27 جمادى الأول 1437

السؤال

أنا فتاة جامعية، كنت معجبة بزميل لي في الكلية، وكنت أراه دائماً متمنيه أن يصارحني بأي شيء، حتى فعلا صارحني وقال لي إنه يريد الارتباط بي رسميا، وفعلا تمت الخطبة، لكن ظهرت لي أشياء تضايقني.
أخجل أن يتحدث معه أحد، لأنه غير مثقف، وأحياناً يسأل أسئلة مضحكة تشعرني بالخجل، رغم أننا عندما نتحدث في مواضيع تخصنا لا أشعر بعدم النضج، لكن مشكلتي أصبحت أريد شخصاً يبهر جميع أهلي ومعارفي بشخصيته وثقافته، أنا لست على قدر كبير من الثقافة، لكن هو طيب جداً ومتدين ويحبني جداً، ويشجعني على الخير، ولا أريد أحداً غيره، لكن دائما أفكر أن الزوجة يجب أن تكون فخورة بزوجها، أبكي كثيراً، خاصة عندما يقول لي أهلي إنه صغير السن وغير ناضج، يتعكر مزاجي وأعامله بطريقة سيئة، لا أريد أن أحدثه بذلك حتى لا يفقد ثقته بنفسه.

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

نحلم ونتمنى ونتألم حتى الوصول لأحلامنا، وعندما تأتي النعم إلينا لا نشعر بقيمتها، هكذا الإنسان، قليل العرفان بالخير، عندما يمتلك ما يريد ينظر للمزيد وإذا تمكن من المزيد لا يكفيه، وينظر لما هو بعيد.
الابنة السائلة:
لست في حاجة أن ألفت نظرك إلى أن الخطبة لا تحل حراماً، بل يبقى الخاطب أجنبياً عن المخطوبة حتى يتم العقد بموافقة الولي.
الابنة السائلة:
ما وصفتِ به هذا الخطيب الذي كثيراً ما حلمت وتمنيت كلمة منه بحسب قولك، جعلني أنظر في شخصيتك التي تتصف بالتردد، فكلمة ممن حولك تأخذ بك لأعلى وكلمة من آخر تنزل بك إلى أسفل، فعندما تم الارتباط وعندما امتلكت ما تمنيت بدأت تبحثين عن النواقص والعيوب!
تأثرت بكلام الناس الذين حولوا الفرحة داخلك لآلام، فذلك أيضا يوضح سلبية شخصية لديك، فلم تفكري بمشاعر هذا الشاب وجرحه الذي سيحصده عند الانفصال، لم تفكري غير أن تبهري الناس!
كيف وأنت البنت الجامعية، أين ذكاؤك الذي لم يهديكي إلى الصواب؟، ربما يكون قلة نضجه لعدم خبرته في الحياة، أما الثقافة فأعتقد أن بينكما تكافؤاً في هذا الأمر إذاً فهو ليس بعيب.
فإذا نظرنا لمزاياه أنه إنسان طيب، ومتدين، ويشجعك على فعل الخير، ويعينك أو كما ذكرت تعينون بعضاً على الطاعة، إذن فإن في هذا الارتباط بركة، فالواضح أن داخل هذا الشاب الإيمان والدين، إضافة أن القبول بينكما والمودة بينكما موجودة، هذا الذي يبحث عنه الكثير ولا يجدونه، أنت تركت كل هذه المزايا ونظرت فقط للعيوب!
ثم ما ذكرت من عيوب هي عيوب يمكن علاجها، بالقراءة والمتابعة..
ودعيني أسالك بماذا سيفيدك الأهل عندما ترتبطين فعلا بإنسان آخر تفخرين به أمامهم لكن داخل بيته تظهر حقيقته وتجدين منه أسوأ معاملة، أو تجدين فيه صفات سلبية لم تتوقعيها، ويصعب معه الحياة وقت ذاك..
هل المظاهر الكاذبة آنذلك ستحقق لك السعادة؟!
الابنة السائلة:
هل تتوقعين أن هناك إنسانا خاليا من العيوب؟
عيوب هذا الشاب قد كبرها في عيونك الشيطان عندما علم استسلامك لكلام من حولك، ليعكر صفو حياتك، ويدخل إليك الأحزان والبكاء كما ذكرت.
علاجك أن تبدئي بالنظر إلى عيوب نفسك أولا، وأن تنظري لميزاته، فربما تعرفين ميزاته جيدا.
الناس الذين تبحثين عن رضاهم لن يعيشوا معك، بل الذي سيعيش معك هو هذا المتصف بالدين والطيبة والمودة لك. فاغنميه.
ماذا يفيدك انبهار الناس بمن يرتبط بك، كل هذه أمور دنيا لا تركن إليها إلا النفوس الضعيفة المحبة للمظاهر ليس إلا.
تمسكي بمن يعينك على طاعة الله تعالى، وتجدين منه المودة والألفة ولا تتأثري بكلام من لا يفيدك.
هذه نصيحتي لك، لكنني أيضا أنبهك، أن تقيِّمي الموقف جيداً، وأن تستخيري ربك، وتستشيري أقاربك ومن تثقين في خبرتهم وذكائهم وحبهم لك وحرصهم عليك.
وأكثري من دعاء (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال)..
و(لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)..
حتى يذهب الله تعالى عنك همك ويبدله فرحاً وسروراً.