الحصاد المر للتطبيع مع الكيان الصهيوني
25 ربيع الثاني 1425

مآسي كثيرة وحكايات مخزية نسمعها كل يوم ونقرأ عنها لضحايا التطبيع مع الكيان الصهيوني من شباب الدول العربية والإسلامية الذين هاجروا إلى إسرائيل، ومن الفتيات العرب اللاتي غرر بهن للعمل في إسرائيل، واللاتي يتم إجبارهن على ممارسة الدعارة بكل صورها.. وهذه المآسي نتائج طبيعية للاختراق الصهيوني لعدد من الدول العربية والإسلامية تحت ستار التطبيع، هذا إلى جانب ما تمارسه مكاتب التبادل التجاري الصهيونية في هذه الدول، والتي تعمل على إذلال الشباب العربي وإهانته داخل إسرائيل، بعد أن توهمه بأحلام العمل والثراء المادي والحياة الكريمة.<BR>فمنذ وقعت بعض الدول العربية والإسلامية في خندق التطبيع مع الكيان الصهيوني، وفتحت الأبواب على مصراعيها للصهاينة، وللاستثمارات اليهودية على المستوي الاقتصادي والتجاري والسياحي، ونحن نجني الثمار المرة لهذا التطبيع، والتي تتمثل في تخريب الاقتصاد وإفساد الشباب .<BR>والتطبيع مع الكيان الصهيوني الذي ترفضه الشعوب العربية والإسلامية، ويتم على المستوى السياسي والاقتصادي بين الحكومة الصهيونية وبعض الحكومات العربية والإسلامية، التي لا تحترم إرادة شعوبها، وتسير على قدم وساق لتحقيق هذا التطبيع الممقوت من خلال اللقاءات التنسيقية والأمنية أو المعاهدات والاتفاقيات.. هذا التطبيع يعد من أكبر التحديات التي تواجه الأمة العربية والإسلامية بعد قضية فلسطين، فاليهود يريدون اختراق هذا الحصار الثقافي الذي يحصن حضارتنا العربية والإسلامية العريقة، ومحو هذه الفوارق، ولا غرابة في ذلك، فلدى إسرائيل مفهوم خاص للتطبيع تعمل على تطبيقه بكل حذافيره، وهو العمل على إحداث تغير على الجانب العربي، ويبدأ هذا التغير بضرورة تقبل إسرائيل أولاً، ثم يمتد إلى قدراتنا العسكرية، وتغير معتقداتنا السياسية والثقافية، ولهذا ركز المفهوم على ضرورة فتح الأبواب أمام حركة الناس وتبادل المعلومات والثقافة والعلوم.<BR><BR><font color="#0000FF">السياحة الصهيونية: </font><BR>ولا يخفى على أحد ما تسعى إسرائيل والصهيونية العالمية إلى تحقيقه من وراء قطاع كالسياحة، فوفودها السياحية إلى الدول العربية والإسلامية، والتي تحرص على تنشيطها وعقد الاتفاقيات بشأنها بينها وبين بعض الدول العربية التي تطبع علاقتها مع العدو الصهيوني، وعلى رأسها مصر والأردن ، هذه الوفود السياحية تقوم بوظائف عدة لخدمة الكيان الصهيوني، ممثلة في التجسس ونشر المخدرات والأفكار والمعتقدات الشاذة؛ كعبادة الشيطان والشذوذ وإفساد الشباب، ونشر الأمراض الخبيثة كالإيدز وغيره، وما نسمعه ونقرؤه من قصص مخزية للشباب المسلم الذي يقع في براثن السائحات اليهوديات في طابا وغيرها من القرى السياحية على البحر الأحمر، وتنتهي بتدمير هؤلاء الشباب بالجنس والمخدرات والإيدز.. يدل دلاله واضحة على ما تمارسه السياحة الصهيونية في مصر وغيرها من الدول العربية، من تخريب متعمد، وإفساد مقصود للقيم والأخلاقيات.