تأميم الأقصى حين لا يسمع به أحد
13 ذو القعدة 1436
أمير سعيد

إعلام المارينز العربي يتعذر عليه أن يسلط أضواءه على خبر كهذا، كان له أن يهز الدنيا لو كانت شعوبنا تتوفر على إعلام موضوعي يقودها إلى معركة الوعي، لكن ما عسانا أن نتوقع من إعلام هدفه الأحط أن يغيب الأقصى ويساهم في هدمه في المرحلة الأخيرة التي توشك "إسرائيل" أن تدخلنا إليها.

 

 

 

في الأسبوع الأخير من أغسطس الحالي نفذت سلطات الكيان الصهيوني خطوة هي الأخطر على الصعيد الإداري حين احتجزت الشرطة الصهيونية هويات الرجال عند أبواب المسجد الأقصى وأبلغتهم بضرورة مغادرتهم له قبل مرور نصف ساعة، مهددة بتحويل هوياتهم لمركز تحقيق "القشلة" في البلدة القديمة، في حال تجاوزوا المدة المحددة. وبالتزامن، منعت النساء والفتيات من الدخول للمسجد، وأغلقت أبوابه باستثناء أبواب حطة، والناظر، والسلسلة، بالإضافة إلى باب المغاربة المُخصّص لاقتحامات المغتصبين الصهاينة.

 

 

 

ليس هذا من قبيل فض الاشتباكات الطارئة التي قد "يتفهم" فيها موقف كهذا إن حصل في ضوء الاضطهاد المزمن والتضييق الاعتيادي للمصلين والمعتكفين، لكنه هذه المرة أخذ شكل "تحديد مدة تواجد المصلين بالمسجد" بحيث يمهد هذا لتخصيص وقت للمسلمين فيه وآخر لليهود.

 

 

 

تحديد الوقت هذا الذي أعقب أول اقتحام مباشر منذ فترة طويلة جداً للمسجد من الداخل وإلقاء قنابل الغاز على أعتابه، لم يكن ليمر على إعلام موضوعي أو إسلامي أو وطني لو لم يكن منبطحاً كالذي نشاهده في شاشاتنا.. فكلاهما مَرّ، وكلاهما مُرّ، وكلاهما مؤذن بخراب قبلة المسلمين الأولى.

 

 

 

والحق أنك حين تجد أن مثل هذه الأحداث تمر دون إشارة حتى في ذيل صفحة داخلية في صحيفة مارينزية، أو خبر قبيل خاتمة النشرات الإخبارية المارينزية، تدرك حجم الجريمة التي يشارك فيها هذا الإعلام جنباً إلى جنب مع إخوانه الصهاينة في جريمة هدم الأقصى القادمة.

 

 

 

وحين ترى الشعوب ذاهلة عن هذه الجريمة وما يرافقها من جرائم تعبد الطريق لكسر ظهر المسلمين بهدم الأقصى كـ"تتويج" لإذلال الأمة الإسلامية كلها، تعلم يقيناً فداحة ما تقترفه يدا إعلام أشغل الجماهير بالفيديو كليب، والأفلام، وحشو العقول بأفكاره المتغربة الرجعية، ومناهضته لكل مظهر إسلامي، وأفرد لهذا جل وقته، وتعمد ألا يمر خبر كهذا من بين برامجه الرئيسة للتوك شو وغيرها من المحيط إلى الخليج، وكأن هذا الإعلام الذي يغيب الجماهير يدار من وكر تجسس واحد، يعمد على محو الأقصى المبارك من ذاكراتنا وحياتنا ليتسنى للصهاينة مصادرة مستقبله ومستقبلنا معاً..