مراوغات الحوثيين
10 شعبان 1437
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

قررت الحكومة اليمنية تعليق مشاركة وفدها بمشاورات الكويت الذي يخوض فيها جولات تفاوضية مع الانقلابيين الحوثيين وهو أمر متوقع منذ انطلاق هذه المفاوضات التي ظهر منذ بدايتها أن الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع علي صالح يريدون من خلالها تثبيت أمر محدد على الأرض والمراوغة دون الدخول في التفاصيل من أجل الهروب من تنفيذ أي شروط وضعها مجلس الأمن للخروج من الأزمة....

 

الوفد الحكومي كشف عن ممارسات الحوثيين طوال المفاوضات وأكد أن المشاورات تراوح مكانها بسبب "إصرار مسبق" من قبل الحوثيين  على "عرقلة كل الجهود الرامية لإحلال السلام" ...وأوضح الوفد أنه جاء للمشاركة في المشاورات "رغم إدراكه أن وفد الانقلابين (الحوثيين) لم يأت من أجل إحلال السلام بل لشرعنة الانقلاب"، مبينا أنه قدم العديد من التنازلات من أجل مساعدة المبعوث الأممي في التقدم بالمشاورات ووافق على بحث كافة الموضوعات بشكل متزامن....وأكد أن مرونة وفد الحكومة قوبلت من وفد الحوثيين بمواقف متعنته وبعدم قبول بالمرجعيات ورفضهم لقرارات مجلس الأمن وكل ما اتفق عليه خلال سير المشاورات...

 

وكشف الوفد أنه منح مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة فرصة جديدة لمواصلة جهوده لإلزام وفد الانقلابين بالمرجعيات المتفق عليها بصورة نهائية، وفي مقدمتها قرار مجلس الامن الدولي رقم 2216 والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني....وترك الوفد الباب مفتوحا أمام عودة المفاوضات بشكل جدي حتى لا يقال أنه يريد إجهاض المحادثات, وقال الوفد: إن الشرط الوحيد لعودة المشاروات هو تخلي الحوثيين عن السلاح للانضمام إلى العملية السياسية .....وأكد ان وفد الحكومة سيعود للمشاورات إذا تلقى موافقة مكتوبة من الحوثيين بثوابت الحوار الستة ...

 

واوضح ان ثوابت الحوار الستة تتضمن الالتزام بقرار مجلس الامن الدولي 2216والمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني والاعتراف الكامل بالشرعية وكذلك الالتزام بأجندة مشاورات بيل في سويسرا والنقاط الخمس الواردة في القرار الدولي الى جانب الالتزام بجدول الأعمال والاطارالعام الذي اقترحته الامم المتحدة للمشاورات ومهام اللجان....ما ذكره وفد الحكومة اليمنية عن تلاعب ومراوغة الحوثيين ليس بالمفاجئ ولعل الحكومة اليمنية أظهرت للعالم كله حرصها على السلام حتى لا يقال أنها تريد الحسم العسكري كخيار وحيد وهو أمر قد يثير بعض التعاطف مع الحوثيين من المجتمع الدولي...

 

المتحدث باسم التحالف العربي أكد منذ أيام أن فشل المحادثات في الوصول لاتفاق نهائي وواضح يعني دخول قوات الشرعية إلى صنعاء وحسم المعركة عسكريا.. وأشار إلى أن الدخول في مفاوضات الكويت هو إعذار للحوثيين إذا أرادوا أن يتراجعوا عن غيهم ولكن الذي يتابع سير المفاوضات الأولى والثانية يجد أن أيادي إيران تعبث فيها وانها تستغل الحوثيين للضغط على المجتمع الدولي من أجل دمج مشاورات اليمن مع سوريا لإطالة امد الصراعين حتى يرضخ المجتمع الدولي لشروطها والتي تقضي بالحفاظ على بشار الاسد في سوريا تحت أي مسمى بإجهاض الثورة وحفاظ الحوثيين على سلاحهم والمناطق التي سيطروا عليها بالقوة...

 

في كلا الملفين لا يمكن الوصول لحل مع أتباع إيران عن طريق التفاوض دون حسم عسكري يجبرهم على الرضوخ لإرادة الشعبين السوري واليمني...

 

على التحالف العربي البدء فورا في خطة حسم معركة صنعاء بكل قوته فهي الباب لاستسلام الحوثيين وأنصار صالح كما أن على أصدقاء سوريا تلبية مطالب الثوار بشأن تزويدهم بالسلاح المطلوب لوقف هجمات نظام الأسد والغارات الروسية التي تمهد له الطريق وهو حل عادل وواقعي وسيقلب جميع أسس المعادلة التي تشهدها سوريا...الملفان اليمني والسوري مترابطان بشدة ولا يمكن حل ملف دون الآخر لأن من تديرهما معا هي إيران التي لها أهداف محددة من وراء هذه الحروب والصراعات.