10 رمضان 1424

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته <BR>أنا شاب لم يتعدى عمري الثانية والعشرين منّ الله على بالهداية منذ الصغر وأسأل الله الثبات حتى الممات , والإخلاص في القول والعمل , ومنذ بضعة أيام تقدمتُ لخطبة فتاة في نفس السن , ولكن بعدما تقدمت لخطبتها ورأيتها وأنا في حيرة بالغة , فأنا قبل أن أذهب لخطبتها حددت المواصفات التي أبغيها في زوجتي المنتظرة من حيث مستوى التفكير ومن حيث مستوى الالتزام وأيضا من حيث مستوى الجمال , والذي حدث أني لم أجد ما أطلبه في هذه البنت فتفكيرها ليس كما أريد لأني أريد فتاة تفكر بعقل الرجال كي أستعين بها على نوائب الدهر , وأيضا من حيث مستوى الجمال ليس كما أريد , أما من حيث مستوى الالتزام فهي في بداية الالتزام بدين الله , لكنى أشهد بأنها طيبه القلب وفيها صفات طيبة عديدة , وقد كنت نويت أن اصرف نظري عن خطبتها , ولكن بلغني أن هذه الفتاه فرحت فرحا كبيرا عندما تقدمت لخطبتها وصارت تضع آمالا وتهيئ نفسها على زواجي منها وقالت إنها وجددت فيّ صفات كثيرة تريدها , <BR>وأنا الآن والله يا شيخ في حيره , فأنا لا أريد أن أجرح مشاعرها ولا أتسبب لها في أي ضرر وخصوصا أن سنها أصبح كبيرا نوعا ما بالقياس بمستوى زواج الفتيات عندنا , فلو علمت أنى رفضتها فسوف يكون ذلك له أثر كبير على نفسيتها , ويا شيخنا كلما تفكرت في حالها عند سماعها خبر رفضي لها تألمت لحالها المتوقع بعد سماع هذا الخبر , فهل أقبل زواجي منها وأحتسب ذلك عند الله ؟ أم أنى اصرف نظري عنها , وأذكركم يا شيخنا أن مستوى تفكيرها و مستوى جمالها ليس كما أريد , ولكنها ليست بالدميمة المنفرة , فبالله عليك يا شيخنا انصحني نصح المحب , ماذا أفعل ؟ هل أكمل معها ؟ أم ماذا ؟<BR>وأنا لم أتقدم باستشارتكم إلا لثقتي في نظرتكم التي تجمع بين الجانب الشرعي والجانب التربوي الواقعي .<BR>وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله .<BR>

أجاب عنها:
عبدالعزيز الجليّل

الجواب

الحمد لله وبعد، فإن الزواج عِشرة طويلة تقوم على المحبة والسكن النفسي ولذا فلا تصلح المجاملة فيه. والذي أنصح لك به أن تستخير الله عز وجل فهو علام الغيوب وهو الذي يعلم ما ينفعك وما يضرك، فصَلِّ ركعتين ثم ادع بدعاء الاستخارة وفوض أمرك إلى الله تعالى ليختار لك الأصلح، وإذا وجدت نفسك محجمة عن الزواج بهذه المرأة فصارحها - من غير خلوة - وطيّب نفسها وعالج الأمر معها بلطف وأسلوب حكيم، وانصحها أن ترضى بقدر الله تعالى، ولعل في الأمر خيراً وادع لها بأن يسخر لها من هو خير منك.