بوصلة الثورة الشامية إسقاط الأسد
10 جمادى الأول 1438
دـ أحمد موفق زيدان

نجح أعداء الثورة الشامية والمنطقة بشكل عام إلى حد كبير في تحويل وحرف بوصلة بعض الثوار عن الهدف الأساسي والرئيسي الذي قامت الثورة من أجله وهو إسقاط العصابة الطائفية في الشام، وعلى الرغم من استكلاب هذه العصابة الطائفية في حشد كل حثالات الأرض في الشام لوأد الثورة الشامية، إلا أن أعداء الثورة من غرب وشرق نجحوا في خلق أعداء لها وحرفوا بوصلة البعض باتجاهها، وألهوها وأشغلوها بفتات إما بدستور أو بقتال عدو توهموه وهو تنظيم الدولة،  و كأن المشكلة هي في الدستور وليس في عصابة طائفية مجرمة تحكمت برقاب العباد والبلاد لنصف قرن، كما أشغلوها بأعداء مثل غلاة الأكراد وتنظيم الدولة، وإن كان الطرفان قد أنهكوا الثورة الشامية، ولكن لا بد من الحسم في المسألة على أن ثمة عدواً رئيسياً وأصلياً وأساسياً للثورة الشامية وهو العصابة الطائفية، وثمة أعداء فرعيون ثانويون، ولا ينبغي أن يحل أحدهما محل الآخر..

 

 

لا يوجد ما يشبه هذه الحالة التي نعيشها في المنطقة العربية وتحديداً في الشام والعراق كما هي الحالة أيام الغزو المغولي وتكالب الصليبيين والمغول يومها على العالم الإسلامي، حينها انشغل بعض ممالك أهل السنة ببعضهم عن العدو الأساسي، وهو المغول آنئذ، فكان أن تقاتل السلاجقة مع الخوارزميين، والأيوبيون مع  المماليك، وتحالف بعضهم مع الصليبيين ضد إخوانهم، حتى قيّض الله لهذه الأمة الزنكيين والصلاحيين فوضعوا العدو الرئيسي الأصلي وحددوه وهو الصليبيون يومها فحصل  أن توحدت الأمة خلفهم، بعد أن استنزفت الاقتتالات الداخلية قواهم وإمكانياتهم ...

 

 

اليوم لا بد من استعادة بوصلة الثورة الشامية التي قامت من أجلها والتي استشهد منها مئات الآلاف، وتشرد الملايين وتدمرت البلاد، بوصلة الثورة هي في  إسقاط العصابة الطائفية والتي هي خط الدفاع الأولي والأساسي للحملة الشرقية والغربية، ولذا نرى الغرب والشرق لم يلتق على شيء طوال عقود كاتفاقه على حماية العصابة الطائفية، وكأن إجلاء الصفويين وحزب الله والفاطميين هدفاً مقابل بقاء العصابة الطائفية في الحكم، كما ألمح بعضهم إلى ذلك مؤخراً، وهو الأمر الذي يعني أن البلاد لا سمح الله تعود إلى المربع الأول..

 

 

اليوم المسؤولية التاريخية تقع  على تركيا والخليج وعلى الفصائل الصادقة المجاهدة التي لم تحرف بوصلتها إلى غير إسقاط العصابة الطائفية ورد الصيال الضروري من قبل بعض المعتدين، أما أن نقبل على أنفسنا تقتيل بعضنا وحرف بوصلتنا عن هدفنا فهذا خطير علينا وعلى الثورة، وهو الأمر الذي سيخدم العصابة الطائفية أولاً وأخيراً، وكل من يحرف البوصلة فهو خائن للثورة، ولا يتقافز أمامي الآن بعضهم ليتحدث عن غرامي وهيامي بغلاة الكرد والدواعش فرأيي فيهم معروف، وأنهم بلاء عظيم، ولكن العاقل من حدد شرّ الشرّين،  وكل ما في الأمر أن رأس الشر كله هو العصابة الطائفية المجرمة الحاكمة،  وما دونها أذناب يموتون بموت الرأس فهل نعي ذلك ....