<BR>والقطاع السياحي يعد من أكثر القطاعات التي تركز عليها إسرائيل لتحقيق هذا التطبيع، مع مصر وغيرها من الدول العربية، وهي تسعى من خلاله ومن خلال التطبيع الاقتصادي إلى تحقيق عدة أهداف، منها:<BR>1-استغلال السياحة للتخريب ونشر الأمراض الخبيثة كالإيدز.<BR>2- نشر الأفكار والمعتقدات الشاذة كعبادة الشيطان والشذوذ.<BR>3- استغلال السياحة للتجسس الأمني والعسكري.<BR>4- إغراق الأسواق بالديون والمنتجات الصهيونية والأمريكية.<BR>5- تهريب كمية هائلة من الحشيش والمخدرات لتحطيم الشباب.<BR>6-تدمير الزراعات وتجويع الشعب بإدخال البدور السامة، كما حدث مؤخراً بالنسبة لبذور الطماطم. <BR>7- إبادة الثروات الحيوانية بواسطة أعلاف مصنعة…<BR>8- تلويث الشواطئ وتخريب المحميات.<BR><BR><font color="#0000FF">خداع الشباب المسلم: </font><BR>وبعد السياحة تأتي مكاتب التشغيل الصهيونية التي تستغل حالة البطالة المنتشرة في عدد من الدول العربية لاستقطاب الشباب العربي وإغرائه بالسفر إلى إسرائيل، فقد ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة إن العدو الصهيوني يستغل مؤسسات صهيونية يديرها ويمتلكها صهاينة قدموا للدولة العبرية من بعض الدول العربية لاستقدام الجيل الشاب، وخاصة النساء إلى إسرائيل لإسقاطهم واستغلالهم في الدعارة وتشويه الوجه العربي والإسلامي ، خاصة وأن مكاتب العمل الصهيونية تؤكد أن نسبه العمال الوافدين لإسرائيل من دولة كالأردن في ارتفاع مستمر وسط تسهيلات كبيرة تقدمها أجهزة الأمن الصهيونية.<BR>وأكدت المصادر الفلسطينية أن أجهزة الأمن الصهيونية جندت مجموعات من اليهود الذين عاشوا في الدول العربية وفتحت لهم مكاتب سياحة وتشغيل في مواقع مختلفة في الدول العربية؛ لاستغلال لافتة السياحة والتشغيل واستيعاب الأيدي العاملة، لجذب الشبان العرب وإغرائهم بالرواتب العالية ثم خداعهم وتوظيفهم في وظائف قذرة ومشينه.<BR>وذكرت أن رجل أعمال يهودي من أصل مغربي يعد من أبرز الفاعلين في هذا الاتجاه، حيث وفرت له كافة الإمكانيات لتحقيق هذا الهدف الخطير الذي يكشف البعد الحقيقي لوجود مكاتب تبادل تجاريه في الدول العربية، فقد استغل اليهودي علاقاته القوية في المغرب وفتح مكتب استثمار تجاري هناك، مهمته إيجاد فرص عمل للعاطلين عن العمل، وفتح فروع في الدول التي لها علاقة مع إسرائيل خاصة مصر وقطر.<BR>واستناداً لنفس المصادر، فإن رجل الأعمال اليهودي الذي يحمل أيضاً الجنسية المغربية ينشط بشكل رسمي، حيث حصل على موافقة رسميه لإقامة فرع لشركته التي مقرها الرئيس تل أبيب، ويقوم بزيارات دائمة للمغرب.<BR>ويقوم اليهودي بنشر إعلانات في الصحف الرسمية عن وجود شواغر عمل للنساء بمؤسسات خيرية ومسنين خارج المغرب برواتب وحوافز كبيرة، إضافة لتوفير السكن المجاني، مما يحظى باهتمام واسع في أوساط العائلات الفقيرة بشكل خاص، والتي تعيش ظروفاً صعبه تجبرها على الموافقة على العمل حتى في إسرائيل دون ممانعة من الجهات الرسمية المختصة، حيث يستخدم أسلوب الرشاوى على نطاق واسع، وتقوم لجنه خاصة في مكتب الاستثمار بفحص طلبات المتقدمات واعتماد الحالات الأكثر صعوبة ومعاناة.