حلب تصرخ .. أنتم من سقط .. والموعد ساحة بني أمية
28 صفر 1438
دـ أحمد موفق زيدان

بعملية حسابية بشرية بسيطة وبحسابات أرضية لا سماوية يتبين لكل ذي لبّ النتيجة المنطقية لما يحصل في حلب بسبب الغارة الكونية المشنونة عليها من شرق وغرب وما بينهما، وسط خذلان عربي وإسلامي غير مسبوق، حتى الشارع العربي الذي انتفض لكل من هب ولم يدب يصمت صمت القبور عن مذابح ومجازر يومية ليس في حلب وغيرها من المدن الشامية وإنما يصمت على مجازر ومذابح تنتظره لا سمح الله إن واصل تسونامي الطائفيين والقرامطة والحشاشين زحفه وهو زحف يعلنونه صباح مساء وعلى لسان كبار قادتهم نوري المالكي قادمون يا رقة قادمون يا حلب قادمون يا يمن ..

 

 

العملية الحسابية تقول إن حلب المحررة اليوم إنما تحررت يوم لم يكن هناك حثالات طائفية مجرمة كحزب اللات، ومليشيات فاطميون وزينبيون وحثالات الحرس الثوري الصفوي وحثالات الطائفيين العراقيين ومن فوقهم طيران الشيطان الأكبر، وطيران المجرم بوتين ووسط خذلان عربي وإسلامي كما ذكرت غير مسبوق، وبالتالي فتراجع الثورة في الميدان أمر مفهوم، وكل الثورات التي وقعت في التاريخ تعرضت لثورات مضادة، ولكن غالباً ما تكون ثورات مضادة داخلية، أما في الحال الشامية فإنها تتعرض لثورة كونية مضادة يتفق فيها الجميع ولعل هذا ما عناه نبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام حين وضع السيناريوهات الأربعة المحتملة لمحنة الشام فقال هناك من يقتلكم، ويقاتلكم، ويخذلكم ويخالفكم، وهذا منصوص في أربع روايات عنه عليه الصلاة والسلام..

 

 

ولذا ليتبين كل مسلم نفسه أين هو من هذه النعوت الأربعة، وليتق الله وليستغفره بألا تشمله هذه الروايات، ولكن بالمجمل فإن الثورات عادة ما تتعرض لانتكاسات، لكن ثورة القلوب وثورة الصدور والعقول قد انتصرت منذ أول يوم هتف فيه الشاميون نعم لإسقاط النظام، ولن يتراجعوا عنه وإن ما حصل من التغيير النفسي والاجتماعي والاقتصادي على الأرض أبعد وأصعب من أن تتحكم فيه حثالات، فضلاً عمن يقرأ الأحاديث النبوية المبشرة لأهل الشام، وقدر العواصم الكبرى أن تدفع ثمنها وثمن غيرها، وقدر حواضر الإسلام كذلك أن تدفع ثمن جذبها للعالم الإسلامي من أجل رفعتها ورفعة الإسلام والإنسان بشكل عام..

 

 

الثورة ليست دائماً انتصار.. والحرب هي معارك واحدة هزيمة وأخرى انتصار.. وثورة العقول والأفكار قد وقعت ولا عودة عنها، ومن ظن أن الشعب السوري سينسى أحبابه وإخوانه الذين قضوا على أيدي الطاغية وسدنته واهم، ومن ظن أن الشاميين سينسون ما حلّ بهم من خراب وهجرة و اعتقال وتشريد على أيدي قتلته واهم، والنصر قادم، ولن تقدر عصابات القرامطة حكم الشام، ولن يقدر الاحتلال على البقاء هنا، فهنا أرض بني أمية وهنا الأرض الذي شعّ نورها إلى العالمين وإن غداً لناظره قريب...