16 محرم 1437

السؤال

السلام عليكم.. مشكلتي في ابني الذي يبلغ من العمر ٧ سنوات، ذكي جداً، نشيط جداً فيه شيء من العناد.. المشكلة أن معلمته تشتكي من أنه شخص عدواني مع رفاقه في الصف مع العلم أنه في البيت شخص مسالم جداً مع أخيه الأصغر بل وأحيانا يتنازل عن أشيائه الخاصة لأخيه من تلقاء نفسه لإسعاد أخيه.. هذا الأمر حيرني كثيراً، معلمته تقول لي إن ابنك عنده كبت في البيت وكأنه يفرغ ما به من كبت في الفصل.. وأنا ليس عندي سوى هو وأخيه الأصغر ٥ سنوات ونعطيه مساحة من الحرية، وإن كنا نقسو عليه أحيانا إذا بدر منه سلوك خاطئ فما سبب عدوانيته مع رفاقه؟! ليتني أعرف..

أجاب عنها:
د. علي الدقيشي

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخت الفاضلة أهلاً بكِ في موقعك (موقع المسلم)، وبخصوص ما سألتِ عنه نجيبك من خلال ما يأتي:
أولا: أدعو الله لكِ أن يوفقكِ على توافر حنو الأمومة تجاه ابنك الكريم وأطمئنك أن الوضع سهل هين بإذن الله.
ثانياً: إن ما ذكرتيه من التصرفات الغريبة من ابنكِ التي أقلقتكِ ترجع إلى ما يسمى (بالسلوك العدواني عند الأطفال).
ثالثاً: كثرة اللجوء إلى الله تعالى، ودعائه بإصلاحه وهدايته.
رابعاً: ضرورة تغيير أسلوب التعامل مع الابن وتوجيهه له والبعد عن التضييق والشدة بكل صورها إلى اللين والرفق، الذي أرشد الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – إلى الاتصاف والتمسك به دائما بقوله: "ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه" صحيح الجامع، فبالرفق وحنو الأبوة الصادقة يكون له الأثر الكبير في استجابته للتوجيه والإرشاد.
خامساً: السعي في تدخلكما في حياته بالمشاركة والتوجيه، وأن يكون لكما دور في احتوائه وشغله معكم في أموركم.
سادساً: حدثيه عن فضل المدرسة والمعلمين والمعلمات، وحقهم على التلاميذ، وعظم الثواب لمن أطاعهما ووقرهما. وعظيم إثم من عصاهم وخالفهم، لأنهم خير على تلاميذهم ويحبون لهم الخير ويحرصون عليهم، وتذكيره بحق زملائه وضرورة حبهم والرفق في التعامل معهم كما يحب هو أن يعاملوه بالرفق واللين.
سابعاً: اذكروا له محبة الله لمن يحب زملاءه وأصدقاءه ويعطيهم هدايا ويطعمهم أشياء هذا يجعل الله يحبك ويدخلك الجنة، واشتروا له حلويات وهدايا يهديها لأصدقائه بين الحين والآخر، فهذا له أعظم الأثر بإذن الله في جعل الألفة والمحبة بينه وبين زملائه.
ثامناً: حببي ابنك في الطاعة وعلقيه بالصلاة وشاركيه في ذلك وكوني له قدوة، واربطيه بالبرامج النافعة والدروس الدينية وذكريه بالآخرة، والجنة.
تاسعاً: فلنحرص أن تكون البيئة المحيطة به من أهل الطاعة والاستقامة وفعل الخير لتشجيعه، والحرص على تعزيز استجابته ولو كانت ضعيفة وذلك بالمدح والتشجيع والمكافأة فلهذا الأثر في تحسين وضعه.
عاشراً: السعي في تأمين الصحبة الصالحة لابنك من أهل الاستقامة، وحبذا لو سجلتيه في حلقات تحفيظ القرآن الكريم في المساجد؛ ففي ارتباطه بالقرآن والصلاة أثر في تحسين سلوكه بإذن الله.
وها هي وسائل تساعد في القضاء على هذا السلوك الطارئ بإذن الله.
1 – تجنب التعامل مع الابن بأسلوب صارم وقاسي كالضرب والتوبيخ.
2 – يمنع الابن من الاطلاع على الخلافات الأسرية.
3 – تعزيز شعور الابن بالطمأنينة والسعادة والثقة بالنفس.
4 – مشاركته وممارسته بعض الأنشطة كالجري وقيادة الدراجة والخروج للحدائق لتفريغ الطاقة البدنية.
5 – إعلام الطفل بأهمية ما يقوم به وتشجيعه، وتجنب تكليفه بمهام لا يستطيع القيام بها نظرا لصغر سنه.
6 – إبعاد الابن عن المصادر التي تؤدي إلى هذا السلوك كبعض الأصدقاء ذوي هذا السلوك أو بعض برامج التلفاز أو النت مع إقناعه بضرر ذلك.
أسأل الله أن يصلح ابنك ويقر عينك به ويجعله ذخرا للإسلام.
والله الموفق.