14 صفر 1427

السؤال

لدي سؤال في التفسير<BR><BR>يقول الله _تعالى_ في آيات كثير منها:" وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض".<BR>وقوله _تعالى_: " هو الذي خلق السماوات والأرض".<BR>فلماذا يذكر الله _تعالى_ السماوات بالجمع ولم يذكر الأرض إلا مفردة كأنها أرض واحدة، والله _تعالى_ يقول في سورة التغابن:"هو الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن".<BR>أي: أن السماوات سبع والأراضين سبع، فلم يذكر الله الأراضين وذكر الأرض مفرده؟<BR>وجزاكم الله خيراً<BR>

أجاب عنها:
د. خالد السبت

الجواب

/ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: من المعلوم أن لفظ (الأرض) جنس يصدق على الواحد والجمع، وعلى هذا يمكن أن يكون إفراد الأرض وجمع السماوات عائداً إلى شيء واحد من جهة المعنى. ويمكن أن يقال: بأن لفظ (الأرض) و(السماء) إذا أُطلق تارة يُراد به الذات والعدد وعندئذ تقع التثنية والجمع، كما في الحديث: "طُوِّقه من سبع أرضين". وهكذا حيث أراد العدد في السماوات أتى بصيغة الجمع الدالة على سعة العظمة والكثرة، نحو: "سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ" (الحديد: من الآية1)، أي جميع سكانها على كثرتهم وسائر ما فيها. وتارة يُراد به معنى آخر – غير الذات – كالعلو بالنسبة للسماء، والسُّفْل بالنسبة للأرض، وبهذا الاعتبار لا وجه لجمعها كما لا يُجمع الفوق والتحت، والعلو والسُّفْل، ومن ذلك قوله _تعالى_: "أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ" (الملك: من الآية16)، وقوله: "أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً" (الملك: من الآية17) على ما ذكره بعضهم. وقيل: إنما ذلك لكون الأرض لا نسبة بينها والسماء، فالأرض وإن تعددت فهي كالواحد القليل، فأخير لها اسم الجنس.