<BR><BR><font color="#0000FF">شهادات حية للضحايا: </font><BR>وهذه الكارثة التطبيعية تعززها شهادات عمال فلسطينيين في الداخل التقوا مع بعض ضحايا المكتب في تل أبيب، والذين تعرضوا لأبشع ظروف الاستغلال بعد قدومهم لإسرائيل، وروى بعض الضحايا حكايتهم مع مكاتب التشغيل اليهودية التي تعمل في عدد من الدول العربية تحت ستار التطبيع.<BR>فقال المغربي "مازن": إن والده يعاني من مرض خطير وبحاجة لعمليه جراحية تبلغ تكاليفها 10 آلاف دولار، وبسبب عجزه عن توفير المبلغ، ووضع أسرته الصعب التي لا يوجد لها مصدر رزق، توجه لمكتب الاستثمار في الرباط بعد أن قرأ إعلاناً في إحدى الصحف عن راتب كبير، ولكنه منذ حضوره قبل عام يعيش حياة قاسيه فقد صادر صاحب المكتب جوازه، ورفض السماح له بالعودة، ويجبره على العمل 16 ساعة يومياً في منشات مختلفة وبأعمال مهينه، وفي النهاية لا يحصل إلا على قوت يومه.<BR>أما " مراد " فأكد أنهم اقتادوه بعد وصوله لمطار اللد إلى غرفة المخابرات، وعرض عليه أحد الضباط الخدمة لصالح إسرائيل مقابل أموال طائلة، وعندما رفض العمل مع المخابرات، رفض مندوب المكتب تسليمه جواز سفره، وامتنع عن إعطائه المسكن الذي وعده به، أجبره على العمل في مزرعة صهيونية ب3 دولارات يومياً، ومنذ 14 شهراً ينام في زريبة حيوانات.<BR><BR><font color="#0000FF">فتيات عرب في إسرائيل: </font><BR>أما مصير الفتيات فإنه أكثر مأساوية وخطورة فـ " رهام " من إحدى قرى الجنوب المغربية، لم تحصل منذ قدومها للعمل في إسرائيل سوى على قوت يومها، وأجبرت على مخالفة القيم والتقاليد حتى حاولت الانتحار عدة مرات، وعن تجربتها قالت لأحد العمال: إن والدها توفي وترك 10 شقيقات لها، وأصيبت والدتها بمرض تسبب في عجزها فتركت الجامعة، وبحثت عن عمل دون جدوى، وفور مطالعتها إعلان العمل وأجرته الكبيرة سجلت في المكتب، وحصلت على موافقة للسفر للعمل مع أسرة عربية في حيفا، ولكن عندما وصلت استقبلني صاحب المكتب مع 5 فتيات ونقلنا لسكن يتكون من غرفة واحدة، وادعى إن إقامتنا مؤقتة حتى توفير السكن المناسب.<BR>وذكرت أنها طلبت منه العودة للمغرب فوراً عندما حاول إرغامها على العمل في بيوت إسرائيلية، ولكنه صادر أوراقها وجوازها وهددها بالاعتقال، ولم يكتفِ بذلك، بل قام باغتصابها وتبين فيما بعد أن جميع الفتيات واجهن نفس المصير ويتعرضن للاستغلال ويجبرن على ممارسة الدعارة، حيث قام بالتقاط صور فيديو لهن.<BR>وهذا هو مصير الفتيات المغربيات داخل إسرائيل، واللاتي يتعرضن للابتزاز والمساومة والحصار المشدد، ويحرمن من الاتصال بذويهن، وقد حاولن الهرب عدة مرات، ولكن اليهودي صاحب المكتب التجاري تمكن بعلاقاته الواسعة مع الشرطة من اعتقالهن وهددهن بإرسال صورهن إلى ذويهن، وللسلطات المغربية التي لا زالت تحتضن المكتب وتقدم له كافه الخدمات دون متابعة لأوضاع من يغادر أراضيها.