4 ربيع الأول 1429

السؤال

انتقلنا إلى منزل جديد في حيّ يبعد عن الحي القديم، وأردنا نقل ابننا إلى مسجد قريب
ولكنه يرفض تمامًا، كيف نقنعه بالانتقال للمسجد الجديد؟

أجاب عنها:
فهد السيف

الجواب

أسأل الله –سبحانه- أن يبارك لكم في منزلكم الجديد، وأسأله –جل ذكره- أن يصلح لنا ولكم ذرياتنا.
انتقلتم إلى منزل جديد، وأردتم أن تغيّروا حلقة ابنكم إلى المسجد الجديد القريب من منزلكم الجديد، لكنه يرفض ذلك ويريد البقاء في حلقته القديمة، وتسألين كيف يمكن إقناعه بالانتقال؟

وللإجابة على مثل هذه الاستشارة نحتاج إلى معرفة بعض المعلومات التي قد تفيدنا في الإجابة، مثل:
1-معرفة عمر ابنك.
2-مستوى الحلقتين تعليميًا وتربويا.
3-إمكانية توصيله للحلقة الأولى.
4-سبب تعلقه بحلقته الأولى.

ولهذا فإنني أكتفي بإجابة عامة أرجو أن تَجِدي فيها ما تبحثين عنه.
أقول -مستعينا بالله-في عدة فقرات:
1- إن كان ابنك صغيرًا ولم يصل مرحلة المراهقة بعد، فإن إقناعه أسهل من المراهق الذي يشتد تعلقه برفقائه، وقد لا يكون –أحيانا-من الحكمة إبعاده عنهم بالقوة، لا سيما وأن في كل الحلقتين خير –إن شاء الله، ولا بأس باستخدام أسلوب الحوار والإقناع، وفي حال كونه صغيرًا فيمكن التفاهم مع مشرف حلقته الأولى أن يشعره أن الحلقة مخصصة لأبناء الحي، وأن مستوى الحلقات متقارب، وأنه سيجد له أصدقاء جدد في حلقته الجديدة قد يكونون أفضل من أصدقائه في حلقته القديمة، هذا إذا كانت المصلحة تقتضي انتقاله لحلقته الجديدة، فإذا لم يبد استجابة لهذا الطلب، فإن إلحاقه بالحلقة الجديدة حتى لو لم يقتنع تماما سيجعله مع الوقت يتأقلم، ثم ينسى حلقته القديمة، ومثل هذا متكرر في تغيير الفصول الدراسية في المراحل الابتدائية، أو المدارس، والأهم أن يستشعر الابن أنه لا مجال للتراجع أو تغيير الرأي، لأنه إن أحس بتردد في الرأي فسيصر على رأيه لعله يتغلب على ترددكم، فاحزموا أمركم أمامه، وحين يقرأ في أعينكم الجد والصرامة فإنه سيسير وفق رأيكم، وقد تقتضي حالة ابنكم وطبيعة علاقاته إلى شيء من التدرج في فك ارتباطه بالحلقة الأولى، كأن يتم إلحاقه بالحلقة الجديدة في الحفظ مع بقاء علاقة أسبوعية في الحلقة القديمة لمدة معينة، حتى إذا بدأ في التعرف على طلاب الحلقة الجديدة ينقل إليها ولو متدرجا، أو ينقل إليها لمدة أسبوع عله يتكيّف معها.
فإن كان سبب عدم رغبته في الحلقة الجديدة طريقة وأسلوب التعليم، فيمكن إلحاقه بحلقة ثالثة قريبة منكم تشابه طريقة حلقته الأولى، فالمهم إذًا أن نعرف سبب عدم رغبته في الحلقة الجديدة.

2- إذا كان مستوى الحلقتين تعليميًا وتربويا متقاربا، فإن مصلحة بقائه في حلقته الأولى قد تفوق مصلحة انتقاله للحلقة الجديدة، لا سيما وأن تأقلمه مع الحلقة الجديدة غير مضمون النتائج، وإن كانت حلقته الأولى أفضل فإن التضحية بشيء من الجهد من أجل تعليم وتربية أفضل هو المتعين، أما في حال كون حلقته الجديدة هي الأفضل، فإننا نعود إلى ما قلناه في الفقرة الأولى.

3- إذا كان توصيله لحلقته الأولى متعذرًا فإنه لا يوجد لكم ولا له خيار في هذه الحال، وعليه أن يختار لنفسه حلا يقدر وتقدرون عليه، أما إذا أمكن ذلك ولو بشيء من الجهد، أو دفع مبلغ مالي يحل المشكلة، أو الاتفاق مع بعض زملائه في حلقته القديمة إذا كان كبيرا وكانوا موثوقين أو أحد معلميه للقيام بتوصيله لحلقتهم، وكان الأَولى أن يذهب للحلقة الأُولى فإن الأفضل لنا أن نسايره ونلبي رغبته.

4- ينبغي أن نحاول التعرف على سر تعلقه بحلقته الأولى، فإن كان لمجرد الصداقات، فينظر في أمر الصداقات، إن كانت جيدة فهذا يرجح لنا بقاءه فيها، وإن كانت دون ذلك، فهذا يرجح لنا تغيير حلقته، يمكننا إقناعه بتغير الصداقات المستمر مع مرور ا لسنين، أما إذا كان لتعلق شديد بشخص أو أكثر من طلاب الحلقة، وحتى من معلميها، فإن الأَولى تغيير حلقته، والتعلق يكثر في صفوف المراهقين.
أسأل الله يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه، ويصلح أبناءنا ويهديهم إلى سواء السبيل.