رصد الإعلام
المضحك المبكي في هذه المسرحية بين الكذاب الأشر والمذيع قليل الحيلة، تجلى في التعليق على استقالة عضوين في ما يسمى "مجلس الشعب" السوري، وهما من محافظة درعا التي كان لها شرف إطلاق الثورة السورية على الظلم والنهب والطائفية. فقال –فُضّ فوه-: إن النائبين المستقيلين خائنان وأنهما من عائلة أبا زيد التي تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين!!!
يصعب على المراقب الموضوعي أن يحيط بالصورة المتكاملة لما يجري في سوريا من الناحية الإعلامية مثلما تتعذر الإحاطة بمجريات الأحداث على الأرض، فنحن أمام نظام لديه إمكانات ضخمة -ثروة البلد كلها في يد شخص يوزعها على عائلته الصغيرة- وتدعمه وسائل إعلامية عميلة خاصة في لبنان وإيران (قناة المنار وقناة العالم...) فضلاً عن إعلام سوري
ينبغي لنا أن نتنبه إلى مخاطر هذا الإعلام بما يهدد ثورة 25 يناير، ما لم نضطره إلى أن يعمل على تحقيق التجانس بين المصريين، ليكون إعلاماً بنّاءً وليس هداماً، ينشر التنوير الحقيقي وليس الفتنة المزعومة، يعمل على توعية المشاهدين وليس إثارتهم، يسعى إلى نيل حرياتهم، ولا يعمل على تكميم أفواههم بوسائل وأساليب جديدة
إن التواطؤ البشع بين النظام التابع لملالي قم وفضائيات "الرأي والرأي الآخر"، أتاح لنظام تمديد الهلال المجوسي إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط، أن يسوّق كذبه الواهن عن "المندسين" بين المحتجين السوريين، وعن المؤامرة المزعومة والفتنة الطائفية المفتراة!!
لقد سقطت القناة سقوطاً مدوياً في موقفها المناوئ المفضوح من ثورة الشعب السوري المندلعة منذ منتصف شهر مارس (آذار) الجاري، حتى إن الجمهور غير المتخصص لاحظ هذا السقوط وتحدث عنه في كل مكان أتيح له التكلم فيه، بما في ذلك قناة الجزيرة ذاتها!! ولو أن الفرصة فيها شديدة الضيق، مع التنبه إلى حجم الخجل لدى مذيعيها ومدى حرجهم من سياط المتصلين
ظن رائد دعاة التنوير أنه عندما يتولى حقيبة وزارة الثقافة المصرية فإنه سرعان ما يشيع في المبدعين وجموع الرأي العام روح الاستنارة الزائفة التي يتبناها، وظل طوال سنوات عمره يروج لها، وإذا به يفاجأ بهجوم واسع النطاق ليس من معارضيه، ولكن من أبناء مدرسته من العلمانيين ومن يسمون أنفسهم أيضا بالتنويريين لقبوله منصباً وزارياً في نظام يمارس القمع ضد شعبه، ويكيل لهم صنوفاً شتى من العذاب، وذلك تماشياً مع ثورة مصر الشعبية، فيما كان يوصف صمتهم قبل قيامها بأنه صمت يشبه صمت أصحاب القبور
إن كثيراً من وسائل الإعلام الغربية التي تصطنع وجاهة زائفة أسهمت في رسم صورة وردية كاذبة خاطئة لأولئك الأقزام العملاء، من شكل ديموقراطي يعلم الجميع أنه كائن خرافي يشبه الغول والعنقاء
إن الجيل الحالي من الطواغيت فظيع حتى إنه غير مسبوق في كل مخازيه وبيننا وبين من يخالفنا التاريخ كل التاريخ!! فالحمد لله أن الشعوب بدأت تستيقظ من سباتها وتغلبت على خوفها وباتت تثق –بعد الله عز وجل- في قوتها الناعمة التي توهن كيد الطغاة وتجعل نظم القمع بيوتاً أوهن من بيوت العنكبوت
