16 رمضان 1439

السؤال

كنت متزوجاً بامرأة ورزقني الله منها طفلاً ثم اغتربنا أنا وهي وحدثت مشاكل ثم اتفقنا على الطلاق..

وعند الطلاق سألت عن مصير ابني منها قالت لي: إنها لا تريد حضانته وتركته لي!

وزاد الوضع سوءاً عندما اتجهت إلى أن أتزوج بزوجتي الحالية لم يستطع ابني التكيف في بيت زوجتي على الرغم من معاملتهم الحسنة له وذلك بسبب الصورة السيئة التي قامت أمه بزرعها في تفكير ابني عن زوجة أبيه (ابني الآن عمره 10 سنوات)..

فقمت بنقل ابني إلى بيت والدي ووالدتي للعيش معهم حتى انتهاء السنة الدراسية لكن ابني يرفض أوامر جده وجدته بالمذاكرة ويتحايل عليهم..

سؤالي الآن: أنا الآن لو قررت النزول لمتابعة ابني وتربيته أضعت كل ما أتحصل عليه في غربتي، مع العلم أني لا أقصر معه مادياً، وأشعر أنى لو تنازلت عن وظيفتي الحالية سأكون ظلمت نفسي وأهلي وظلمت باقي إخوته من حقهم في المسكن والعيش.. هل أنا مخطئ؟

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فلي مع سؤالك وقفات:

- أختلف معك في تركك لأهلك وولدك للعمل وجمع المال إلا إذا كنت مضطراً.

 

- فترك الأسرة ضار عليهم بأكثر من معنى وأكثر من وجه.

 

- فإما أن يسافروا معك أو أن تعود إليهم، أو على الأقل أن تتابع النزول إليهم متابعة قريبة وهو أقل الخيارات.

 

- حالة ولدك وعمره والظروف التي مرت به تجعلني أؤكد عليك الاهتمام به ورعايته وهو قريب منك غير بعيد.

 

- وجود الولد مع والديك يعرض الولد لأصدقاء السوء ولتاثير الأغراب، فكبار السن غير مؤهلين صحياً للمتابعة عن قرب.

 

- أولى الخيارات - بحسب ما قصصت علينا – أن يسافر ابنك معك، خصوصاً وأنت قد اصطحبت زوجتك في سفرك معك.

 

- ولئن كان ابنك سيجد صعوبات في التكيف وستجدون أنتم منه أيضاً بعض الصعوبات، فإن ذلك هو أقل الخيارات التي طرحتها ضرراً على ولدك؛ إذ ستستطيع مراقبته ورعايته وملاحظته تجاه أخلاقه وأصحابه ودينه ودراسته..

 

- وأنبهك أن سن ولدك هذا حساس، يحتاج مزيجاً بين الرفق والصحبة، مع الحزم عند التجاوز، لكن بحكمة شديدة.

 

- وأما مشكلة ما تبثه زوجتك فيه، فاستعن على ذلك بوسيط خير يطلب منها تعديل ذلك بالأسلوب الحسن لتحسين تربيته، مع توجيهك للولد بطريقة طيبة لا يشعر فيها بغضبك من أمه ولا خصومتك لها.

 

- وأوصيك بالصبر على ولدك، وأوصي زوجك بذلك، وأن تحتسب ذلك، وبالرجاء لله سبحانه ودعائه.