أوباما يَكْذِبُ أم أمريكا؟
8 جمادى الثانية 1437
منذر الأسعد

# السعودية تصدِّر الإرهاب.. وأموالها سبب انتشار التطرف "تحجب النساء" في إندونيسيا!!
# أردوغان مستبد وفاشل ولا يرغب بإعادة الاستقرار الى سوريا وقد ظهر ذلك جلياً من خلال رفضه استخدام جيشه الضخم في المساهمة بوقف النزيف السوري وعودة الهدوء إلى سوريا!!
# حلفاؤنا في الخليج حاولوا جرَّنا إلى حروب طائفية..
# نريد مستبدين أذكياء في الشرق الأوسط..
تلكم هي أبرز عناوين الآراء " العبقرية" التي "أتحفنا" باراك أوباما بها في حديثه المطول لمجلة أتلانتيك قبل أيام.

 

 

 

 

شاهد من أهله
لأن ما جاء في هراء أوباما ليس سوى  كمية ضخمة من الأكاذيب-باستثناء إقراره بأن عملاءه في منطقتنا أغبياء!-فإنني أبدأ تفكيكها،بتلخيص النقد الدقيق-والناعم-الذي سطَّرتْه الإعلامية الأمريكية  فريدا غيتس،التي يستحيل على البيت الأبيض أن يتهمها بالإرهاب -مثلما يتهم العبد الفقير وكل مسلم لا يرضخ لأهوائه- فهي أنغلو سكسونية بروتستانتية بيضاء-أي:من طبقة الواسب المهيمنة  White Anglo-Saxon Protestant-!!

 

 

 

قالت غيتس-وهي كاتبة في الشؤون العالمية بمجلة The Miami Herald and World Politics: لقد أعطى أوباما للصحفي جيفري غولد بيرغ، كاتب المقالة، طريقاً مفتوحاً للوصول إلى المعلومات التي يريدها، وقام الأخير بدعم لقاءاته التي استمرت لساعات مع أوباما، بمحادثات ورؤى لعدد لا يحصى من الأشخاص.

 

 

 

يركز المقال بشكل مطول على قرار أوباما المثير للجدل، بالتراجع عن خطته لضرب سوريا، بعد أن استخدم الدكتاتور بشار الأسد، الأسلحة الكيماوية ضد الآلاف من المدنيين، وكان  أوباما أعلن في وقت سابق لذلك عن أن استخدام الأسلحة الكيماوية يشكل "خطاً أحمر"، ويستدعي تأديباً عسكرياً أمريكياً لسفاح سوريا..

 

 

ولكن  أوباما تراجع، وقد كان معظم العالم مذهولا من تراجعه، وقد رأوا أن مصداقية الولايات المتحدة الأمريكية قد تلاشت.

وقد قال أوباما لغولد يرغ، إنه "فخور جدا بهذه اللحظة"، إذ استطاع أن "يتراجع عن الضغوطات الفورية"، التي فرضتها السياسة الخارجية. والمفارقة هنا، تكمن في أن الضغط كان مفروضا بشكل ذاتي. فإن أوباما هو من رسم الخط الأحمر، وفي الحقيقة، فإنه لا يوجد شيء قد حدث في سوريا يعطي سببا لأحد بأن يكون فخورا، حتى باراك أوباما.

 

 

 

سوريا تشكل كارثة حقيقية، فقد قتل نصف المليون شخص، وهجر ملايين آخرين، وفقد الاستقرار في المنطقة، ونزح عدد من اللاجئين لم يشهد مثله العالم منذ الحرب العالمية الثانية، كما أبرزت الجماعات الإرهابية وحشيتها بشكل مستمر.

 

وتختم غيتس رأيها هنا بالقول:كلا، إذا أراد أوباما أن يتحدث عن إنجازاته، فعليه أن يلغي اسم سوريا من القائمة.

وتضيف: الأزمة السورية تؤثر على حلفاء أمريكا في أوروبا والشرق الأوسط، وقد وصلت أمواج الصدمة الأيديولوجية إلى السواحل الأمريكية، وبدأت حقا بالتأثير على السياسة الداخلية، والأورام التي أنتجتها المعركة قد تصبح أسوأ.

