ، وإِما أن تبتاع منه، وإِمَّا أن تجِدَ منه ريحا طيِّبة، ونافخُ الكير: إِما أن يَحرقَ ثِيَابَكَ، وإِما أن تجد منه ريحا خبيثَة".
ومما أوصيكِ به التردد على مصلى المدرسة في الفسحة وحضور نشاطاتهم والمجالس التي يقيمونها ففيها الصحبة الصالحة، وحضور حلقات القرآن من حفظ وتلاوة في المصلى، وقد تجدين فيه الصديقة المناسبة التي تبحثين عنها.
وأخيراً فإن المرحلة المتوسطة بطبيعتها تتصف بعدم اليسر في تكوين صداقات، بخلاف المرحلة الثانوية التي فيها استقرار وطمأنينة نفسية تجعل تكوين الصداقات أمراً سهلاً يسيراً بإذن الله.
أسأل الله تعالى أن يتمّ خَلقَكِ وخُلَقكِ ويجعلكِ بشراً سوياً في أقوالك وأفعالك وسائر أحوالك ويرزقكِ الصديقات الوفيات ويجعلكِ ذُخراً للمسلمين.
والله الموفق.