21 ربيع الأول 1426

السؤال

أريد منهجاً لقراءة الكتب الفكرية؟

أجاب عنها:
الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

الجواب

الكتب الفكرية إما أن تندرج ضمن الكتب الشرعية أو لا تندرج تحتها، فأما التي تندرج تحتها فتشمل عادة رؤى في قضايا معاصرة أو آراء منهجية أو تحليلات متنوعة، ويكون مبنى ذلك في الغالب الاجتهاد في فهم النصوص الكلية والقواعد العامة، ومن ثم يأتي التعليل أو التحليل أو تأتي الرؤية الواقعية على ضوئها. فإذا كانت الكتب الفكرية من هذا القبيل أعني الكتب التي تتناول ما يُسمى بالفكر الإسلامي فإنه يمكن تقسيم هذه الكتب من حيث الدعوة إلى مطالعتها إلى ثلاثة أقسام رئيسة: 1- كتب لا تجوز قراءتها إطلاقاً إلا لكبار العلماء والمتخصصين، وهي كتب أصحاب مناهج الانحراف والأهواء والفتن؛ لأنه لا يميز ما فيها من خير عما اختلط به من الباطل إلا أهل العلم والمختصين، فينقلوا ما فيها من فوائد ويُعرضوا عما فيها من الغثاء. 2- كتب لكتّاب ومؤلفين معروفين من أهل سلامة العقيدة والمنهج فيقرؤها كل أحد ولا سيما من احتاج إلى معرفة ما تعلق الكتاب بموضوعه، مع مراعاة أن كلاً يؤخذ من قوله ويُترك حتى في مثل هذه القضايا. 3- كتب لكتّاب مسلمين لا تخلو من انحرافات خاصة وعامة ويقرؤها من بلغ درجة من الفهم والعلم، وعرف سلامة المنهج وصحة العقيدة، حتى يميّز بين غثها وسمينها، ولا يسمح للمبتدئين بقراءتها حتى لا تؤثر عليهم أخطاؤها؛ لعدم إدراكهم لذلك لقلة بضاعتهم في العلم. ومن أشكل عليه شيء من ذلك فليرجع لمن هو أعلم منه حتى لا تزل قدم بعد ثبوتها. أما إذا كانت الكتب الفكرية غير متعلقة بالفكر الإسلامي أو القضايا الشرعية كالكتب التي تحلل الأسباب التي قادت الغربيين مثلاً إلى هذا الطور من التحلل الأخلاقي، أو الكتب التي تتحدث عن شؤون بعض الأمم فأمر قراءتها أيسر، وإن كنت لا أنصح غير المتخصص – والتخصص يختلف باختلاف الكتاب – بمطالعتها فليس فيها كبير فائدة لغير المختص والأولى الاشتغال بما هو أنفع.