30 رجب 1428

السؤال

أنا معلم حلقة تحفيظ القرآن، وطلابي دائماً يتنابزون بالألقاب، وإذا نهيتهم قالوا: إننا نرضى جميعاً بهذا الشيء، وأحدهم قال: (أنا راضي)، مع العلم أن الألقاب ليست مستنكرة جداً ولا محمودة؛ فما الرأي؟

أجاب عنها:
فهد السيف

الجواب

قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ..." (الحجرات: من الآية11). عن أبي جبيرة بن الضحاك رضي الله عنه قال‏:‏ فينا نزلت في بني سلمة (وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ)‏ قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وليس فينا رجل إلا وله إسمان أو ثلاثة فكان إذا دعا أحدهم باسم من تلك الأسماء قالوا يا رسول الله إنه يكره هذا الاسم، فأنزل الله (وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ)‏ رواه أهل السنن وغيرهم، ففي سبب نزول هذه الآية دليل على جواز استخدام الألقاب التي يرضاها صاحبها وليس فيها استنقاص له، أما إذا كان فيها استنقاص له أو تحقير فإنها لا تجوز، حتى لو زعم صاحبها الرضا بها، وهذا من اللمز المنهي عنه، وكذلك إذا لم يكن فيها استنقاص ورضي صاحبها فإن استخدامها جائز شرعا، فإن لم يرض فإنها لا تجوز ولو خلت من الاستنقاص. فإذا نظرنا إلى حال تلاميذك فإننا نحكم على وضعهم أنه جائز شرعا، لتحقق الشروط فيها: عدم الاستنقاص أو الاحتقار، ورضى صاحبها. إلا أن مما ينبغي التنبه له أن الأَولى والذي ينبغي أن يشيع بين تلاميذك هو مناداة الشخص بأحب الأسماء إليه، ومن ذلك استخدام الكُنى، أو استخدام الألقاب المحببة، والتي فيها مديح لهم، بدل شيوع تلك الألقاب التي قد يغضب أصحابها أحيانا وان زعموا الرضى، أو قد تنطوي على شيء من اللمز. ولأجل إشاعة هذا الجو المحبب للنفوس، وترك ما سواه، وليكون القضاء على هذه الظاهرة بالأسلوب اللطيف فإني أنصحك بما يلي: - أن تبدأ من عند نفسك، فتنادي تلاميذك بكُناهم، أو بألقاب محببة فيها مدح وثناء، وتكثر من ذلك، حتى يكون سجية عندك، وعند من يسارع بالتطبيق. - أن تشعر تلاميذك بهذه الرغبة منك، وأن الأَولى استخدام أحب الأسماء. - أن تعطيهم دروسا أو نصائح ومواعظ في الآداب الإسلامية كآداب المزاح، أو تفسير سورة الحجرات، التي احتوت على جملة من الآداب يليق بالمسلم التخلق بها، لا سيما طالب القرآن. - أن تسألهم عن أحب الأسماء إليهم إذا خفي ذلك عليك، لتشعرهم بأهمية الموضوع لديك. نسأل الله أن ينفع بك الإسلام والمسلمين، ويعينك على تربية أبنائهم التربية الصحيحة.