<BR> <BR><font color="#0000FF">متسولات عربيات: </font><BR>ويؤكد العمال الفلسطينيون أنهم شاهدوا متسولات من أصول عربيه من الدول المجاورة يترددن على مراكز الشرطة وأجهزة الأمن في العفوله والخضيرة، حيث يتم تجنيدهن لصالح المخابرات، وهكذا فإن " رهام " وغيرها من الفتيات يجبرن على الحياة تحت ظلال هذا السيف الصهيوني المسلط على رقابهن، ومع ذلك لا زلنا نسمع أصواتاً عربيه تؤكد تمسكها بالعلاقة مع إسرائيل والتبادل التجاري الذي يكرس لخدمه الأهداف والمصالح والمخططات الصهيونية. <BR><BR><font color="#0000FF">دول في أحضان الصهيونية: </font><BR>ولا يتوقف الأمر على مكاتب التشغيل والتبادل التجاري فقط، بل إن هناك دولاً عربية ارتمت في أحضان الصهيونية، وفتحت الأبواب على مصراعيها للاستثمارات الصهيونية، وللغزو الاقتصادي الصهيوني، الذي يستهدف السيطرة على مقدرات هذه البلاد وثرواتها.<BR>ففي سياق المحاولات الصهيونية المتكررة للسيطرة على منطقة القرن الأفريقي ذات الموقع الاستراتيجي الهام والتحكم بالثروات المتعددة التي تزخر بها دول المنطقة، واستغلال ضعف الأنظمة السياسية الحاكمة في هذه المنطقة والصراعات التي أصبحت السمة الغالبة بين دولها، بدأ الكيان الصهيوني رحلة جديدة في السيطرة على إحدى الدول الناشئة في المنطقة، والتي تسمى «أرض الصومال»، والتي تحتل منطقة الشمال في جمهورية الصومال التي مزقتها الحرب الأهلية والتدخلات الأجنبية منذ أكثر من عشرة أعوام إلى ثلاث دول تتوزع بين الشمال والجنوب والوسط، حيث بات سكان الدولة العرب والمسلمون الآن تحت رحمة الاستثمار الصهيوني الذي توجه بقوة إلى هذه الدولة التي ستكون ضحية جديدة وسهلة على ما يبدو أمام ما يعانيه سكانها من فقر ومجاعة نتيجة حرب أهلية ضروس أكلت الأخضر واليابس وقسمتها النزاعات إلى دويلات قبلية يبحث حكامها عن نزواتهم وصناعة الثروات لجيوبهم حتى لو كان الثمن بيع دولة بشعبها وتاريخها وأرضها وثرواتها أمام ضعف عربي وإسلامي غير مسبوق ونظام عربي مفكك غير قادر على حماية أعضائه من الانزلاق في أحضان أعداء الأمة. <BR>وتقع الجمهورية الناشئة في واحد من أهم وأخطر المواقع الاستراتيجية في منطقة جنوب البحر الأحمر، حيث تقع الجمهورية في رأس القرن الأفريقي الذي يطل من جانب على المحيط الهندي، ومن الجانب الآخر على خليج عدن، وهو الامتداد الطبيعي للبحر الأحمر من جهته الجنوبية، حيث يقع مضيق باب المندب، وهو المدخل والمخرج البحري لكل الدول العربية الموجودة على البحر الأحمر.<BR><BR><font color="#0000FF">مستثمر صهيوني: </font><BR>وفي تقرير نشرته مجلة الوسط اللندنية منذ عدة سنوات، وأجرت من خلاله مقابلة مع رئيس الجمهورية "محمد إبراهيم عقال" كشفت مدى الاختراق الصهيوني لهذه الجمهورية، حيث أظهرت التقارير الصحفية ومن خلال اعترافات الرئيس نفسه أن هذه الجمهورية ارتمت إلى حد كبير في أحضان الكيان الصهيوني من خلال مستثمر صهيوني معروف، هو: أبراهام شالافيت (المدير الإداري في شركة شالافيت آي أس إنترناشيونال) ومجموعة من المستثمرين العاملين معه والمتخصصين في شؤون القرن الأفريقي