مقاومون فلسطينيون: الانسحاب من غزة لا يحسم مصير المقاومة
18 جمادى الثانية 1426

أجمع قادة وناشطون في فصائل المقاومة الفلسطينية أنه من السابق لأوانه الحديث عن مصير المقاومة ومجوعاتها المسلحة في قطاع غزة، بعد الانسحاب الصهيوني المرتقب، مشددين على أن الحق في المقاومة سيبقى مشروعاً طالما بقي الاحتلال على أي جزء من الأرض الفلسطينية.<BR><BR>وأقر عدد من قادة المقاومة في أحاديث منفصلة لمراسلنا بصعوبة المقاومة في قطاع غزة، في حال تحقق الانسحاب غير أنهم أجمعوا على تشكيل دور مساند للمقاومة في الضفة الغربية، وتحدث بعضهم عن عمل دؤوب لإقامة المزيد من الخلايا المسلحة في الضفة استعداداً للمرحلة المقبلة.<BR><BR>ووفق ما أعلنته الحكومة الصهيونية فمن المقرر أن يبدأ في الخامس عشر من آب المقبل تنفيذ خطة فك الارتباط والانسحاب من غزة، والتي تستكمل خلال شهر تشرين الثاني المقبل، ويتم خلالها الانسحاب من 21 مستوطنة في القطاع و4 مستوطنات في الضفة الغربية. <BR><BR><font color="#0000FF">حركة حماس: أمر سابق لأوانه: </font><BR>وأكد سامي أبو زهري (المتحدث باسم حركة حماس) أن المقاومة ستستمر فهي مشروع واستراتيجية مرتبطة بوجود الاحتلال، ليس فقط في قطاع غزة إنما في سائر أرضنا الفلسطينية، مشدداً على أن المستقبل هو للمقاومة _بإذن الله عز وجل_؛ لأنها هي التي أجبرت العدو الصهيوني للتفكير الجدي من الانسحاب من قطاع غزة.<BR><BR>وفيما يتعلق بمصير المقاومة ومجموعات القسام في القطاع بعد الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، قال: إن هذا أمر سابق لأوانه فحتى الآن شكل الانسحاب غير واضح وبالتالي من المبكر إعطاء موقف في هذا الإطار.<BR><BR><font color="#0000FF">سرايا القدس: المقاومة لن تنتهي: </font><BR>من ناحيته قال أبو إسلام (أحد القادة الميدانين في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي): إنه لا بد من التأكيد على أن الانسحاب الصهيوني المتوقع من غزة ما هو إلا ثمرة للمقاومة ، فالاحتلال يهرب من جحيم غزة، بعدما عجز عن مواجهة ضربات المجاهدين.<BR><BR>وشدد على أن المقاومة الفلسطينية لم توجد لتحرير قطاع غزة فقط ، وفي الحد الأدنى هناك توافق بين كافة قوى المقاومة في هذه المرحلة على أن المقاومة الحالية هدفها بالحد الأدنى هو تحرير الأرض الفلسطينية بحدود عام 67، فإذا انسحب الاحتلال من غزة فهذا لا يعني انتهاء المقاومة واسترداد كامل الحقوق، المعركة ما زالت طويلة، والمعركة الأشرس والأشد ستكون على الضفة الغربية والتي في قلبها القدس.<BR><BR>وقال بخصوص التفاصيل الجزئية فمن السابق مناقشتها فحتى الآن هناك الكثير من الأسئلة المتعلقة بحقيقة الانسحاب ومدى شموليته وبالتالي لا يمكن الحديث عن نزع سلاح المقاومة وتفكيك المجموعات فهي ستكون جاهزة للرد على أي عدوان لأنه ليس لدينا أدنى ثقة بالاحتلال الصهيوني. وأضاف نحن ملتزمون بالقرار السياسي للحركة الذي يلتزم بمشروعية المقاومة ويتبلور بالتنسيق مع القوى الأخرى خاصة فيما يتعلق بملف الانسحاب.