15 شعبان 1436

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.. أولا أشكركم على الموقع المتميز الذي يلبي احتياجات جميع شرائح المجتمع..
المسألة التي أود الاستشارة فيها أني تقدمت لإحدى بنات العمومة وتم القبول بي. كان الكثير يثني على المرأة من ناحية الأخلاق بحكم حصولها على درجة الماجستير في أحد التخصصات الدينية مما شدني لها بأن تكون شريكة حياتي. بعد الملكة (العقد) استطعت التواصل معها عبر المواقع الاجتماعية واستطعت أن أقابلها في أحد الأماكن العامة مع العلم بأني لم أطلب الرؤية الشرعية!!
وكانت المفاجأة لي أني توقعت أن تكون بقدر ولو بسيط من الجمال.. ولكن لم تكن كذلك!
انتهيت من المقابلة.. وبعدها لم أستطع أن تفارق مخيلتي وهل هي فعلا سوف تكون بقربي؟!
مع العلم بأن الزواج لم يتبق منه سوى مدة بسيطة جدا ولكني فقدت الحماس الذي بداخلي في التجهيز للزواج ولا أريد أن أظلمها معي.. ويزداد الأمر تعقيدا إذا أصبح لدينا أولاد! ولا أخفيكم بأنها ذات طيبة وعفوية كبيرة.
الآن أعيش بكثير من القلق وعدم التركيز في أعمالي.. وأريد مشورتكم

أجاب عنها:
خالد عبداللطيف

الجواب

مرحبا بك أخي الكريم في موقع المسلم.. وشكر الله لك ثناءك وثقتك، وأعانك الله وأصلح لك شأنك.
أخي الكريم
لعله ليس من باب التحسر على ما وقع وانقضى.. أن أواجهك بالخطأ الكبير في حق نفسك وحق هذه الأخت الفاضلة؛ حين خالفت الوصية النبوية الرشيدة بالنظر لمن تريد خطبتها؛ حتى يطمئن قلبك إلى القبول والرضا بها. ولكن من باب بيان الحق والصواب، والوقوف على السبب الرئيس لمعاناتك الآن، غفر الله وأعانك.
وأود أخي أن ألفت انتباهك الكريم لعدة حقائق مهمة:
أولا:
أن ميزة الدين والخلق لا يعدلها شيء؛ بل هي بشرى لك بالتوفيق في مستقبلك القريب؛ حيث قال رسول الهدى صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك" (متفق عليه). وهذه الصفة ولله الحمد تتوفر في مخطوبتك كما أوضحت أنت في رسالتك.
ثانيا:
أن جمال الروح وتحبُّب الزوجة للزوج قد يحقق من الهناء والعشرة الجميلة أضعاف ما يكون من زوجة فائقة الجمال لكنها فقيرة في حسن العشرة ولين الجانب والتحبب لزوجها؛ وأراك قد أوضحت شيئا من ملامح هذه الصفات في الفتاة حين ذكرت أنها "ذات طيبة وعفوية كبيرة".
ثالثا:
أين أنت أخي من مشورة والدتك وأخواتك؟! فإنهن من الدراية بالنساء من جهة والحرص على نفعك من جهة أخرى.. أفضل من يشير عليك في أمرك. فالظاهر أن كل هذه المراحل التي تمت إنما حصلت بمشاركتهن أو مباركتهن، لا سيما وأنها قريبة لك ومعروفة لهم.
وأخيرا..
على الرغم مما سبق توضيحه مما يرغّبك كثيرا في هذه الفتاة الطيبة.. فإني أدعوك لمراجعة نفسك في مدى ما تستشعره من تأزم بخصوص مسألة الجمال؛ فإن علمت من نفسك العزوف الشديد عن الفتاة وعدم القبول؛ والخشية الكبيرة من ظلمها مستقبلا؛ فلا شك أن هذه المرحلة (العقد) أهون مما بعدها وأرفق لك ولها. ويحتاج الأمر لاستخارة وأناة ومراجعة كبيرة قبل القرار.
أسأل الله لك ولها التوفيق للهدى والسداد وصلاح الحال والمآل.