بدؤوا منذ عدة أشهر زياراتهم إلى جمهورية أرض الصومال، حيث اطلعوا على كافة الأمور فيها والثروات التي تتمتع بها، إضافة إلى عقد لقاءات مع رئيسها وعدد من المسؤولين والوزراء والقيام بجولات متكررة على عدد من المواقع الاستراتيجية، في هذه الدولة العربية والتي يدين الغالبية الساحقة من سكانها بالإسلام. <BR>و" أبراهام شالافيت " خدم في الجيش الصهيوني سنوات طويلة خصوصاً في لبنان إلى جانب (رئيس الوزراء الصهيوني الحالي الإرهابي) آريئيل شارون كما أنه أحد الأصدقاء المقربين منه إلى حد كبير، وهو أحد أعضاء حزب الليكود، كما عمل تاجراً للسلاح إلى أن قام بتأسيس هذه الشركة، حيث تعتقد العديد من الأوساط المراقبة أن شلافيت يعمل بالتنسيق الكامل مع الحكومة الصهيونية وجهاز الموساد نظراً لبحثه عن المشاريع الهامة والحساسة وتخصصه في اختراق دول القرن الإفريقي.<BR>وقد قام هذا المستثمر اليهودي بزيارة إلى عدد من المدن الهامة في الجمهورية، حيث زار العاصمة هرغيسا ومدينة بربرا، وهي المدينة الساحلية التي يقع فيها الميناء الضخم الذي يعد واحداً من أهم الموانئ من حيث الموقع الاستراتيجي في المنطقة، كما يقع فيها المطار الذي يضم أطول وأكبر مدرج للهبوط في أفريقيا ومن الممكن أن يستقبل طائرات عسكرية، وفي نهاية جولته أكد المستثمر اليهودي، الذي افتتح عدداً من الفروع لشركته في النمسا وتل أبيب وأثيوبيا وأرتريا وألمانيا، إضافة إلى وجود تعاملات بين الشركة وعدد من المؤسسات التجارية المصرية أنه سيجعل من أرض الصومال جنة في أفريقيا، وأنه سيقضي على المعدل المرتفع جداً من البطالة، والذي وصل إلى 90%. <BR>وعقب الزيارة الأولى التي قام بها هذا المستثمر الصهيوني لجمهورية أرض الصومال، قال رئيس الجمهورية في مقابلته مع " الوسط " أنه أقام حفلاً خاصاً للمستثمر والمستثمرين الذين حضروا معه، واصطحبه خلال جولاته وفد مكون من أربعة وزراء ورئيس بلدية العاصمة، وعاد المستثمر إلى جمهورية أرض الصومال وبحث إجراء العديد من المشاريع وقرر إقامة العديد منها، وكان على رأسها مشروع توسيع المطار والميناء وإعادة هيكلتهما وتأهيلهما، وجذب السفن المارة من المنطقة ومنافسة الموانئ المجاورة، وتعبيد وتحسين الطرق حول الميناء والمطار، وإعادة بناء وسط مدينة بربرا التي دمرتها الحرب، وكل ذلك بشرط أن تتولى شركاته إدارة الميناء والمطار، كما اتفق المستثمر اليهودي والحكومة على بناء مصنع للأسمنت، وإقامة مشروع ضخم للصيد البحري وآخر لتعليب اللحوم والمنتجات الزراعية، إضافة إلى مسلخ للحوم، وعرضت شركته على المزارعين إقامة مشاريع للري بالتنقيط لزراعة الخضار لاسيما التي تفتقدها بلادهم، حيث قام باستيراد كافة المعدات في هذا الشأن من الكيان الصهيوني، وأخطر هذه المعدات كانت البذور التي أحضرها من هناك والهرمونات التي لا يعرف مدى إصابتها أو خلوها من الأمراض. <BR><BR><font color="#0000FF">التنقيب عن النفط: </font><BR>ولا يتوقف الغزو الصهيوني الاقتصادي لهذه الدولة العربية الوليدة عند ذلك، بل بدأ المستثمر الصهيوني بإحضار المعدات اللازمة للتنقيب عن النفط ، بعد أن أكدت الدراسات أن هناك مناطق يوجد به النفط بكميات تجارية، كما قامت شركاته بالبدء بالتنقيب عن اليورانيوم الذي تأكد وجوده في الجمهورية الناشئة، حيث يؤكد السكان لاسيما مجموعات من المثقفين الذين ينظرون لوجود اليهود بتوجس كبير إلى أن الشركة الصهيونية عمدت إلى البدء بعملية التنقيب عن اليورانيوم بسرية تامة، رغم التصريح لها بذلك من قبل الحكومة في بلادهم. <BR>وفي حديثه " للوسط " قال الرئيس محمد إبراهيم عقال: إنه بات مضطراً للتوجه لفتح الأبواب للمستثمرين بعد أن تخلى العرب عن دولته في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة جداً التي يعيشها السكان معتبراً أن العرب لم ينظروا لدعوته لهم لإنقاذ إخوانهم في أرض الصومال، ولم يقوموا حتى بالاعتراف بهذه الجمهورية - على حد قوله-. <BR><BR><font color="#0000FF">مظاهر الاختراق الصهيوني: </font><BR>ولقد قام " ملتقى الحوار العربي" برصد مظاهر الاختراق الصهيوني في الوطن العربي في الآونة الأخيرة، حيث يبتكر الكيان الصهيوني أساليب كثيرة ومتعددة ودؤوبة بلا كلل ولا ملل لتحقيق أكبر قدر ممكن من الاختراق للدول العربية تحت ستار التطبيع، فوجد الملتقى ما يلي: <BR>- في موريتانيا: وفد طبي صهيوني يزور نواكشوط، ودفن النفايات النووية السامة بالأراضي الموريتانية، ووفد صهيوني من الكنيست برئاسة النائبة (ناوي شازان) من حزب الليكود يزور موريتانيا ويلتقي بالرئيس الموريتاني، ووزير التنمية الريفية والبيئية الموريتاني يزور الكيان الصهيوني، والشيخ سيدي أحمد ولد بابا (رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية) يزور الكيان الصهيوني، ومدير الأخبار بالإذاعة الموريتانية التاه الأمين، والفا نفيدا مدير الإعلام والصحافيين اباه ولد السالك، وسلامة ولد أمينو يزوران الكيان الصهيوني، ورفع التمثيل الدبلوماسي وفتح سفارات متبادلة في موريتانيا وتل أبيب• <BR>- وفي المغرب: وزير الخارجية الصهيوني يزور المغرب، ويلتقي بالملك محمد السادس، ويتفقان حسب الصحف المغربية على فتح مكاتب اتصال صهيوني في المدن المغربية، وتنشيط السياحة والعمل التجاري، والسعي لعقد المؤتمر الاقتصادي الشرق أوسطي، وتأسيس وكالات عمل لتوظيف الشباب والشابات تدفع الشباب المغربي للعمل في الكيان الصهيوني، ويلتقي عبد الرحمن اليوسفي (رئيس الوزراء) وفداً صهيونياً يضم مئة وخمسين شخصية صهيونية، والمغني المغربي عبد السليم سفياني يشارك في مهرجان الرقص والموسيقى بالكيان الصهيوني، والكاتب المغربي الطاهر بن جلون زار الكيان الصهيوني وعقدت له ندوات عديدة، وتأسيس ما سُمّي بالاتحاد العالمي لليهود المغاربة بالرباط، وتدشين كنيس يهودي جديد في الدار البيضاء• <BR>- وفي الجزائر: مصافحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للصهيوني ايهود باراك (رئيس وزراء إسرائيل السابق) في جنازة الملك محمد الخامس، وانضمام الجزائر للمبادرة المتوسطية لحلف الناتو التي تضم خمسة أقطار عربية والكيان الصهيوني، ولقاءات سرّية بين موفدين جزائريين وصهاينة، والرئيس بوتفليقة يجتمع في أسبانيا مع شيمون بيريز وشلومو بن عامي، وسعيد سعدي (كاتب الدولة للشؤون الخارجية) يزور الكيان الصهيوني، ويجري تشكيل لجنة مشتركة لتطوير التجارة والصناعة بين البلدين، واستئناف المفاوضات الفنية وتوسيعها لتشمل تشغيل محطات كهرباء وإنشاء مراكز تجميع إلكتروني.