21 جمادى الأول 1427

السؤال

أولادي طيبون، ولكنهم لا يصلون ويعدونني أنهم سيصلون كثيراً، ولكنهم لا يوفون معي بوعودهم.. فماذا أفعل؟!

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: إن تربية الأبناء مسؤولية كبيرة وعبء ثقيل وأمانة مؤداة، قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " ….والتقصير في المسؤولية أو الغفلة عن تلك الأمانة يخرج لنا أجيالاً ضائعة من الأبناء ذاهلة عن واجبها المقدس في بناء أمتها ويخرج لنا مسوخاً من الشخصيات الباهتة التي لا ترفع لواء الحق ولا تدافع عن راية الإيمان وهناك عدة أسس هامة ومؤثرة ينبغي اعتبارها من قبل الوالدين كمبادئ في العملية التربوية الناجحة لا يمكن الاستغناء عنها إذا أردنا تقويم سلوك أبنائنا وتحسين أخلاقهم : أولا : يجب أن يعلم الوالدان أن نجابة الأبناء وحسن أخلاقهم وصلاح نشأتهم إنما هو فضل من الله _تعالى_ ومنّة منه ونعمة يؤتيها من يشاء ويمنعها عمن يشاء ، فينبغي على الآباء والأمهات دائما التقرب إلى الله _سبحانه_ بالدعاء والعمل الصالح رجاء أن ينبت الله أبناءهم نباتاً طيباً ويباعد بينهم وبين شياطين الإنس والجن ويفتح قلوبهم لنور الإيمان ويهئ بصيرتهم لقبول الحق . ثانياً : تمثل المرجعية التربوية حجر الأساس في تربية الأبناء عبر مختلف مراحل حياتهم ، فيجب الاهتمام بتلك المرجعية أيما اهتمام ومثال ذلك: في مرحلة الطفولة الصغيرة .. تمثل الأم أهم المرجعيات التربوية للأولاد فيجب عليها تهيئة بيئة إيمانية أسرية مستمرة وتقديم المتابعة والتقويم الدائمين للأولاد حول سلوكياتهم وأفكارهم ـ مهما كانت صغيرة ـ في تلك السن . وفي مرحلة الصبا .. يمثل الأب ثم المعلم أهم المرجعيات التربوية للأولاد فيجب على الأب تقويم سلوك نفسه أولا ومن ثم تقديم الاهتمام الكبيرفي مراقبة سلوك الابن وبث العناصر المؤثرة في تكوين شخصيته السوية .. وعلى المعلم القيام بذات الدور من خلال أدائه في المؤسسة التعليمية أو التربوية المختلفة . وفي مرحلة البلوغ أو ما يسمى بالمراهقة يمثل الصاحب والزميل والصديق أهم المرجعيات التي تؤثر في الابن ، فينبغي مراقبة ذلك واختيار الأصحاب وتقويم سلوكهم وتقديم النصح لهم وبذل التوجيه واستخدام شتى الوسائل المساعدة في ذلك .. ثالثاً : من حكمة الوالدين أن يحسنا استخدام الحزم ، وأقصد به القرار القوي القاطع ، ولكن ليكن ذلك في موطنه ، وقد بينت لنا السنة الكريمة أن استعمال التأديب بالضرب إنما يحسن في عمر ما بين السابعة إلى الرابعة عشرة من العمر وأن ما قبلها إنما هو توجيه وتعليم وما بعدها إنما هو زجر وحزم ونصح ….. ولا أبالغ إذا قلت أن للحزم فقه وأساليب يفتقد الكثير إلى فهمها وتعلمها .. وأنها لو أحسن استخدامها لأثرت تأثيراً إيجابياً كبيراً . رابعاً : التربية على العبادات كالصلاة والصدقة والدعاء والذكر وغيره تحتاج إلى الدخول عن طريق القلب الذي عن طريقه يوصلنا إلى القناعة التي توجه سلوك الجوارح .. فيلزم تحبيب الأولاد في الصلاة وغيرها من العبادات كخطوة أولى ويستخدم في ذلك مختلف أساليب التحبيب .. كالتذكير بالخير وتيسير الأمر وتذليل العسير وكذلك تعليم الابن أن تلك العبادات هي جولة روحية يناجي فيها المرء ربه بما يحب ويشكو له بما يجد ويسأله ما يريد . ثم تأتى الخطوة الثانية : وهي متابعة الانتظام والمداومة ويستخدم في ذلك التذكر والحزم كما سبق ، كما يحسن التعاون بين المعلم والوالدين وإمام المسجد في تنظيم خطة واضحة المعالم لدفع الأبناء للانتظام في تلك العبادات …. خامسا : البيئة الصالحة لها عميق الأثر في تقويم سلوك الأبناء وتربيتهم على الوفاء بالعهود وصدق الحديث والإيثار وغيره ، وكما أن الأبوين يحاولان أن يهيئا بيئة أسرية صالحة في داخل المنزل فعلى المربين والدعاة أن يهيئوا بيئات صالحة أفرادها متقاربوا الأعمار فيكونون مجموعات صداقة صالحة تحت إشراف مرب خبير بمناهج تربوية مقننه وموجهه . سادسا : نوجه الوالدين نحو الاهتمام بتثقيف أنفسهما في موضوع تربية الأولاد ومتابعة الكتب والبحوث النافعة وعدم الاكتفاء بالخبرات الفردية في ذلك .