كلمة المسلم

آلَ الحوار الفلسطيني/ الفلسطيني في القاهرة إلى طريق مسدود، في الجولة الثالثة، التي خُصصت للقضايا الأشد حده، وهي:قانون الانتخابات الجديد، والتزام تركة إملاءات واشنطن وتل أبيب المسماة برؤية اللجنة الرباعية الدولية أو خارطة الطريق، وتأسيس مرجعية مؤقته بينما يتم الاتفاق على أسس إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية لتصبح-عن جدارة-الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.
لقد أثبت الغارة عدة أمور، نرجو ألا تفوت على ساستنا العرب، وهي أن أجواءنا وبلادنا مستباحة للأعداء، وأن ما تقوله "إسرائيل" هو ما ينبغي على الإعلام الغربي أن يروجه، وأن ضرب إيران لا يتم إلا في السودان.. أو في أي بلد سني آخر!!
لدى كثير من الجماهير العربية كانت القمة العربية في سياق الفشل الطبيعي لها، ولم يكُ كثيرون ينتظرون منها شيئاَ أو يتطلعون إلى تحقيق مفاجأة ما، إلا إذا كان البعض يتوق إلى مشاهدة بعض الطرائف السياسية
النتائج التي أعلنت في أنقرة إنما جسدت في الحقيقة تأثراً ما بالنظام الاقتصادي العالمي الذي جرف برعونته الفقراء وخرق أسيجة العدالة والتكافل التي كان يقدمها لهم نظام عادل كالنظام الإسلامي عندما كان يحكم نصف الأرض أو قريباً من ذلك، ولم يكن أمام أي مصلح "واقعي" إلا أن يمر عبر أطر وقنوات سياسية من الممكن أن تجعله يقوم بشيء من العدالة وقدر من التنمية لدفع الضرر عن شعوب مهيضة
المظاهرات الحاشدة تجتاح عواصم كثير من الدول في القارات الخمس، وهي تضم ملايين الساخطين الذين أصبحوا ضحايا لما قيل: إنها أزمة مالية تمسّ أمريكا بالدرجة الأولى والاتحاد الأوربي بالدرجة الثانية!! لكنها مثل كرة ثلج تهبط من قمة جبل شاهق سرعان ما يتضاعف حجمها وتتزايد سرعتها
حتى هذه اللحظة لم يتقدم الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة بترشيحه لخوض الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 9من شهر إبريل المقبل!!لكنه-ويا للمفارقة!!-هو الشخص الفائز في تلك الانتخابات!!
سنفترض-جدلاً ولبيان حجم الكارثة-أن العلمانية ليست نبتاُ خبيثاً مستورداً.
"إسرائيل" تتراجع عن إبرام صفقة مع حماس بشأن جنديها المأسور جلعاد شاليط، وحركة فتح لم تنجح في عقد اتفاق مع الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة 67 لتقاسم السلطة ومنع الانقسام الفلسطيني.
لماذا لم تلق الأضواء على الصفقة الأبرز التي أبرمت على عجل ثم ألغيت بعد سيل من الانتقادات البرلمانية، ونقصد بها الصفقة التي أبرمتها مع شركة داو كيميكال (Dow Chemical) الأميركية شركة الصناعات البتروكيماوية التابعة لمؤسسة البترول الكويتية، والتي لا نعرف على وجه الدقة حجمها المالي الذي تحدثت فيه أنباء عن تقديره بـ 17.2 مليار دولار
بعد أن هدأت الأوضاع بالبقيع على إثر أعمال العنف والتجاوزات الشرعية التي بلغت حد محاولة نبش قبور الصحابة رضوان الله تعالى عليهم من قبل الطائفة الشيعية
هي مسرحية يمتزج فيها الضحك بالبكاء، لما تتضمنه من مهازل مأساوية، أو مآسٍ تدمي القلوب. إنها "حفلة"مناقشة ما يسمى البرلمان العراقي لميزانية "الدولة" للعام 2009م!!
على طريقة أفلام رعاة البقر الأمريكية الشهيرة: عمر البشير مطلوب حياً أم ميتاً، أصدر المدعي العام بمحكمة الجنايات الدولية أمره باعتقال الرئيس السوداني لاتهامه بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور السوداني!!
جاء قرار المغرب قطع علاقاته مع إيران بمثابة مفاجأة لنظام ملالي قم وكذلك لمختلف الدول والقوى السياسية في المنطقة. فالهدوء والصبر هما الأصل في دبلوماسية الرباط باستثناء قضية الصحراء الغربية التي تعد ركناً أساسياً في أمنه الوطني المباشر. كما أن البلدان العربية بعامة دأبت على الاستكانة وعدم التصدي الحازم لممارسات جمهورية خميني ولا سيما بعد سقوط العراق واستئساد طهران وتغلغل مخالبها إقليمياً على حساب الدول العربية جملة وتفصيلاً.
في القرآن الكريم عن اليهود: "يخربون بيوتهم بأيديهم".. والمؤسف أنه قد صارت هذه حالة كثير من الدول العربية والإسلامية التي تفتأ تقصر في ترميم بيتها حتى يعمد الغريب إليه فيهدمه.
أأدركتم إذن، واضعي التقرير، لماذا أحجمت الشعوب عن "قنواتكم الشرعية" لأموال تعهدت أمريكا أن تصل معظم أموالها لدعم الأمن لدى عباس؟! أأدركتم كم كانت الشعوب أذكى منكم، فلم تقع في فخ دعم الفاسدين ومقاولي الأسمنت لمستوطنات القدس والجدار العازل؟! أعلمتم لماذا أنتم في واد، والشعوب في وادٍ آخر؛ فلتنفقوا أموالكم..
نحن لا نرجو حماية ولا مساعدة من أعدائنا الأصليين، ولا نتوقع منهم إلا كل شر، وتقاسم لكعكتنا مع نظام طهران، ولا ننتظر رد فعل في البحرين لم يتحقق من قبل إزاء انسياب الحرس الثوري الإيراني في كل من العراق وأفغانستان ولبنان وتسلطه على السنة هناك، في البحرين، وإنما ننتظر من أمتنا الإسلامية والعربية أن تفيق، وتدرك أنه لن يحارب أحد باسمها، ولن يدافع عنها إلا أبناؤها
ما منصف يشك في أن الاستفزازات الأخيرة التي قام بها الرافضة لرجال الأمن والمواطنين في المدينة المنورة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، فالشغب على أهل الإسلام ديدنهم منذ ظهورهم على يد ابن سبأ، شريطة أن يستشعروا قوة-حقيقية أو موهومة!!-في أنفسهم
الاستهزاء اليهودي الخبيث بالمسيح عليه السلام وأمه البتول مريم، ليس خبراً، وفقاً للاعتبارات الإعلامية السائدة!! فما أقدمت عليه القناة العاشرة في تلفزيون الكيان الصهيوني ليس بجديد، وإنما هو استمرار لممارسة تقليدية يهودية عمرها عشرات القرون.
القوى الخارجية المعادية لا تعدم وسيلة جديدة تستخدمها ضد هذه الأمة، قيماً وأفكاراً وأخلاقاً وسلوكاً واقتصاداً وما إلى ذلك، ومن ثَم، يبدو التحدي كبيراً، ويستأهل جهداً مكافئاً، يأمل الجميع في أن تكون تلك بدايته ومنارة طريقه.
في المأثورات الشعبية العربية، أن الناس لا ترى اللصوص عندما يسرقون، لكن أمرهم يُفْتضح حين يقتسمون المسروقات فكل منهم يريد نصيباً أكبر من شركائه في الجريمة.