بوش وكيري ومنظمة "الجمجمة والعظام"
20 رمضان 1425

في هذه الأيام التي اقترب فيها موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية يجري سباق محموم بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي للفوز في هذه الانتخابات، ووسائل الإعلام هناك وفي العالم أجمع تتابع هذا السباق أولاً بأول، وتجري حوله استطلاعات الرأي العام، وتناقش آراء بوش وجون كيري، وتحلل المناقشات التي جرت بينهما في التلفزيون، والجالية الإسلامية الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية حائرة بين هذين المرشحين لا تدري لمن تدلي بصوتها، وحق لها أن تحتار فكلاهما يتسابقان في إرضاء اللوبي اليهودي وإرضاء إسرائيل ويطلقان التصريحات المؤيدة لسياسة إسرائيل العدوانية، ويعدان بدوام الدعم الأمريكي بل بزيادته.<BR><BR>كما أن وسائل الإعلام في الدول العربية تتابع هذه الانتخابات، ويدلي الكتاب والصحفيون والمحللون السياسيون العرب بآرائهم وتحليلاتهم ويبدون اهتماماً كبيراً بها أكثر بكثير من اهتمامهم بالانتخابات السابقة، ولا عجب في هذا فالولايات المتحدة الأمريكية موجودة الآن في قلب العالم العربي بأساطيلها وجنودها، وهي تقوم بتهديد الأنظمة العربية – حتى الصديقة منها- وتقدم لها قائمة طويلة من الإصلاحات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، بل حتى الدينية من وجهة نظرها هي، وتريد فرض آرائها وأسلوب تفكيرها وفلسفتها في الحياة على هذه المنطقة، بل ربما على العالم أجمع.<BR><BR>ولكني لم أقرأ ولم أسمع ولم أشاهد في وسائل الإعلام العربية أي إشارة إلى المنظمة السرية التي ينتمي إليها كل من جورج بوش وجون كيري ، وهي منظمة ( الجمجمة والعظام Skull& Bones) ولا شرحاً لتاريخ وأهداف هذه المنظمة السرية الخطيرة في بلد المنظمات السرية والتقاليع الغريبة.<BR><BR>يقول الصحفيان الأمريكيان " بول كولدستين Paul Goldostein" و" جيفري شتاينبرغ Jeffrey Steinberg" في مقالة طويلة مشتركة لهما تحت عنوان " الجمجمة والعظام والنظام العالمي الجديد Skull&Bones and the new world order " :<BR><BR>(ترمي هذه المقالة لفهم سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تحت إدارة الرئيس جورج بوش، وشرح الفكر أو الفلسفة الموجودة وراء المغامرة العسكرية الأمريكية في الخليج الفارسي وموقفها في الشرق الأوسط ، وللقيام بهذا يجب إلقاء نظرة على أقوى منظمة في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي: منظمة "Skull &Bones": <BR><BR> تأسست هذه المنظمة الأخوية السرية في جامعة يالا في نيوهفن New Haven" في كونكتوت Connecticut حيث تخرج منها العديد من أعضاء الحكومة الأمريكية البارزين والأفراد المهمين من الطبقة المثقفة الأمريكية.<BR><BR>وهذه المنظمة – حسب اعتراف أعضائها- هي الحصن الثقافي المنيع للانكلوسكسون البروتستانت البيض The bastion of White Anglo Saxon Protestant ويرمز لها باختصار WASP. وتعد لب وجوهر طريقة النظرة الأمريكية في القرن العشرين).<BR><BR>والذي يقرأ مقالة هذين الصحفيين وعشرات المقالات الأخرى الموجودة في العديد من المواقع في الإنترنت، ولا سيما المواقع التي تتحدث عن الجمعيات السرية Secret societies ويطالع الكتب العديدة التي تم تأليفها حول هذه الجمعيات وحول هذه الجمعية بالذات يدرك أن نظرة الرئيس الحالي جورج بوش إلى النظام العالمي الجديد ليست نظرة جديدة، بل أن هذه النظرة وضعت من قبل هذه الجمعية السرية ونضجت فيها، وكما ذكرنا سابقاً فإن الرئيس الأمريكي الحالي – ومنافسه جون كيري- والعديد من الأعضاء البارزين في الحكومة الأمريكية الحالية ينتسبون إلى هذه المنظمة التي وضعت نصب عينيها إنشاء أمبراطورية أمريكية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وتيسرت الظروف السياسية الملائمة على المسرح الدولي بعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفيتي، والرئيس بوش كثيراً ما ذكر بأن هذا العصر هو "عصر أمريكا The American Century".