 

 

ثم تصل الكاتبة إلى أكبر كذبة أطلقها الرئيس في حواره وهي قوله: "العالم مكان صعب ومعقد وتعمه الفوضى، مليء بالمصاعب والتراجيديا، سيكون هناك أوقات نستطيع فيها التدخل لإنقاذ الأبرياء ولن نستطيع فعل ذلك في أوقات أخرى".
خامنئي المستبد الذكي

 

 

 

إذا لاحظنا أن المجرم بوتن هو الشخص الوحيد الذي حظي بثناء أوباما، وربطنا مديحه له مع أحقاده على العرب بعامة والسعودية بخاصة،وغيظه الأسود من أردوغان،فإننا لا نحتاج إلى تفكير عميق لكي نتبين أن مواقف الرجل تنبع من الكراهية الدفينة التي يُكِنُّها للشعب السوري ولذلك فهو يبغض الذين ناصروه ويثني على قتلته!!

 

 

 

ولولا أن امتداح خامنئي سيجر عليه موجات سخرية محلية هائلة، لربما حظي حفيد أبي لؤلؤة المجوسي بنصيب من مدائح أوباما تفوق نصيب ديكتاتور روسيا!!

 

 

 

 

علماً بأن كذاب البيت الأبيض أثنى على خامنئي بخبث، عندما غمز من قناة الرئيس التركي واتهمه بالفشل، وأعلن أن أمريكا في حاجة إلى مستبدين أذكياء، وليس من مستبد كخامنئي،ومن المنطقي أن يندهش الأمريكيون بـ"ذكائه" ما دام يخدمهم ويهدم الاحتلال الصهيوني!!
أردوغان فاشل لا شك بالمعايير الأمريكية، لأنه بنى بلاده وحررها من بطش الجنرالات عملاء واشنطن وتل أبيب!! وأما فرية اتهام تركيا اليوم بأنها لا تريد عودة الاستقرار في سوريا،فهي فضيحة لأمريكا، لأنها تكشف أن الاستقرار السوري في مفهومها الدموي، هو إعادة تأهيل عميلها حارس اليهود في الجولان الأسير!!

 

 

 

والحقيقة المريرة أن هذه الضغائن ليست آراء شخصية لأوباما –كما يروِّج عملاؤه في حلف المماتعة والمطاقعة وكانوا أدعياء العداء الزائف لبلاده-،وإنما هذه قناعة إستراتيجية راسخة..فالذي سلَّم العراق لإمبراطورية المجوس الجدد هو بوش الابن سنة 2003م!! وكانت مسرحية العداء بين طهران وواشنطن في ذروة فصولها الهازلة!!

 

 

 

 

ولنلاحظ أن إجرام أوباما في حق الشعب السوري، لم يحرك ساكناً، فلا الإعلام الأمريكي يكترث لأنهار دمائنا التي يريقها عميلهم بشار بمشاركة التيس المستعار بوتن، وحاكم إمبراطورية الكراهية خامنئي وقطعان قتلته الفجرة، ولا الكونغرس يفعل شيئاً،بالرغم من سيطرة خصوم أوباما الجمهوريين عليه منذ الانتخابات النصفية!!

 

 

 

 

عفواً، نسيت أن الكونغرس أراد السخرية من ذكائنا، فقرر  بعد خمس سنوات من المجازر التي لا مثيل لها،ضرورة محاكمة الطاغية بشار الأسد!!!!

 

 

 

العبد الفقير إلى الله كاتب هذه السطور، يفضِّل دائماً أن يمسك بالقرار في دول الحقد،ساسة يعلنون أحقادهم بشراسة مثل نتنياهو وترامب، الذي وكان ترامب أكد في حملته الانتخابية، ضرورة مواجهة الإرهاب بالقوة، مستشهداً بقصة رواها عن الجنرال الأميركي، جن جون برشينج، الذي وقع في أسره 50 مقاتلاً-مسلماً- وأعدم 49 منهم برصاص مطليّ بدم الخنازير عام 1900 في ولاية مورو جنوب الفلبين.

 

 

أجل!!فالمعتدي الغازي  يقتل الأسرى-قبل داعش بـ110 سنوات- برصاص مطلي بدماء الخنازير أمثالهم!! ذلكم هو موقفهم الحقيقي من الإسلام ومن المسلمين،وما عدا ذلك فدجل وخداع لا يجوز أن ينطلي على صبي مميز بعد اليوم.

 

 

 

 

وختاماً: لقد فضح الصحافي غولدبيرغ نفسه ومجلته وإعلام أمريكا كله، وأمريكا كلها،لأنه على طول الوقت الذي أمضاه مع الكذاب الأكبر، لم يسأله:لماذا كنتَ –وما زلت- تمنع عن السوريين حقهم في التسلح دفاعاً عن أنفسهم؟؟؟
إنه السؤال المسكوت عنه دائماً،لأنه فضيحتهم الكبرى،وهو يكفي لكي يبصق عليهم كل إنسان يستحق صفة إنسان في هذا العالم.