الفساد ينخر نظام الملالي من الداخل
12 ربيع الأول 1439
د. زياد الشامي

في الوقت الذي يحاول فيه نظام الملالي في طهران التغطية على تضخم الفساد بكافة أشكاله وأنواعه في الداخل بالتباهي بنشر الفوضى في المنطقة والهيمنة على قرار عدة عواصم عربية وإسلامية......تتوالى التقارير والدراسات التي تؤكد تزايد ملفات الفساد وتضخمها في الداخل بما يشير إلى هشاشة النظام الصفوي الداخلي وشدة ضعفه واضطرابه .

 

 

وإذا كانت ملفات الفساد المالي والإداري التي يتم تبادل الاتهامات بالتورط بها وكشف المزيد عنها يوما بعد يوم بين حكومة روحاني الحالية من جهة وحكومة سلفه أحمدي نجاد والحرس الثوري من جهة أخرى قد كشفت عن وجه من وجوه الفساد الذي ينخر نظام الملالي من الداخل , فإن ملفات الفساد الأخلاقي والانهيار القيمي الذي يعاني منه المجتمع الرافضي قد كشفت عن الوجه الحقيقي لما يسمى "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" !!!

 

 

آخر التقارير التي تشير إلى درجة الفساد الأخلاقي الذي وصل إليه مجتمع النظام الصفوي في طهران تتحدث عن زيادة مطردة في أعداد المصابين بعدوى فيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" وخاصة في صفوف الشباب .

 

 

فبحسب الإحصاءات الحكومية فإن 66 ألف شخص من سكان إيران البالغ عددهم 80 مليونا مصابون بفيروس نقص المناعة "الإيدز" أكثر من 50 % منهم تتراوح أعمارهم بين 21 و 35 عاما حسب اعتراف السلطات الرسمية .

 

 

وإذا علمنا أن نصف المصابين تقريبا لا يعرف بأمر إصابتهم بالعدوى فإن انتشار المرض الفتاك واحتمال تضاعفه وتزايده في قابل الأيام سيكون أمرا بدهيا وغير قابل للجدال .

 

 

لا تعبر الإحصائيات السابقة عن حقيقة أعداد المصابين بهذا المرض الخطير نظرا للحظر المفروض على نشر أي إحصائية تتعلق بهذا الموضوع دون أن تمر على السلطات التي تتلاعب بالأعداد وتتكتم عن نشر الحقيقة خوفا من تداعياته على نظام الحكم الذي يساهم بشكل كبير في نشر المرض والإصابة به .

 

 

يكفي دليلا على ما سبق الرجوع إلى الأساس الذي قامت عليه دولة الملالي في طهران منذ نشوئها عام 1979م حيث من المعلوم أن العقيدة الصفوية الرافضية لا تكتفي بإباحة ما يسمى "زواج المتعة" فحسب , بل تحث أتباعها عليه وتعتبره ركنا ركينا من عقيدتها الباطلة , ولا يخفى ما لانتشار هذه العلاقة المحرمة - التي لا تختلف عن الفاحشة إلا في الرسم والاسم والشكل – من دور في زيادة أعداد المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" .

 

 

وإذا أضفنا إلى "المتعة" التي روج لها نظام الملالي في طهران انتشار الدعارة بشكل ملحوظ في مختلف المدن الإيرانية والتي تشير الإحصائيات إلى أنها وصلت إلى أرقام مرعبة ...... فإن الصورة "الإسلامية" التي حاول نظام الملالي التظاهر بها والتمسح باسمها ستتلاشى وتزول لتحل محلها صورة المجتمع المتفلت أخلاقيا والبعيد كل البعد عن صورة المجتمع الإسلامي الحقيقي .

 

 

الرجوع إلى إحصائيات السنوات السابقة فيما يتعلق بأعداد المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" وتزايدهم عاما بعد عام يشير بوضوح إلى المنحدر الأخلاقي والتردي القيمي الذي يهوي إليه المجتمع الرافضي بشكل عام منذ استيلاء الملالي على نظام الحكم في إيران .

 

 

يكفي الاستشهاد هنا بالإحصاءات التي نشرتها وزارة الصحة الإيرانية عام 2012م والتي أشارت إلى تزايد نسبة الإصابة بمرض الإيدز في إيران لتصل إلى 26 ألف إصابة حتى شهر مارس مقارنة بــ 24 ألف مصاب عام 2011م .

 

 

ومع زيادة نسبة الفقراء في البلاد وتضخم معدل البطالة في صفوف الشباب وتفاقم الأزمات الاقتصادية بسبب استهلاك نظام الملالي لجميع الثروات والأموال في نشر الفوضى ودعم الإرهاب وتمويل أذرعها العسكرية المنتشرة هنا وهناك......عزف الكثير من الشباب عن الزواج الشرعي إلى العلاقات الجنسية الخارجية التي ساهم النظام الصفوي في ترويجها مما أدى إلى ارتفاع عدد المصابين بمرض "الإيدز" في إيران بنسبة 300% خلال العقود الثلاثة الماضية .

 

 

صحائف التاريخ تتحدث عن انهيار كثير من الامبراطوريات والدول الكبرى بسبب تفشي الرذيلة والفاحشة فيها وانهيار القيم الأخلاقية في مجتمعها , وليست دولة الملالي بمنأى عن هذه النهاية الحتمية إذا استمر حكم النظام الصفوي لها بالايديولوجية الرافضية الباطلة التي ينتهجها .