<BR><BR>وندرج أدناه بعض المصادر حول هذا الموضوع لمن يريد قراءة تفاصيل أكثر حول هذه المنظمة السرية:<BR>1-"Secret Society of America,s Elite:From Knights Templer to Skull& Bones". by Steven Sora. <BR> 2- "American,s Secret Establishment .an introduction to the Order of Skull&Bones". By Antony C.Sutton.<BR>3-Secrets of the Tomb:Skull&Bones,the Ivy League and the Hidden Paths of Pawer". By Alexander Robbins <BR><BR>إن الخطورة الموجودة في أفكار منتسبي هذه المنظمة هي أنهم يرون أن لهم كامل الحق في السيطرة على الشؤون العالمية وتسييرها حسب المخططات الاستراتيجية التي يضعونها، لذا يرون أن لهم الحق في تحطيم كل منافسة يرونها تهدد زعامة الولايات المتحدة الأمريكية بكل الوسائل، ومنها: الحرب حتى ولو ظهرت هذه المنافسة من حلفائها، مثل: بريطانيا أو ألمانيا أو اليابان، أو من خصومها السابقين في سنوات الحرب الباردة، أي: روسيا الحالية.<BR><BR>ولعل أفضل شرح لفلسفة هذه المنظمة السرية هو ما جاء في حوار بين "رون سوسكند Ron Suskkind" مراسل جريدة "نيويورك تامز" وبين أحد مستشاري الرئيس الأمريكي جورج بوش.<BR>ولهذا الحوار خلفية نذكرها بإيجاز:<BR>فقد نشرت جريدة " نيويورك تايمز" تصريحاً للواعظ الديني " بات روبرتسون Pat Robertson"، وهو من أشهر الوعاظ في الولايات المتحدة الأمريكية وعلى صلة قريبة من عائلة بوش، فقد صرح الواعظ بما يأتي:<BR>(قبل قيام الرئيس بوش بإعلان الحرب على العراق التقيت به، وقلت له: سيادة الرئيس!...إن الحرب ستسبب في قتل وجرح أبنائنا".<BR>قال لي: لا تخف لن يدمى أنف أحد)<BR><BR>على إثر هذا التصريح في هذه الصحيفة الأمريكية المهمة أحس البيت الأبيض بالحرج فصدر تكذيب من أحد مستشاري الرئيس الأمريكي وهو " كارن هوكس Karen Hughes" حيث قال: <BR>( كلا !...لا يمكن للرئيس أن يقول مثل هذا الكلام).<BR>على إثر هذا التصريح وتطور الأمور وانشغال الرأي الأمريكي بالموضوع رتبت قناة CNNالأمريكية لقاء مع هذا الواعظ الذي أيد ما قاله سابقاً، وأعطى بعض التفاصيل، فقال:<BR><BR>"لقد ألهمني الرب بأن هذه الحرب ستجلب المآسي، وكنت قد التقيت بالرئيس قبل الحرب في Nashville ونقلت له هواجسي ومخاوفي، فلم يستمع إلي الرئيس. كان واقفاً هناك، وكأنه يقول :إنني أنا الأعظم...حذرته من عواقب الحرب وقلت له: سيادة الرئيس !...إذن هيئ الشعب منذ الآن لتقبل الخسائر. فقال لي:"كلا...كلا ...لن تكون هناك خسائر أبداً"، وكما تعلمون فقد انقلبت الحرب -كما توقعت- إلى مأساة".<BR><BR>وهنا تحول انتباه الرأي العام الأمريكي مرة أخرى إلى جريدة "نيويورك تايمز" التي نشرت حول هذا الموضوع مقالة بقلم الصحفي " رون سوسكند Ron Suskind" الذي كتب يقول:<BR>(في صيف 2002م ظهرت لي مقالة أزعجت البيت الأبيض، وعندما التقيت بأحد مستشاري الرئيس نقل لي امتعاض البيت الأبيض من مقالتي، وقال لي كلاماً لم أقيمه آنذاك تقييماً صحيحاً.. قال لي: <BR><BR>" إنني شخص منتسب إلى جماعة مستندة إلى الحق (يقصد في الأغلب أنه منتسب إلى منظمة الجمجمة والعظام-اورخان)...