<BR><BR>وعلى الرغم من أن موعد تنفيذ الخطة الرسمي لم يبدأ بعد، إلا أن الخطوات الفعلية للانسحاب بدأت، بتفكيك بعض الدفيئات في تجمع مستوطنات غوش قطيف، وإنهاء تعاقدات العمال الفلسطينيين في تلك المستوطنات اعتباراً من مطلع الشهر المقبل وفق ما أكد العديد من العمال الفلسطينيين. <BR><BR><font color="#0000FF">كتائب أبو الريش: امتداد نحو الضفة: </font><BR>ويقول أبو كايد (القائد الميداني في كتائب الشهيد أحمد أبو الريش – الكفاح المسلح- أحد الأجنحة العسكرية لحركة فتح، التي لها حضور كبير في قطاع غزة): إن هذه المجموعات ستحافظ على تشكيلاتها ووجودها كما حافظت عليه خلال وجود السلطة الفلسطينية قبل اندلاع انتفاضة الأقصى. <BR><BR>وشدد على أن المقاومة لا تنتهي بالانسحاب من القطاع، وليس من المقبول تفكيك خلايانا ونزع أسلحتنا؛ لأنه ليس لدينا أدنى ثقة في العدو الصهيوني، ولأن هذه الأسلحة اشتريت من أموالنا ومن قوت أبنائنا. وأضاف توجهنا في المرحلة القادمة سيتحدد بناءً على طبيعة الأمور، ومع إدراكنا بصعوبة انطلاقة العمل المقاوم من القطاع، فإن هدفنا سيكون إسناد إخواننا في الضفة الغربية وإمدادهم بالخبرات والإمكانيات والعمل على انتشار خلايانا في كل مكان هناك لتقض مضاجع العدو. <BR><BR><font color="#0000FF">المقاومة الوطنية: لا بد من توافق وطني: </font><BR>ويرفض عصام أبو دقة (أحد قادة كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية) الربط بين مصير المقاومة والانسحاب من قطاع غزة، مشدداً على أن المقاومة مرتبطة بوجود الاحتلال على أي أرض فلسطينية والانسحاب من غزة لا يحقق ذلك، حيث ستبقى الضفة الغربية تحت سيطرة الاحتلال علاوة على أن الانسحاب لا يعني ضمان عدم وجود اعتداءات من الاحتلال، لذلك فهو يرى من الضروري الاحتفاظ بالمجموعات وبالسلاح والاستعداد للرد على أي عدوان صهيوني متوقع، مع التأكيد على طاهرة وقدسية سلاحه المقاومة وابتعاده عن الانفلات الأمني ومشاكل العائلات.<BR><BR>وأشار إلى أن الكتائب ومن خلفها الجبهة الديمقراطية جزء من القوى الوطنية والإسلامية وهي تدعو إلى تشكيل لجنة عليا لبحث قضايا الانسحاب والترتيب له، والتوصل إلى آليات وتوافق وطني بعد الانسحاب الصهيوني... وأي صيغة يتم التوافق عليها بين القوى هي التي ستشكل الموقف النهائي للجبهة.<BR><BR><font color="#0000FF">أبو علي مصطفى: الانسحاب من غزة بداية المشوار: </font><BR>وفي نفس الاتجاه يرى أبو نضال القيادي في كتائب الشهيد أبو علي مصطفى أن المقاومة وجدت لتناضل من أجل تحرير الوطن وتحقيق حق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف والانسحاب من غزة لا يحقق هذه الأهداف.<BR>وشدد على أن كتائب أبو علي ستحافظ على كيانيتها وجاهزيتها؛ لأننا ننطلق من أن المقاومة حق وواجب، كما قال.<BR><BR>وذكر أن هناك بعض الأمور من السابق لأوانه بحث آلياتها إذ في كل مرحلة تناقش الأمور وتحدد بناءً على معطيات الواقع انطلاقاً من قاعدة أساسية أن مسؤولية تحرير الوطن مسؤولية جماعية يشترك بها كل الفلسطينيين أياً كان مكان وجودهم، ولذلك من غير المنطقي أن تناط مهمة تحرير باقي الوطن على أهلنا في الضفة، إذ سيكون أهالي غزة شركاء في هذا الشرف.<BR><BR><font color="#0000FF">كتائب القسام: التفكيك غير وارد: </font><BR>ويرى أبو البراء (القائد الميداني في كتائب الشهيد عز الدين القسام) أن تفكيك الكتائب ونزع أسلحتها ليس في الوارد طالما هناك احتلال على أي جزء من أرضنا الحبيبة موضحاً أنه في حال تحقق الانسحاب من غزة كما هو متوقع فإن لكل حادث حديث وسيحدد الموقف بناءً على طبيعة الانسحاب وحقيقته. <BR><BR>ولفت إلى أن مسؤولية المقاومة ستبقى قائمة حتى بعد الانسحاب من غزة وهي مسؤولية عقائدية هادفة إلى طرد المحتل عن أرض إسلامية والمقصود هنا فلسطين التي لا يقبل عاقل أن يكون المقصود بها قطاع غزة. <BR><BR>وأشار إلى أن مجموعات المجاهدين ستبقى فاعلة وجاهزة لاستكمال مهمتها على قاعدة أن الانسحاب من قطاع غزة بشرى خير لاستكمال تحرير باقي الأرض الفلسطينية.<BR><br>