4 ذو الحجه 1436

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم..
باختصار شديد مشكلتي أني أحب ابن عمي وهو يحبني، والواضح أن أمه تريد أن تخطب له فتاة أخرى، وأنا عندي ثقة بربي أنه سيبعد الشر ويكتبني من نصيبه.. يشهد الله أني مكسورة بشدة وأني أحبه بجنون.. فماذا أفعل؟ بماذا أدعي؟ أنا واثقة أني لو دعيت وطلبت ربي سيجيب، ولكن ماذا سأقول فأنا أشعر بالضيق الشديد.

أجاب عنها:
د. علي الدقيشي

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتنا الكريمة، أهلاً ومرحباً بكِ في موقعك (موقع المسلم)
أولا: أشكر لك تواصلك معنا وتصريحك بما في خلجات نفسك للاسترشاد.
ثانيا: ابنتي الكريمة هوني على نفسك، واعلمي أن الأمر بيد الله والكون كله قائم بتدبير الله _تعالى_ لا يحدث فيه إلا ما أراد، فيجب علينا أن نسلم لله، وأن نستسلم له وأن نسعى ونأخذ بالأسباب في تحقيق ما نريد ثم نرضى بما يقسمه الله لنا.
فعلى ابن عمك إن كان صادق الرغبة في الزواج منك، أن يخبر أهلك مباشرة برغبته هذه، ويطلب خطبتك رسميا، واستخيري الله تعالى بصدق أن يختار الأصلح لك في أمر زواجك منه، وأن يشرح صدرك له من حيث القبول أو الرفض، فالإنسان لا يعلم ما الأصلح له في عاقبته ومستقبل أيامه ثم ترضين نفسك بما يسره الله لك بعد الاستخارة. وما سيتم بينكم أجمعين، إن يسر الله الخطبة والارتباط فاشكري الله تعالى. وإن قدر الله تعالى عدم الموافقة وعدم الخطبة والارتباط فاحمدي الله على هذا، واعلمي أن هذا هو الأصلح لك الآن وفي عاقبة أمرك لأن هذا قدر الله بعد الاستخارة والله عليم حكيم رؤوف رحيم بعباده، لا يقدر لهم إلا ما هو الأصلح لهم، وعليك الإكثار من هذا الدعاء: "اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها" فإن النبي صلى الله عليه وسلم وعد من دعا بهذا الدعاء بصدق وإخلاص لله، بعد أي مصيبة تحزنه إلا أجره الله في مصيبته، وأخلف عليه خيرا مما فاته. ثم اصرفي نفسك تماما عن العلاقة مع ابن عمك، واتركي تماما التواصل معه بأي وسيلة فإن هذا لا يجوز وحرام، ولأنه يفتح باب الشر، ويزيد من تعلقك به، الذي لا يجلب لك إلا القلق والحيرة والاضطراب والتشتت والضياع النفسي، وعليك بالالتزام ومراعاة ما يأتي:
1- اعلمي أنه يجب علينا جميعاً أن نتعلم أهم ثلاث مسائل تتوقف عليها سعادتنا في الدنيا والآخرة:
الأولى: أن نعرف الله جيداً بأسمائه وصفاته وما يجب له من تأليهه بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه، وطاعته والتقرب إليه بالعمل الصالح من كثرة ذكره وقراءة القرآن والصدقة ونفع الناس وتذكر يوم القيامة والاستعداد له والحرص على النجاة في الآخرة.
الثانية: معرفة تعاليم ديننا دين الإسلام في جميع الجوانب وأن نتمسك بها في حياتنا بما يخص عبادتنا مع الله مباشرة كالصلاة، الزكاة، الحج، والصيام. ومنها يشمل معاملاتنا مع بعضنا البعض، صلة الرحم، الوالدان، الجيران وما يشمل جوانب الحياة.
الثالثة: معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم بمعرفة اسمه ونسبه وسيرته وأنه خاتم الرسل ووجوب طاعته في كل ما أمر به وتر كل ما نهانا عنه وأنه جاء ليعلمنا كيف نعبد الله ونطيعه ويعلمنا التعاليم التي نطيع بها الله،وتعلم هذه المسائل السابقة يكون بحضور مجالس العلم والمحاضرات في المساجد، وقراءة الكتب الدينية وسماع المحاضرات عبر إذاعة القرآن الكريم، والقنوات النافعة.
غليك بضرورة الحرص على تعلم ما سبق ذكره والعمل به، وأن يكون أكبر اهتمامنا إن أردنا السعادة في الدنيا والسلامة والنجاة في القبر وعند ملاقاة الله يوم القيامة للحساب والجزاء.
2-واعلمي أن أول ما يجب أن نبدأ به هو الاجتهاد في تقوية ذاتنا بتقوية إيماننا وزيادته بالاجتهاد الصادق في طاعة الله تعالى بفعل الواجبات ولاسيما الصلاة والإكثار من الأعمال الصالحة كقراءة القرآن يومياً،وذكر الله كثيراً والمحافظة على أذكار الصباح والمساء وسماع دروس العلم النافع وحضور مجالسها، لأننا جميعاً في حاجة إلى محاسبة أنفسنا على الاستقامة بطاعة الله والتمسك بشرعه والتذكر باستمرار الوقوف بين يدي الله تعالى يوم القيامة للحساب والجزاء. هل آمنا بالله تعالى؟ واستقمنا في حياتنا على الالتزام بجميع تعاليم الدنيا في جوانب حياتنا؟
3_ عليك بالحرص على الرفقة الصالحة من المسلمات الحريصات على الخير والاجتماع حول تعلم القرآن وتعاليم الدين، ففي ذلك عون على الاستقامة والخير.
وأخيراً: أرجو الله أن يصلح حالك وشأنك.
والله الموفق.