3 محرم 1431

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
عندي رغبة شديدة في التعدد ولكني لدي خوف من الفشل وخصوصاً أن هذا الموضوع سيغير صورتي لدى زوجتي وأولادي ومن حولي لأن المجتمع لا يقبل التعدد، وأرغب منكم إرشادي بنصائح تعينني على النجاح وعدم الفشل.
مع العلم بأن زوجتي متعلمة وطيبة ولدي منها 3 أبناء ومحافظة على صلاتها، ولكنها غير ملتزمة. وأنا ولله الحمد التزمت قبل حوالي 4 سنوات، ومن أسباب رغبتي في التعدد الزواج من ملتزمة حافظة لكتاب الله؛ لتكون عوناً لي على الالتزام.

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الأخ السائل:
أود أن أناقش ما ورد من رسالتك نقاشا دقيقا حيث إنها شكوى متكاثرة من أزواج كثيرين يرغبون في التعدد.
ودعني أتوقف معك فيما يخص سؤالك عبر نقاط محددة:
أولا: ذكرت أن لك زوجة طيبة حسنة الأخلاق، لم تر منها سوءا، محافظة على الصلاة، مطيعة لك قد رزقك الله منها الأبناء، تقوم بحقك، حيث لا تجد منها شكوى.
ثانيا: تجد في نفسك رغبة في الزواج الثاني كرغبة الرجال في النساء، وفي بناء أسرة جديدة.
ثالثا: يعوقك في سبيل ذلك ما قد تجده من استنكار مجتمعك وأقربائك وزوجتك لك.
رابعا: الزواج أمر أباحه الله سبحانه وتعالى سواء كان من زوجة أو اثنتين أو ثلاث أو أربع، ولا شك أن إباحة تعدد الزوجات فيه من الخير ما فيه، ولا شك أن أعداء الإسلام قد حاربوا فكرة تعدد الزوجات حربا ضروسا، نجحوا في كثير من جوانبها، فغيروا كثيرا من مفاهيم المجتمعات، ومن مفاهيم النساء تجاه التعدد، حتى صارت المرأة ترى ارتكاب زوجها الفاحشة خيرا له من أن يتزوج.
خامسا: لكل أحد منا ظروف شخصية وأسرية ومجتمعية خاصة، يجب عليه أن يتخذ قراره تجاه التعدد في ضوئها، وألا يغفل عن شيء منها، فالمرء عليه أن يجعل من زواجه الجديد سبب سعادة له لا سبب شقاء، وأن تكون زوجته الجديدة قدم خير له، لا قدم مشكلات ومعاناة وسوء.
سادسا: ميزان الحكم على مآلات الزواج الجديد يجب أن يكون ميزانا دقيقا، لئلا تتهدم الأسر والبيوت المستقرة بقرارات عاطفية غير مدروسة، فيجب أن يكون الميزان تبعا لمحددات من أهمها: القدرة الاقتصادية على الإنفاق على أكثر من بيت، حتى لا يكون البيت ا لجديد عبئا على القديم، خصوصا إذا كان الزوج فقيرا أو غير ميسور، كذلك مدى تقبل الزوجة الأولى لهذا القرار وهل سيكون منها نفور شديد يتهدد به البيت الأول المستقر؟، وكذلك قيمة الزوجة الجديدة الإيمانية والمعنوية ومدى حاجة الزوج إلي ذلك الزواج، وإلى أي مدى يريد هذا الزوج أن يضحي في سبيل زواجه الجديد؟
ومما سبق من النقاط نستطيع معك أيها الأخ ا لسائل أن نبصرك بنصيحة حول سؤالك هي كالتالي:
1. بيتك مستقر فإياك أن تتسبب في اهتزازه بقرارات غير مدروسة فادرس جيدا ما أنت بصدده.
2. زوجتك مطيعة وطيبة وتصلى فإياك أن تفقدها بسلوك غير حكيم.
3. التعدد أباحه الله ولا يستطيع أحد أن يمنعك منه ولكن الميزان بيدك والقرار يعود إليك.
4. عليك أن تقوم بواجبك تجاه دعوة زوجتك وتعليمها الدين وتقريبها من الالتزام من دين الله قدر ما تستطيع فهو واجبك، وعليك ألا تهملها ثم تبحث عن زوجة غيرها فتجعل نظرتها لالتزامك الجديد كأنه نقمة عليها فتصد عنه وتكرهه.
5. استعن بالوسطاء الحكماء في سبيل تمرير الموقف وبيانه لأسرتك وزوجتك.
6. اعلم أن العدل بين الزوجات واجب وأن الظلم ظلمات يوم القيامة.
7. لا تتخذ قرارك وأنت في حال غضب، ولا غلبة شهوة، ولا حماسة، ولا حال حزن من زوجتك الأولى، ولكن استشر أهل الخبرة في الحياة، وأهل العلم في دين الله، واستخر ربك يهديك سواء السبيل.
8. إذا أخذت قرارك بعد كل ما سبق بيانه، فامض في طريقك، وأحسن إلى زوجتك الأولى تمام الإحسان، واصبر على ما قد تجده من سوء أخلاقها تجاه ذلك واستعن بالله.. وفقك الله.