28 رمضان 1428

السؤال

أعاني من التعامل مع أبي, فهو يحب أن يثير دائما معي مواضيع شائكة بقصد الجدل (إنكار الشفاعة, خلود مرتكب الكبيرة في النار,التكلم في العلماء..)<BR>ويحب أن ينتقد أي شيء بداع وبدون داع غالبا (مظهري, ثوبي القصير.....)<BR>هل من البر به أن أبتعد عن مجالسته تجنبا لمزيد من المشاكل؟

أجاب عنها:
د. محمد العتيق

الجواب

نشكر لك زيارتك لموقع المسلم وثقتك بالقائمين عليه ونسأل الله لنا ولك التوفيق أخي الفاضل: إن الالتزام بشرع الله تعالى له ثمن لابد أن تدفعه. فالرجل يبتلى في دينه ونفسه ليعلم الله الصادق من الكاذب وعاقبة كل ذلك عظيم الأجر في الآخرة والحياة الطيبة الهنيئة في الدنيا. و أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم والرجل يبتلى على قدر دينه. ومن الابتلاء في الدين ما تصفه من موقف أبيك المنتقد لك ولمظاهر التدين التي تلتزم بها. ولهذا فعليك أن توقن أن ذلك سنة جارية فلا تجزع ولا تسخط ولا يضرك ذلك بل يجب أن يكون دافعا لك لمزيد من الاستقامة طالما أنك موقن أنك على الحق. أما عن كيفية التعامل مع أبيك فهنا بعض النقاط السريعة التي قد تفيد في مثل حالتك: - مفارقة أبيك والبعد عنه ليست هي الحل بل ستزيد غضبه منك ونقمته عليك فحذار من أن تعتزله أو تتجنب الجلوس إليه أو أن يكون بينك وبينه عزلة شعورية. و تذكر أمر الله تعالى ببر الوالدين ولو كانا كافرين فكيف وهما مؤمنان مسلمان ؟ - عليك بالإكثار من أعمال البر بأبيك و إكرامه و خدمته و قضاء حاجاته و معاملته بالحسنى و استقباله بوجه باش باسم. - عليك أن تريه من نفسك خيرا في تحمل المسئوليات والقيام بأعباء الأسرة و قضاء شئون المنزل وعليه أن يدرك أن تدينك لم يجعل منك إلا رجلا صالحا ونافعا له ولعائلته. - عليك بتجنب مناقشته في أمور الدين إذا شعرت أن ذلك سيفتح بابا من الخوض في الأحكام الشرعية دون علم أو السخرية بالدين وأهله أو التكلم عليك والتعليق سلبا على ممارساتك. - حاول أن توفر في المنزل مصادر العلم الشرعي كالأشرطة والكتب والرسائل ولتكن في متنازل اليد ولا تحاول أن تعطيها له مباشرة أو يشعر أنك تثقل بها عليه بل دعه يقرأ منها بشكل عفوي غير مقصود. - إذا ما أثار معك أية قضية فعليك بان تضبط نفسك وتتحكم في ردك وأن لا تغضب وأن لا تستثار بل حاول تهدئة الموقف والبعد عن الجدال والخروج من الموضوع بطريقة لبقة ذكية فالمواجهة و الرد ومقارعة الحجة قد تأتي بنتائج سلبية و عواقب غير حميدة . - بعض السنن التي ترى أنها تثيره ويمكنك تأجيل فعلها أو التخلي عنها – مؤقتا - فربما يجدر بك أن لا تمارسها لأن دفع الضرر مقدم على فعل السنة و إذا كان فعل السنة ينتج عنه مفسدة فربما يكون من الأولى تركها وعليك باستشارة أهل العلم في ذلك. وفقنا الله وإياك لكل خير.