<BR><BR><font color="#0000FF">أدوية صهيونية: </font><BR>هذا إلى جانب انتشار أدوية صهيونية في الجزائر، حيث يؤكد مقربون من علي عون (رئيس مجمع صيدال الجزائري)، وهو شركة معنية بواردات وصادرات الدواء في الجزائر، أن فريقاً علمياً صهيونياً أجري مفاوضات مع إدارة المجمع لإنشاء مركز بحوث دوائي مشترك، وإن مباحثات صهيونية - جزائرية نجحت في إبرام اتفاق يقضي أولاً: بتأسيس شراكة بين الطرفين لتبادل إمكانيات إنتاج وتوزيع الدواء، وثانياً: إقامة شعبة كيمياوية صهيونية في مجمع صيدال الجزائري الواقع في منطقة جسر قستنطينة بالعاصمة الجزائرية، وثالثاً: تنظيم زيارات ومؤتمرات مشتركة في ميدان الصناعة الدوائية وافق تطويرها على الصعيدين العلمي والتسويقي.<BR> - وفي تونس:اقامة (كيبوتزات) زراعية على غرار الكيبوتز الصهيوني، وفتح مكاتب للتمثيل الديبلوماسي وتنشيط السياحة البينية، واستضافة المباحثات المتعددة الأطراف ودعوة ديفيد ليفي لزيارة تونس والفريق التونسي لكرة اليد يتبارى مع نظيره الصهيوني في قطر•<BR>- وفي مصر: يركز الصهاينة على الزيارات الرسمية: باراك يزور القاهرة عندما كان رئيساً لوزراء إسرائيل، ومصر تستضيف قمة شرم الشيخ الثانية، وزيارة أكثر من اثني عشر ألف باحث (جاسوس) صهيوني لمصر، وجماعة كوبنهاجن تعد لعقد اجتماعها الثاني بالكيان الصهيوني، وتسعى لافتتاح قناة فضائية باسم قناة السلام، ومركز الأهرام للدراسات والأبحاث يوقع اتفاقيات مع مراكز صهيونية نظيرة (مركز دايان) و(مركز جافي)، وإغراق مصر بالأسمدة والمبيدات الفاسدة، والصهاينة يسرقون الآثار المصرية، وزيادة حجم انتشار المخيمات الصهيونية بمختلف أنواعها في مصر، وانتشار أجهزة طبية صهيونية في السوق المصري، وإغراق الأسواق المصرية بديسكات الكومبيوتر الفاسدة والكيان الصهيوني - في إطار الخصخصة يسعى لشراء مصانع مصرية، ومركز ابن خلدون (سعد الدين إبراهيم) ومنظمة الميمونيون الصهيونية يقيمان مؤتمراً لحوار الأديان في طابا، وانطلاق رحلة بحرية من ميناء الإسكندرية - تضم شباب مصر والكيان الصهيوني بدعم من المنظمة الكشفية الأوروبية، وتوزيع موسوعة الطفل المصري، فيها القدس الشريف عاصمة للكيان الصهيوني، والكيان الصهيوني يقيم إذاعة في بئر السبع خاصة بالقبائل المنتشرة في صحراء النقب، وسيناء، وانتشار زواج البدو في سيناء من الصهيونيات• <BR>وهناك الاتفاقية التجارية بين مصر والكيان الصهيوني، والتي تحقق مكاسب خاصة للصهاينة، وتم التوقيع عليها في إبريل 1980م، وطبقاً لهذه الاتفاقية، وكما يؤكد يورام زيف (مدير عام وزارة التجارة و الصناعة