التفريق بين صلاة القيام وصلاة التراويح في رمضان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد. فمما اشتهر في هذه الأعصار التفريق بين صلاة التراويح وصلاة القيام في رمضان في الإسم والحقيقة !
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد. فمما اشتهر في هذه الأعصار التفريق بين صلاة التراويح وصلاة القيام في رمضان في الإسم والحقيقة !
يبدو اليوم في التصور الإسلامي اختزالاً للحياة برمتها، من بداية الحياة إلى منتهاها، والليل من الموت حتى النشور.
يبدأ اليوم بحياة وانبعاث ونشور، وينتهي بوفاة ومصير.
{ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [الزمر: 42]
الأحاديث الواردة في النهي عن استدامة المصلي الصلاة في مكان المكتوبة
1- عن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لا يصلي الإمام في مقامه الذي صلى فيه المكتوبة حتى يتنحى عنه ». رواه أبو داود وابن ماجه([1])
تتحسن حال كثير من المسلمين في رمضان من حيث إقبالهم على الاستقامة والتدين، وتتضاعف مجهوداتهم في العبادة وفعل الخيرات وترك المنكرات.
لكن الملاحظ أن هذا السلوك الشرعي الذي يقترب بالإنسان من واقع العبودية الذي خلق الله الحياة والموت من أجل تحقيقه.. هذا السلوك سرعان ما يتغير أو يتراجع بعد رمضان؛ فينقص عدد الصفوف في المساجد، وتتضاءل مشاهد التقوى، ويهجر القرآن، وينسى الصيام، ويروج سوق المعاصي المليء بسلع الآثام..
أمر يتكرر في كل عام في رمضان , ويلاحظه كثير من المسلمين المصلين , ويشكل في رأيي تحديا لكل الدعاة إلى الله تعالى والمرشدين والمعلمين , لما ينجم عنه من تضييع لدرس عظيم من دروس رمضان الكريم , بل يعتبر مرضا خطيرا يعبث بجسد الأمة وينذر بإضعافه وإهلاكه , فما هو هذا الأمر يا ترى ؟
منذ أن شرع الله _تعالى_ صيامه وخصه بفضائله، شكّل شهر رمضان المبارك، مدرسة متواصلة ومستمرة لتربية الأجيال وتهذيبهم ، تصقل في كل سنة نفوس الناس، وتزودهم بشحنات إيمانية، تلهمهم معاني الدين الحنيف، وتثبت في نفسهم صفات المسلم الحق .
وطالما بقي هذا الشهر مدرسة للمسلمين في كل مكان وزمان ، وجب على الآباء والأمهات اغتنام الفرصة؛ للعب دور أساسي وهام في توظيف هذا الشهر ، طلباً للوصول إلى أسمى درجات الأخلاق للعائلة، وأملاً في الحصول على الأجر المضاعف من المولى _عز وجل_.