2 صفر 1435

السؤال

سمعت حديثًا يروى عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ يقول: " لا عدوى ولا هامة ولا صفر " فما المراد بالصفر أهو الشهر أم شيء آخر وإن كان الشهر، فهل المراد أنه لا يجوز التسمية به أم ما المراد؟ أرجو التوضيح.

أجاب عنها:
د.عمر بن عبد الله المقبل

الجواب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد.
فالعلماء مختلفون في تفسير هذه الكلمة التي سألت عنها، وأقرب الأقوال – فيما أرى – أن المراد به: الشهر الهجري المعروف، والمقصود به: نفي ما كانت الجاهلية تعتقده في الجاهلية من تشاؤم بهذا الشهر، ويؤيد هذا الترجيح، أن هذه الكلمة جاءت في سياق أربعة أمور يجمعها هذا المعنى الجاهلي، وهو التشاؤم، والتطير بأشياء موهومة لا حقيقة لها.
فجاء الشرع ليبين بطلان هذا التشاؤم الجاهلي، وأن الزمان والمكان لا علاقة لهما بذاتهما بالتشاؤم، فكل شيء بقدر، لا يؤخره زمان، ولا يقدمه مكان.
ومن استقرت عقيدة القضاء والقدر في نفسه استراح كثيراً، وزاد توكله على الله، وتعلقه به، فهو _سبحانه_ الكافي لعبده، لا يقع شيء إلا بإذنه، ولا يندفع إلا بإذنه، كما قال _سبحانه وتعالى_: "وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (الأنعام:17).
ويقول _تعالى_: "وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (يونس:107).
وتأمل حديث ابن عباس العظيم، الذي غرس فيه النبي _صلى الله عليه وسلم_ هذه العقيدة العظيمة، بكلمات يسيرة واضحة، فقال: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف"، والحمد لله رب العالمين.