والسياحة الصهيوني) إلى مصر، فإن صادرات دولة الكيان إلى مصر بلغت 7ر10 مليون دولار بينما بلغت قيمة وارداتها من مصر 3ر1 مليون دولار، بذلك بلغ حجم التجارة بين مصر و دولة الكيان خلال عام 1980م نحو 12 مليون دولار، ولكن حجم التجارة أخذ في التزايد و النمو حتى ارتفع في نهاية عام 1980م إلى 9ر57 مليون دولار. <BR>وفي عام 1982م - رغم الغزو الصهيوني للبنان – لم تتأثر الصادرات الصهيونية لمصر، و سجلت48 مليون دولار طبقًا لتقرير جهاز التعبئة العامة و الإحصاء في مصر. <BR>والمدهش أن معظم هذه الصادرات قد تحقق في الثلث الأخير من العام أي من المدة التي شهدت ما يسمى " بتجميد برامج التطبيع مع دولة الكيان "، ففي مقابل 5ر7 مليون دولار بلغتها صادرات دولة الكيان لمصر في الأشهر الأربعة الأولى من عام 1982م زادت هذه الصادرات إلى 5ر10 مليون دولار في الأشهر الأربعة التالية، ثم قفزت إلى 40 مليون دولار في الأشهر الأربعة الأخيرة، و لا تشمل هذه الأرقام مبيعات مصر من البترول لدولة الكيان، والتي تقدر بحوالي600 مليون دولار سنويًا، فعقب توقيع معاهدة السلام بين البلدين بدأت محادثات مضنية حول مسألة تزويد مصر لدولة الكيان بالنفط ، و تمسك المتخصصون المصريون بما عدوه شروطًا عادلة، لكن الجانب الصهيوني في المفاوضات – و الذي كان لا يزال يحتل حقول بترول علمان المصرية- ساوم بوجوده في هذه الحقول لفرض شروط تتجاوز مطالب الشراء التقليدية في الكمية والأسعار، وتعثرت المفاوضات بين الفنيين في كلا من الجانبين. لكن لقاء القمة المصري الصهيوني في حيفا ( سبتمبر 1979م ) سرعان ما وجد المخرج، ووفقًا لتصريحات السادات، فقد تم حل العقبات في عشر دقائق من المحادثات المباشرة، وتم توقيع أول اتفاقية لإمداد دولة الكيان بمقدار 2 مليون طن من النفط عام 1980م. <BR><BR><font color="#0000FF">مكاسب للكيان الصهيوني: </font><BR>والحقائق غير خافية، و الأرقام لا تكذب، و المعلومات المتوافرة تؤكد أن مكاسب دولة الكيان من التطبيع الاقتصادي مع مصر أكبر من مكاسب حرب المدافع، و خسائر مصر من الحرب الجديدة تنبئ بالخطر على الاقتصاد المصري. <BR>ففي عام 1992م بلغت الصادرات المصرية من النفط حوالي 271 مليون دولار بما يمثل 4ر93 % من جملة الصادرات المصرية لدولة الكيان ثم المنتجات البترولية المتنوعة التي ارتفعت صادراتها إلى 7ر8 مليون دولار. <BR>أما غزل القطن فقد شكل 6ر1 % من جملة الصادرات المصرية لدولة الكيان عام 1992م بما قيمته 6ر4 مليون دولار، وأغرب الأشياء أن يحتل السولار صدر الواردات إلى مصر من دولة الكيان عام 1993م قد بلغت ما قيمته 54 مليون و 231 ألف جنيه مصري. <BR>ويؤكد أحد الباحثين الاقتصاديين المصريين أن الزيوت النباتية الصهيونية قد غزت الأسواق المصرية بشدة ، والتي بلغت قيمتها عام 1992م حوالي 6ر2 مليون دولار، و الملفت للنظر هو تدهور الناتج المصري من الزيوت خلال الآونة الأخيرة نتيجة إغلاق العديد من المعاهد، وهو ما اغتنمته دولة الكيان لفتح منفذ جديد من منتجاتها.<BR><br>