بوتين متقدما..بشار في الخلفية
27 ربيع الأول 1439
خالد مصطفى

 

المشهد الذي رأيناه وبثه ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عندما أمسك ضابط روسي يد بشار الأسد، ومنعه من اللحاق بالرئيس فلاديمير بوتين خلال زيارة الأخير لقاعدة حميميم الجوية بريف اللاذقية, أصاب الكثيرين بالدهشة...

لقد أظهر مقطع الفيديو الذي نشرته وسائل إعلام روسية مغادرة بوتين باتجاه طائرته تاركا الأسد خلفه، حيث اعتبر سوريون أن هذه اللقطة تعبر عن تعمد الرئيس الروسي الإساءة لبشار الأسد ...

وأثار المقطع جدلا إذ أن العديد وصفوا ما حدث من منع بشار الأسد من مرافقة نظيره الروسي بأنه إهانة لبشار خاصة وأن القاعدة العسكرية هي قاعدة سورية وإن كانت تستخدمها القوات الروسية...

المشهد ليس بالجديد فقد ظهر بشار في زيارته الأخيرة لروسيا وهو يرتمي في أحضان بوتين بشكل أثار الدهشة أيضا يومها...وقد رأى العديد من المحللين أن هذه اللقطات طبيعية بعد أن فتح بشار المجال لروسيا وإيران لكي ينشروا قواتهم في بلاده.. في فترة سابقة نشرت العديد من التقارير بشأن شراء إيرانيين لمناطق حيوية في قلب دمشق وقد انتقد العديد من النشطاء الأمر واعتبروه احتلالا طويل الأمد, وكذلك الإعلان عن اتفاقيات عسكرية مع روسيا وقواعد طويلة الأجل لها في سوريا...

لقد صدع أبواق النظام السوري رؤوسنا بالسيادة والحفاظ على هيبة الدولة والاستقلال والممانعة وغيرها من العبارات وبرروا أفعالهم تجاه المتظاهرين والثوار والمدنيين بالمحافظة على استقلال البلاد فأين هذا الاستقلال مع وجود قواعد عسكرية أجنبية في سوريا؟!....

بشار يعلم تماما أن في عالم السياسة لا يوجد شيء بلا مقابل والدعم الذي تلقاه من روسيا وإيران خلال السنوات الماضية سيدفع مقابله ثمنا غاليا....لقد رفض أن يتنحى عن الحكم أو أن يتعامل بصدر رحب مع مطالب المظاهرات السلمية التي اندلعت في بداية الثورة وفضل أن يواجه هذه المطالب المشروعة بالرصاص والتهجير والاعتقال حتى فاض الكيل بالشعب واتجه لحمل السلاح للدفاع عن نفسه ضد الحرب الطائفية التي شنت عليه من ميليشيات بشار وإيران...

لقد فضل بشار أن يلجأ لطهران وموسكو بدلا من أن يحتضن المطالب المشروعة لشعبه...

المحور الذي يمثله نظام الأسد وإيران وميليشياتها في المنطقة يطلق على نفسه محور "الممانعة والمقاومة"  ويزعم أنه ضد التدخل الخارجي في شؤون المنطقة فماذا تفعل روسيا بسوريا إذن؟! وما معنى قواعدها العسكرية المنتشرة فيها؟!