ماذا بعد دحر الحوثيين في اليمن؟
4 ذو القعدة 1436
خالد مصطفى

أصبحت المقاومة اليمنية والقوات الموالية لها من الجيش على مقربة من العاصمة صنعاء بعد تمكنها من انتزاع مناطق واسعة من أيدي المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي صالح...

 

ورغم أن المعارك لم تنته بعد ولم يسلم الحوثيون أسلحتهم للقوات الموالية للحكومة الشرعية إلا أن مجريات الأمور تشير إلى اندحار الحوثيين في أغلب المناطق وتكبدهم خسائر كبيرة واندلاع خلافات ضخمة فيما بينهم من جهة وبينهم وبين قوات صالح من جهة أخرى..

 

ما يلفت الانتباه هو أن المقاومة الشعبية أصبحت أكثر انسجاما مع بعضها ومع قوات التحالف وهو ما أسفر عن النجاحات الأخيرة فأصبحت طائرات التحالف تمهد الأرض أمام المقاومة حتى تقوم بهجماتها على الحوثيين , كما أن الفترة الأولى من المعارك أكسبت المقاومة خبرات واسعة في مجال القتال وخصوصا حروب الشوارع والتي يجيدها الحوثيون نتيجة للمعارك العديدة التي خاضوها ضد قوات الحكومة في عهد المخلوع صالح..

 

اندحار الحوثيين بهذا الشكل ليس إيجابيا فقط لأهل اليمن ولكنه إيجابي أيضا بالنسبة للأوضاع العامة في المنطقة...

 

اندحار الحوثيين في اليمن ينبغي أن يتم بشكل كامل ودون منحهم أدنى فرصة للدخول في مفاوضات تحافظ لهم على أسلحتهم خصوصا الثقيل منها أو إفساح المجال لهم للتمركز في معقلهم الأساسي في محافظة صعدة وإلا سيظلوا شوكة في جنب أي حكومة تأتي مهما كانت قوتها وستعاد الكرة مرة بعد مرة والحروب تشتعل مجددا مع وجود الحليف الرئيسي الإيراني لهم والذي لن يعجز عن مدهم بالسلاح والمال بشتى الطرق كما فعل من قبل ولا يزال...

 

إن الأصعب من الانتصار في المعارك الحربية هو كيفية الاستفادة من ذلك عند الجلوس لترتيب الأوضاع, فكم من معارك تم الانتصار فيها على الأرض ثم ضاع الانتصار في دهاليز التفاوض وقاعات المحادثات السياسية خصوصا أن القوى الغربية تنظر بقلق بالغ لتدخل التحالف العربي في اليمن وتسعى لإجهاضه بكل ما أوتيت من قوة...

 

أما بالنسبة للوضع في المنطقة فإن اندحار الحوثيين هو اللبنة الأولى في اندحار المشروع الفارسي الرافضي في المنطقة ويليه بمشيئة الله اندحار مليشيات الأسد في سوريا وهو ما سيضع المشروع الإيراني في أزمة بالغة..لقد راهنت طهران كثيرا على تردد العرب في اتخاذ قرارات حاسمة من أجل إيقاف مشروعها في المنطقة خصوصا عندما يتعلق الأمر بالتدخل العسكري لذلك من السهل أن نقول إن المشروع الإيراني قبل التدخل العربي في اليمن كان في حيز معين وأصبح بعد التدخل  في حيز آخر تماما وهو حيز له ضوابط وقيود أخرى ستجعل النظام الإيراني يحسب خطواته جيدا قبل الإقدام على خطوات مماثلة...

 

أضف إلى ذلك الخلايا المسلحة التي تم تفكيكها مؤخرا في الكويت والبحرين والمرتبطة بالحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني فهي ضربات قوية وموجعة للمشروع وفضح لمخططاته وطريقته في تنفيذها..لقد أصبحت أوراق إيران مكشوفة تماما ليس فقط لدول الخليج ولكن للعالم العربي كله ولم يعد ممكنا التلاعب بالألفاظ من هنا أو هناك من بعض الموالين لطهران في عالمنا العربي, وأصبحت الكرة في ملعب الدول العربية للاستعداد الجيد وتحضير المشروع الخاص الذي يجهض المشروع الصفوي.