17 رمضان 1438

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 26سنة، قبل ست سنوات التقيت بشاب أعجبت به وأعجب بي، وكنا نتبادل النظرات من بعيد ولم يسبق لنا أن جلسنا مع بعض.

ومع مرور الوقت تحول هذا الإعجاب إلى حب شديد من كلا الطرفين فهو بالنسبة لي أول حب في حياتي وكذلك بالنسبة له.

تعرضت للتنمر في المدرسة من قبل أصدقائه فتركت المدرسة وأصبحت أدرس في المنزل وهو لم يرض بهذا فكان يأتي كل يوم ويجلس أمام منزلنا لكي يراني إذا خرجت من المنزل ويبيت كذلك الليل بطوله هناك ساهرا مع أصحابه.

اكتشفت أنه مدمن مخدرات وخمر، فأصبحت أتجاهله كلما رايته أو أغير طريقي إذا وجدته أمامي، وهذا ما لم يرق له فكان ينظر لي نظرات غضب ويعتبر أنني تلاعبت بمشاعره.

بقينا على هذه الحال إلى يومنا هذا، هو لا يزال يحبني حتى يومنا هذا، سمعت أنه رغم أنه كان في علاقات مع فتيات أخريات فإنه كان يحكي لهن عني وأنه لا يستطيع أن يصبح جاداً في علاقته مع الأخريات رغم أنه حاول ذلك لأنه لا يزال يحبني.

أنا أيضا لا أزال أحبه حباً جماً ولا أستطيع نسيانه رغم أنني حاولت، وكيف أنساه وهو أول حب في حياتي.

سمعت أنه ينوي الزواج بي لكنه لا يستطيع التقدم لأنه يظن أنني لا أحبه فأنا دائماً أقوم بتجاهله وأشعره أنه لا يعني لي شيئاً.

سمعت من مصدر مقرب منه أنه يعاني كثيرا بسببي وأصبح دائم الحزن، أنا أيضاً أصبحت كئيبة ومهمومة لأنني لا أستطيع أن أنساه وأيضاً لا أستطيع أن أكون معه.

أفكر في الارتباط به لأنني أيضاً لا أستطيع أن أتخيل حياتي بدونه ومن جهة أخرى لا أستطيع الارتباط وقضاء حياتي مع مدمن مخدرات وكحول.

ماذا لو حاولت إصلاحه فأنا لا أرضى له أن يعيش حياة كهذه ولا أريد أن يضيع دنياه والأهم آخرته.

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الابنة السائلة، مشكلتك تتلخص في كونك ارتبطتِ نفسياً بشخص سيئ السلوك، وتريدين الارتباط به وإصلاحه..!

 

قد ذكرت أنه له علاقات بفتيات وأنه شارب للخمر.. ثم ترسلين إلينا تريدين النصيحة في الارتباط به.. هل ترين هذا من الرشد؟!

 

دعيني أستغرب جدا مما بلغ به حال شبابنا وفتياتنا من تشتت وتيه وتشوش في الرؤية والتفكير ما بلغ بفتاة طيبة أن تبحث عن نصيحة لترتبط وتتزوج وتربط حياتها بمخمور مفتون!

 

أيتها الابنة السائلة، من انفصل عن هويته تاه، ومن ابتعد عن منهاج ربه ضل، ومن عاش بعيدا عن نور شريعته عاش في الظلام، ودينك وهويتك وشريعتك يدعوانك لحياة المؤمنين، ويدعوانك بالتالي للارتباط بالصالح المؤمن الرشيد، الذي يعينك على دينك ودنياك، لا الذي يبيعك بكأس خمر أو يخونك كل يوم خيانة فاحشة!

 

أما عن سؤالك كونك تريدين إصلاحه، فهذا مستغرب آخر، فإن طريق الصلاح له علامات، وقد بدأت معه طريقاً بشكل خاطئ، فلا الإسلام يبيح لك علاقة معه قبل الزواج، ولا المبادئ والقيم الإيمانية تسامحك في هذا الارتباط النفسي بشخص منحرف.

 

إن الحفاظ على الدين من مقاصد الشريعة العظمى، وهذا الارتباط الذي تريدينه به تضييع للدين ببعده عن الاستقامة وتغييب للعقل بإدمانه الخمر واحتمالية تأثرك به في شربها وتقليده في إدمانها.. مع غير ذلك من الشرور التي الله أعلم بها.

 

نصيحتي لك ابنتي السائلة أن ترجعي إلى ربك سبحانه بالتوبة والأوبة والاستغفار، وتستعيني بالله أن يقوي نفسك في البعد عن هذا الشاب، وتصلحي مع الله صلحا، وتتركي هذا المنحرف تركا تاما مهما بكى ومهما حاول التقرب منك، فإنه ليس بصادق معك، لو كان صادقا لسارع بتوبة واستقامة لله ولأصلح حاله مع ربه، ولصدق في وعده بالإصلاح.