أنتم تعتقدون أن الحلول تظهر نتيجة البحث المنطقي عن الحقائق"... حاولت أن أجيبه وأن أذكر له شيئاً عن بعض مبادئ التنوير والتجارب، ولكنه قطع كلامي، وقال:<BR><BR>" إن الدنيا لم تعد كما كانت في السابق...نحن الآن امبراطورية... ونحن في وضع نستطيع فيه خلق حقائقنا عندما نبدأ بالتحرك، وفي الوقت الذي تحاولون أنتم العثور على الحقائق بالوسائل المنطقية نكون نحن قد تحركنا وخلقنا في الساحة حقائقنا، وطبعاً ستقومون أنتم آنذاك بمناقشة هذه الحقائق.. وسيستمر الأمر على هذا المنوال ويدوم...نحن ممثلو التاريخ وصانعوه...أما أنتم فقد كُتب عليكم أن تمشوا خلفنا وتتابعوا آثارنا" .<BR><BR>هذه هي باختصار فلسفة هذه المنظمة السرية ، فهي تعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت امبراطورية لذا فلها الحق بتوجيه العالم حسب الاستراتيجيات التي تضعها، ولها الحق في خلق حقائق جديدة على الأرض، وما على الآخرين إلا متابعة ومشاهدة ما ستفعله...أي هي وحدها التي ستصنع التاريخ وتوجهه. <BR>ولا يهمل هذا الصحفيان الإشارة إلى التأثير القوي للوبي اليهودي ولإسرائيل على هذه المنظمة ونفوذهما الكبير فيها.<BR><BR><font color="#0000FF">كيف نشأت هذه المنظمة؟ </font><BR>هناك ثلاثة آراء في هذا الموضوع :<BR>1-الرأي الأول والأقوى أنها تأثرت بالجماعات الماسونية البريطانية أو الاسكتلندية التي كانت موجودة في جامعة أكسفورد في بريطانيا في أواخر القرن السابع عشر.<BR>2- الرأي الثاني أنها نشأت من الجمعيات القومية الألمانية السرية في بداية القرن التاسع عشر.<BR>3- أن هذه الجمعية جمعية أمريكية صرفة وأصيلة، ولكنها تأثرت في بعض شعائرها وطقوسها بالشعائر الماسونية وطقوسها.<BR><BR>ويقول المؤرخ الأمريكي " أنطوني سوتون Antony Sutton" والباحث والصحفي الأمريكي "رون روزنباوم "Ron Rosenbaum بأن هذه المنظمة منذ تأسيسها في جامعة يالا تعرضت للتفسخ، وسيطرت عليها الطقوس والشعائر الباطنية المأخوذة عن الماسونية الأوروبية. ويقول "ستون" بأن هذه المنظمة كانت تعرف بين الأعضاء الأوائل فيها باسم" أخوة الموت Brotherhood of Death".<BR><BR>ولكن الذي لا شك فيه أنها تأسست عام 1832م في جامعة يالا، وظهرت عام 1856م في الحياة العملية تحت اسم "اتحاد بنك رسل للائتمان Russel Trust Association".<BR><BR>وتشير جميع المعلومات المتوافرة لدينا حالياً عن التاريخ المبكر في تأسيس هذه الجمعية أنها مولت جميع أنشطتها الواسعة والرامية إلى إيصال أفرادها ومنتسبيها إلى المراكز الحساسة والحاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية من تجارة الأفيون في الشرق الأقصى.<BR><BR>كانت شركة الهند الشرقية البريطانية British East India company هي التي تقوم بهذه التجارة اللا إنسانية التي ازدهرت تماماً بعد توقيع اتفاقية باريس عام 1783م التي أعلنت انتهاء حرب التحرير الأمريكية. في هذه المدة كان مصرف Baring Brother هو المصرف المسيطر على شركة الهند الشرقية البريطانية. علماً بان عائلة روتشيلد ( وهي عائلة يهودية في بريطانيا)استطاعت أن تحل محل هذا المصرف في نهاية القرن السابع عشر، وأصبحت هي المسيطرة على تجارة الأفيون مع الصين. <BR><BR>اشتركت بعض الأسر البريطانية الغنية في تمويل مصرف Baring Brother ومصرف روتشيلد، ووقفت إلى جانب الحكومة البريطانية في أثناء حرب التحرير الأمريكية، وأصبحت شركاء ثانويين مع شركة الهند الشرقية البريطانية في تجارة