7 رمضان 1427

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله<BR>استقمت قبل سنة، وكنت قبلها لا أصلي و أمارس العادة السيئة (السريّة )، والسيئات كلها ، ولكن بعد الاستقامة تركتها كلها مع بقاء بعض الأمور.<BR>وحالياًً يأتيني هواجس وخواطر بأني منافق ودع عنك الالتزام وأنت لست كفوا . حتى أني إذا عملت أي عمل خير يأتيني هاجس بأنك بهذا العمل تريد من الناس أن ينظروا إليك، مع العلم أني أول ما التزمت لم أكن أحس بهذا الشعور ، بل على العكس من ذلك كنت أتحسر على ما مضى من عمري .<BR>لكن الآن أحس بضيق شديد وهمّ لدرجة أني أفكر بترك الاستقامة؛ لأني لست أهلا لها، حيث إني ارتكب بعض المعاصي ...... آمل من فضيلتكم الرد علي <BR>والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته<BR>

أجاب عنها:
جمّاز الجمّاز

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فمادامت الهواجس لم تأتك إلا بعد مدة من التزامك (استقامتك)، وتكون كثيرة عندما تعمل عملاً خيرياً، فهذا من الشيطان ليصدك عن الله. وما كان للشيطان أن يصدك ويوسوس، ويُحدِث لك ضيقاً شديداً وهمّاً، إلا لأنك لا تزال مقيماً على المعصية ومقارفاً لها. وترك الاستقامة هروب من الله إلى الشيطان، فاحذره. ونصيحتي إليك، كما قال _صلى الله عليه وسلم_ فيما صح عنه: "إن تصدق الله يصدقك" اسأل نفسك هل استقامتك استجابة لله ولرسوله _صلى الله عليه وسلم_ أم هي هروب من المشاكل والأمراض، ولم تصحّح نيتك بعد؟ أم هي تقليد لأخ أو قريب أو صديق؟ أم هي خوف من عار...؟ أم هي...؟ فاصدق الله في استقامتك، وصحّح نيتك في رغبتك في التمسّك بهذا الدين العظيم، وأنك تستجيب لله ولرسوله _صلى الله عليه وسلم_ وطمعاً في جنته _عز وجل_. ثم عليك بالآتي: 1- ابتعد عن المعاصي كلها صغيرها وكبيرها، ولا تقرب مجالسها، ولا تصحب أهل المعاصي ولا تجالسهم، فالكرة أو الغناء أو الفن أو الدخان أو... لا تذهب إلى الأماكن التي تثار فيها، ولا تجالس أصحابها ولا تقرأ عنهم في المجلات المخصّصة أو الصفحات المخصّصة لهم، ولا تحتفظ في منزلك أو مكتبك أو سيارتك بأي شيء مما ثَبت منه، فالشيطان أحرص على إضلالك متى استطاع ، وأعلنها صريحة أنك تائب وهاجر لمعاصيك. 2- أين بذلك وتضحيتك عندما استقمت؟ وما الضريبة التي دفعتها ثمناً لهذا الالتزام؟ يكفي أن تضحي بأصدقاء السوء فتتركهم، وبالتالي يجب أن يكون لك صحبة طيبة، ترشدك إلى الخير وأهله، وتمنعك من الشر وأهله. 3- احرص على اللقاءٍ بزملاء نشيطين، واقضِ معهم وقتاً يجدِّدون إيمانك ويذكرونك بالله، يقول الحسن البصري: "إخواننا أغلى عندنا من أهلينا، فأهلونا يذكروننا الدنيا وإخواننا يذكروننا الآخرة". 4- لا تجعل في يومك فراغاً، فالفراغ مفسدة، اشغل وقتك بالنافع والمفيد ولو بالمباح، ولو أن تروّح عن نفسك. 5- يجب أن تزكي نفسك وتربيها بالصالحات أقوالاً وأعمالاً وأعظمها الفرائض، وينبغي عليك أن تهتم بنوافل الصلاة والصوم والصدقة والحج والعمرة وأذكار اليوم والليلة وقراءة القرآن، ولا تنسى نصيبك من قيام الليل. 6- اجعل بينك وبين الله أسراراً لا يعلم بها إلا هو (العمل الصالح الخفي). 7- لا تهزّك الأمراض ولا الضائقات ولا المصائب، بل اصبر واحتسب واشكر الله على قضائه وقدره. 8- إذا أخطأت، فتحمّل خطأك وما قد يجرّ من عقوبة نفسية أو مالية أو بدنية، وكعب بن مالك _رضي الله عنه_ لما لم يخرج مع الرسول _صلى الله عليه وسلم_ في غزوة تبوك، وبعد ما عاد _صلى الله عليه وسلم_ هجره وأمر أصحابه بهجره، فلم يكلموه أربعين يوماً، بل حتى زوجته أمرها _صلى الله عليه وسلم_ بذلك، وحينها قال كعب لرسول الله: هل أطلقها؟ وتأتي الطامّة حينما وصلته رسالة من أحد ملوك الكفار، يعرض عليه التنصّر وأنه سوف يُكرم، وكل ذلك وكعب صامد صمود الجبل، وما كان منه إلا أن أحرق الرسالة في النار، فبالله عليك أين أنت من كعب!! 9- أطع والديك وبرهما، فهو سبب لرضى الله عنك، وخدمتهما والانشغال بهما طريقك إلى التوفيق والسداد. 10- ادع الله دائماً بأن يثبتك على دينه، ويجدد الإيمان في قلبك، وتحرَّ أوقات الإجابة (آخر الليل – في السجود – في عصر الجمعة). 11- أعني على نفسك بفعل الأسباب، ولك مني الدعاء بالتوفيق والسداد. والله ولي التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبد الله وعلى صحبه أجمعين.