13 صفر 1432

السؤال

هل أتزوج بامرأة مطلقة لها ولد، ومكثت سنة من زواجها، وهي من أسرة محافظة وذات تربية إسلامية، مع العلم أني لم يسبق لي الزواج وأتاني من يريد أن أتزوج بابنته ولكني لم أر في العائلة سمة التدين أو لصغرها مني بأكثر من 8سنوات تقريباً؛ فالمشكلة الخوف من نظرة الأهل والأقارب لأخذي امرأة ثيب أم أصبر وأبحث عن بكر؟ وجزاكم الله خيراً.

أجاب عنها:
يحيى البوليني

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله: أما بعد
جزاك الله خيراً أخي السائل على ثقتك الكبيرة بموقع المسلم ومستشاريه ونسأل الله أن نكون عند حسن ظنك وأن يرزقنا وإياك الهدى والرشاد.
أخي الفاضل: فإن الزواج من الحكم الإلهية ومن السنن الشرعية، وهو نعمة عظيمة جعلها الله حفظا لدين المسلم والمسلمة ووسيلة شرعية لتلبية ما يشعرون به من الميل الفطري لبعضهم البعض، وهو من سنن الأنبياء والمرسلين فقال عز وجل: "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً" وحث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الشباب مناديا لهم "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنهُ أغض للبصرِ أحصن للفرج".
والزواج الناجح أخي الكريم يقوم ابتداء على حسن الاختيار من كلا الزوجين للآخر وقد وضع له الرسول صلى الله عليه وسلم معايير كان من أهمها وأولها الدين ففي الصحيحين عَنِ أَبي هُريرة رضيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ عَنِ النبيِّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال: " تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها: فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ".
ولذا فهو يقدم في الاختيار ذات الدين فإن تساويا كان يُرغب في البكر قبل الثيب فحينما خاطب جابر بن عبد الله عندما تزوج ثيبا قال له كما في البخاري فقال (يا جابر أتزوجت؟ قال: نعم! قال: تزوجت بكراً أم ثيباً؟ فقال: بل ثيباً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هلا تزوجت بكراً تلاعبها وتلاعبك)، وفي رواية: (تداعبها وتداعبك".
فلك أخي الكريم في هذا الأمر متسع فاجعل ذات الدين نصب عينيك فإن كانت ذات الدين بكرا فبها ونعمت وإلا قدمت الثيب على البكر في اختيارك ان كانت هي صاحبة الدين.
فلا تجعل هذا الأمر عائقا أمامك واجعل رضا ربك نصب عينيك.
ولكن أخي أوصيك في نهاية حديثي أن ترضي والديك وأهلك المقربين في اختيارك لزوجك، فالزوجة لا تتزوج الرجل فقط بل تدخل ضيفة على عائلته كلها فلا تجعل منها منبوذة مكروهة جاءت رغما عنهم حتى لا يحيل ذلك السبب حياتكما بعد ذلك إلى منغصات دائمة وتقع في حيرة بين أهلك وزوجك.
وفقك الله وبارك فيك وأرشدك الصواب ورزقك الزوجة الصالحة والذرية الصالحة.