الأفيون، وكانت تملك أساطيل من السفن الشراعية السريعة( Clipper ships)، لذا ازدادت ثروات هذه الأسر بسرعة نتيجة هذه التجارة المربحة. من هذه الأسر أسرة Cabot و Coolidge و Higinson و Sturgis و Lodge وLowwel و Perkins و .Russell<BR><BR>هذه الأسر البريطانية الغنية هي التي أسست "شركة الفواكه المتحدة United Fruit Company المشهورة، وكذلك مصرف بوسطن الذي أصبح ممولاً رئيساً لمنظمة Skull &Bones . وكانت أسرتا "رسل وباركنز" من هذه الأسر، ثم أصبحتا بعد أجيال عدة وبعد مصاهرات بالزواج مجموعة كبيرة وقوية جداً، لذا نرى أن المؤسس الأول لهذه المنظمة السرية هو من عائلة رسل واسمه "وليام هونتنكتون رسل Russell William Huntington".<BR><BR>كان رسل طالباً لامعاً في جامعة يالا، وهو الذي تم اختياره لإلقاء خطبة الوداع في حفلة التخرج عام 1832م، وكان هو وأصدقاؤه من منتسبي منظمته السرية Skull &Bones يعدون أنفسهم الطبقة المثقفة والمتميزة في جامعة يالا من البيروتانيين(1) المهاجرين Puritan Pilgrim ويعتقد هؤلاء بأنهم مختارون من قبل الله Elected by God لذا فقد رأى منتسبو هذه المنظمة أن لهم كامل الحق في حكم الولايات المتحدة الأمريكية.<BR><BR><font color="#0000FF">شروط الدخول إلى هذه المنظمة: </font><BR>تختار المنظمة أعضاءها الجدد من بين أفراد عوائل غنية ومعروفة، وعلى الشخص المختار أن يجتاز " المحن الثلاث Three Ordeals" كاختبار له ولصلاحيته لعضوية هذه المنظمة قبل قبوله فيها.<BR>1- المحنة الأولى:<BR>أن يهب تبرعات سخية إلى مدارس هذه المنظمة ولا سيما مدارسهم في نيوإنكلند، وهي مدارس خاصة وعالية المستوى.<BR><BR>2- المحنة الثانية:<BR> إثبات الشخص قابليته في التعامل مع الطبيعة ومواجهة الصعاب...فعليه أن يبقى في العراء مثلاً عدة أيام، أو في إحدى الغابات ...أو يقوم بالصيد في نيوإنكلند...والأفضل أن يسافر إلى أماكن بعيدة مثل أفريقيا، ويمضي أياماً في غاباتها، أو في غابات أمريكا الجنوبية.<BR><BR>3-المحنة الثالثة:<BR>وهي الاشتراك في الحرب . إن نجاح الفرد المرشح لعضوية هذه المنظمة في مقارعة الخطوب في الحرب وإبداء التحمل فيها يعطي له امتيازاً خاصاً عند عضويته في هذه المنظمة.<BR><BR><font color="#0000FF">طقوس الدخول إلى المنظمة: </font><BR>بعد استيفاء الفرد الشروط المتقدمة وطلبه الانضمام إلى المنظمة تجرى له شعائر وطقوس خاصة، فيقوم 15 عضواً من الأعضاء القدامى باختيار مجموعة من هؤلاء الراغبين في الانضمام للمنظمة، حيث يوضعون في غرفة، ويتقدم هؤلاء الأعضاء القدامى ويقرعون باب الغرفة بقوة، وعندما يفتح أحد المرشحين الباب يضرب أحدهم على كتفه بقوة صارخاً:<BR>(أيها المرشح للجمجمة والعظام!...هل تقبل؟ (Skull&Bones!Do you accept?<BR><BR>ويتكرر هذا مع كل مرشح، فإذا أبدى المرشح قبوله تُعطى له رسالة حولها شريط أسود، ومختومة بشمع أسود يحمل الختم شعار الجمجمة والعظام والرقم الباطني أو السري للمنظمة، وهو رقم 322. يجد المرشح في هذه الرسالة تاريخ وموعد ومحل إجراء شعائر الدخول للمنظمة، ويؤمر المرشح ألا يحمل في أثناء مراسيم الانضمام أي قطع معدنية (ساعة، مفتاح السيارة، مفاتيح البيت...إلخ)، وألا يكون عليه أي ملابس...أي يجب أن ينضم إلى المنظمة عارياً كما ولدته أمه.<BR><BR>في ليلة الانضمام يوضع المرشح داخل تابوت عارياً، ثم ينقل التابوت إلى وسط قاعة، وفي أثناء النقل عليه أن يرتل نشيداً معيناً يقول فيه إنه قد ولد من جديد، ثم عليه أن يذكر مغامراته وفضائحه الجنسية، وأن يعترف بها( لكي يستعمل كسلاح ضده إن فكر في ترك المنظمة أو في خيانتها)، ثم يخرج من التابوت ويُعطى له رداء يتلفح به وعليه رمز عظمة كتب عليها اسمه .