عملية جديدة في "عرسال"..من الخاسر ومن المستفيد؟
24 شوال 1438
خالد مصطفى

أعلن رئيس الوزراء اللبناني اليوم الثلاثاء في كلمة أمام مجلس النواب, أن الجيش سيقوم بتنفيذ عملية جديدة في جرود عرسال على الحدود اللبنانية السورية والتي يعيش فيها عدد كبير من اللاجئين السوريين السنة والذين تعرضوا لاعتداءات عنيفة من قبل الجيش اللبناني خلال عملية سابقة للجيش أسفرت عن قتل وإصابة العشرات من اللاجئين واعتقال المئات وسط تنديد حقوقي واسع....

 

وقد توفي 4 من المعتقلين السوريين في ظروف غامضة وهم تحت الاعتقال وادعى الجيش اللبناني أن الوفاة جاءت لأسباب صحية تتعلق بالمعتقلين بينما أكد ناشطون وفاتهم تحت التعذيب...

 

ورغم إعلان السلطات اللبنانية بعد ضغوط عن فتح تحقيق في الموضوع إلا أن مخاوف كبيرة تتعلق بالشفافية خصوصا وأن الجيش اللبناني يسيطر عليه عناصر "مسيحية" موالية لـ "حزب الله" الذي يحرض منذ وقت طويل على اللاجئين السوريين ويطالب بإعادتهم لمناطق خاضعة لسيطرة نظام الأسد تحت ذرائع عديدة...

 

وكانت جهات حقوقية قد حذرت من إجبار اللاجئين السوريين في لبنان بإيعاز من "حزب الله" والقوى السياسية "المسيحية" الموالية له على العودة لمناطق نظام الأسد والضغط عليهم لتوقيع اتفاقيات معه تتضمن الرضوخ لمطالبه والولاء له....

 

ما يزيد من المخاوف تجاه العملية الجديدة للجيش اللبناني في عرسال, حالة الهيجان الإعلامي التي تتزعمها قنوات ومواقع موالية لنظام الأسد في لبنان من أجل ما زعموا أنه " تطهير للأراضي اللبنانية من الإرهابيين" وهو نفس خطاب "حزب الله" الدائم منذ اندلاع الثورة السورية ودخوله إلى سوريا للقتال إلى جانب نظام الأسد ووصفه للثوار السوريين بشكل عام بـ "الإرهابيين" من أجل تبرير وجوده في سوريا والتغطية على جرائمه ضد المدنيين السنة..

 

المثير في الأمر أن إعلان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري عن عملية للجيش في عرسال يأتي في وقت تحدثت فيه وسائل إعلام لبنانية عن اقتراب "حزب الله" الشيعي من تنفيذ عملية في عرسال أيضا وهو ما يشير إلى تنسيق بين الطرفين رغم النفي الرسمي وهو ما حدث في العملية الأولى حيث أكد ناشطون مشاركة عناصر من "حزب الله" في المداهمات التي شهدتها مخيمات اللاجئين بينما نفي الجيش اللبناني..

 

كذلك جاء الإعلان عن العملية الجديدة في وقت نفذ الطيران الحربي التابع لنظام الأسد غارات جديدة على الحدود اللبنانية السورية شرقي لبنان اليوم الثلاثاء, وكانت طائرات حربية لنظام الأسد قد شنت، السبت، غارتين جويتين على أطراف بلدة عرسال الحدودية وهي المرة الرابعة خلال أسبوع التي تشن فيها طائرات حربية تابعة للأسد غارات جوية في المنطقة الحدودية على السلسلة الشرقية للبنان, مما يؤكد ما ذهب إليه بعض المحللين بشأن وجود تنسيق بين الجيش اللبناني وجيش الأسد و"حزب الله" بشأن العملية الجديدة التي يبدو أنها ستكون أكبر من سابقتها والتي شهدت انتهاكات واسعة ضد المدنيين ظهرت في صور وفيديوهات تم بثها على مواقع التواصل الاجتماعي...

 

الواضح في هذه العملية أن الجيش اللبناني و"حزب الله" يحاولان, بعد الانتقادات الواسعة التي شهدتها العملية السابقة, استخدام رئيس الوزراء سعد الحريري زعيم كتلة المستقبل السنية, من أجل منح شرعية أكبر للعملية ولكن الجميع في لبنان وخارجها يعلمون أن الحريري لا يملك السيطرة على الجيش أو مليشيات "حزب الله" وهو ما يعني توريط الحريري وكتلته في المواجهات مع اللاجئين وفي أية انتهاكات قادمة؛ لإبعاد صبغة الطائفية عن العملية ولأسباب سياسية تتعلق بالانتخابات القادمة في لبنان.