إنه التناقض الواضح، الذي يبدو بين عشية وضحاها، بين جهات حرصت على منع الجمهور من مشاهدة ما كان يود ومحبب إليه مشاهدته، وبين سطوة القرار السياسي، الذي كان يسعى إلى إفساد كل شئ، بما فيه المجال الإعلامي
إن الإعلام سلاح ذو حدين، لكنه بعد أن دخل مرحلة الجماهيرية في صنعه وليس في استهلاكه فقط، غدا سلاحاً في أيدي الأحرار والشرفاء وأصحاب المبادئ، يؤلب الرأي العام العالمي على الظلم والظالمين، بصرف النظر عن موازين القوة الأخرى: العسكرية والمالية
يسعنا الجزم بأن المحطة المذكورة لم تعد تخفي حقدها، ربما بتأثير تقهقر المواقف الرسمية الإسلامية، واستشراء التطاول المتعمد على الإسلام ورموزه، وبسبب تزايد الكوادر الصليبية الوافدة من بيئات نصرانية عربية الأصل
إنَّ اليهود قوم لا يُتقنون إلاَّ أساليب القتل والإهانة لغيرهم، وإجبارهم على العيش تحت حُكمهم بذلَّة وهوان، ولعلَّ ما رأيناه في أحداث حربهم وغزوهم لغزَّة العزَّة الصامدة، إلا تأكيداً على أنَّهم يعشقون القتل حتَّى للنساء والشيوخ الرُكَّع والأطفال الرُضَّع؛ بل البهائم الرَّتع لم تخل من بطشهم وإجرامهم
إن الطغاة يتجاهلون الحقائق الدامغة التي يراها عامة البشر، ومنها السنَّة الإلهية الماضية في التدافع بين الخير والشر، ومن السنن التي يتعامى المستبدون عنها سنة التداول والتغيير فالبقاء لله وحده
ها هو عون يستغل تفجير كنيسة بمدينة الإسكندرية ليفتري الكذب على مصر وشعبها ورئيسها، فيدعي أن نصاراها مظلومون، مع أن العكس هو الحقيقة الثابتة للعيان، حتى إنها أخذت تستفز جمهور المصريين البسطاء!!
فلا يزايدن أحدٌ علينا، فنحن ننكر تفجير معابد النصارى وغيرهم من أهل الذمة، تديناً لا سياسة فليس في ديننا تقية والحمد لله وحده. ولا نقبل لهذه الأفعال أي تبرير لأنها محرمة شرعاً، بصرف النظر عن الأوضاع والأحوال بما فيها تطاول بعض القوم على مقدساتنا!!
إن الإجراءات المصرية بإقفال مزيد من القنوات الإسلامية بددت أي حلم كان يتمناه مالكو هذه الفضائيات وجمهورها العريض من أبناء الأمة العربية والإسلامية بعودة هذه القنوات من جديد، في الوقت الذي لا تزال فيه القنوات الهابطة وفضائيات التنصير تسرح وتمرح وتنشر سمومها كالأفاعي
إأن الأقلام الملتزمة بمنهج الإسلام، تفردت بالصدق والاستقامة من قبل ومن بعد، فهي رفضت صداماً وهو في ذروة قوته لأنه لم يحكم بما أنزل الله، ولأنه ظلم شعبه. لكن هذه الأقلام النظيفة دافعت عن الرجل يوم أصبح التخلص من حكمه ذريعة للعمالة للغرب الصليبي والشرق المجوسي، ومتكأ لاحتلال بلاد الرافدين ومهب ثرواتها وإذلال أهلها
من الضروري لنجاح أقسام الاستشارات ضمان سرية معلومات صاحب الشكوى وعدم السماح بأي شكل من أشكال التواصل معه إلا عبر الإنترنت والحرص على عرض المشكلة على المستشار بدون معلومات عن صاحبها والاحتفاظ بها لدى إدارة الموقع لمعاودة إرسال الاستشارة إليه
فمواقع الاستشارات على الإنترنت يسرت كل غال وجعلته رخيصا ووفرت لكل صاحب مشكلة مَنْ يَرُد عليه بشكل مستتر دون أن يخشى افتضاح مشكلته أو وجيعته أو كشف عورته وخطيئته.. مجرد رسالة يرسل بها من يريد مشكلته وينتظر الحل فيأتيه من خبراء في علم الاستشارات والاجتماع أو علم النفس بدون أن يجرح أحد مشاعره أو يتعرف عليه فيسبب له حرجاً!