<BR><BR>تقوم المنظمة بإحاطة الأعضاء بجو من الرموز الباطنية وبجو من الغموض والأسرار حتى يتعود عليه ويستخدمه في حياته المقبلة بعد ابتعاده عن جو جامعة يالا والتحاقه بوظيفة حكومية أو بالجيش.<BR><BR>والنتيجة التي نخلص إليها هي أن جورج بوش وجون كيري يحملان نفس الفلسفة ونفس المبادئ ، وهي مبادئ هذه المنظمة السرية التي هما عضوان فيها وقد سبق وأن شرحنا بإيجاز فلسفة هذه المنظمة، وإن خلافاتهما ليست إلا خلافات ثانوية وفرعية، فإذا عرفنا أن اللوبي الصهيوني له تأثير كبير على هذه المنظمة التي تمتد جذورها –حسب أرجح الآراء – إلى الماسونية أدركنا بأنه لا يمكن تعليق أي أمل على جون كيري، فجميع الخيوط التي تدير السياسة الأمريكية منحصرة في أيدي مثل هذه المؤسسات التي تديرها الصهيونية العالمية، وربما كان جون كيري أسوأ من جورج بوش، وقد ظهر أخيراً أنه من عائلة يهودية فقد ذكرت جريدة " واشنطن تايمس Washigton Times" الأمريكية أن جون كيري ينحدر من عائلة يهودية تشيكية، وأشارت في هذا الصدد إلى الأبحاث التي قام بها العالم الجيني( أي: المتخصص في الجينات والوراثة) "فلكس كوندكار Felix Gundacker" وتوصل خلالها إلى أن لقب جد كيري كان "كوهن Kohn"وأنه بدل لقبه إلى "كيري" بعد هجرته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ويعطي هذا العالم تفاصيل كثيرة حول هذا الموضوع فيقول بأن اسم جد جون كيري من ناحية الأب كان " فرتز كوهن Fritz Kohn"وأنه تظاهر بتبديل دينه والدخول في الدين المسيحي واختار المذهب الكاثوليكي لكي يتلافى المصاعب والصعوبات الموجودة آنذاك جراء موجة الكره ضد اليهود التي كانت تجتاح أوروبا، أي جراء تيار اللاسامية، ويقدم العالم تفاصيل اختيار هذا اللقب الجديد فيقول بأن هذا الجد كان مع أخيه الكبير يتطلعان إلى خارطة إيرلنده فسقط قلم الأخ الكبير على مدينة صغيرة أو قصبة إيرلندية اسمها " كيري" فاتخذا هذا الاسم لقباً جديداً للعائلة، وقد لاقى ابنان من أبناء هذه العائلة -اللذان رفضا تبديل دينهما- حتفهما في أحد معسكرات الاعتقال النازية.<BR><BR>في عام 1901م أي بعد عام واحد من قيام "فرتز كيري" بتبديل دينه بدل اسمه إلى " فريدريك كيري Frederick Kerry وهاجر مع زوجته "الدا Lda" وابنه "أرك Erick" إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وفي عام 1921م انتحر " فردريك كيري"- أي جد جون كيري- وتزوج ابنه " ريشارد Richard " من فتاة اسمها " روز ماري فوربس Rosemary Forbes"، حيث ولد منهما جون كيري. <BR><BR>هذا هو باختصار تاريخ عائلة المرشح الديمقراطي للرئاسة جون كيري، وإذا نجح في الدخول إلى البيت الأبيض فسيكون أول رئيس يهودي في الولايات المتحدة الأمريكية؛ لأن اليهودي يبقى على دينه حتى وإن تظاهر بتغيير دينه، ومثال الدونمة في تركيا أفضل برهان على ما نقول فقد تظاهر بعض اليهود – لأسباب لا نستطيع شرحها هنا- في القرن السابع عشر في الدولة العثمانية بتبديل دينهم والدخول إلى الدين الإسلامي، ولكنهم بقوا يمارسون طقوس وشعائر الدين اليهودي في الخفاء، واستمروا في هذا حتى الآن، أي بعد أكثر من ثلاثمئة عام.<BR><BR>________________<BR>1-البيروتانيون(أو المتطهرون): جماعة بروتستانتية في إنجلتره ونيوزيلنده (في القرنين السادس عشر والسابع عشر) طالبت بتبسيط طقوس العبادة والتمسك الشديد بأهداب الفضيلة.<BR><br>