رصد الإعلام
إن الحرب الصهيونية والغربية الشعواء على الإعلام الإسلامي والمقاومة, لهي دليل قوي على أهمية وخطورة الدور الذي يقوم به الإعلام, وليس أدل على هذا من محاولة إغلاق فضائيتين إسلاميتين فى شهر واحد, ولخطورة دور الإعلام؛ فإن اللوبي الصهيوني يسيطر على وسائل الإعلام الغربية ويفرض رقابة صارمة على كافة وسائل الإعلام هناك
قبل أيام قلائل كان العوا ضيفاً على قناة بي بي سي العربية، فدافع عن إيران دفاعاً عاطفياً لا يليق بمثله حتى لو كان صواباً، لكنه تجاوز ذلك لينكر على الآخرين أن يخالفوه -مع أنه ذو صدر رحب إزاء مخالفيه في الدين!!-، فقد ادعى بجراءة لا يحسد عليها، أن منتقدي معشوقته إيران ليسوا سوى ذيول للصهيونية والاستعمار!! ثم ساق الاتهام العشوائي نفسه -وهو رجل قانون!!- لكل من يحذّر من حملات التمدد الشيعي في بلده مصر!!
ليس يشك عاقل في أن دعاة الإسلام أفادوا كل الإفادة من ثورة الاتصالات والمعلومات، فهم ما قبل الفضائيات والإنترنت كانوا مقموعين وكان التعتيم عليهم شاملاً وأفواههم مكممة. وكان أهل الباطل ودعاة الضلالة يرومون توظيف التقنيات الجديدة لمزيد من الحرب الجائرة على الله ورسوله جرياً على عادتهم، لكن المكر السيئ حاق بأهله
والجميل في مبادرة الشباب المؤمنين انسجامها مع المنهج الإسلامي البهي، الذي يتصف بإيجابية تقديم البديل الطيب عن المنكر الخبيث الذي يمنعه، فهلا تعاون العلماء والدعاة ورجال الإعلام والأدب على مؤازرة الدعوة الكريمة، وهلا جعلنا من المبادرة وتقديم البديل الطيب مبدأ نطبقه في سائر الأحوال والأوضاع المشابهة؟!
نعترف لقناة الحوار بأنها قناة خير في الجملة، لكننا لا نسلّم للحوار ولا لغيرها بالبراءة من النقص اللصيق ببني آدم ويشمل الخطأ والنسيان والغفلة.... ومن هنا يأتي إحسان الظن بالقائمين عليها بأنهم يقبلون نصحنا وأنه لن يغضبهم حتى لو تبين أنه في غير محله، فالحكمة ضالتنا جميعاً وأينما وجدناها أخذناها
أفليس مما يجعل الحليم حيراناً، إباحة القمرين العربيين لعشرات من قنوات البغضاء التي تبث الحقد المجوسي في بيوت المشاهدين العرب، على مدار الساعة؟ وفي المقابل يتم التضييق بكل السبل الممكنة على قنوات الدعوة الإسلامية، بالرغم من شح مواردها وضآلة إمكاناتها المادية والبشرية. ويكفينا نموذج واحد طازج هو وقف بث قناة الرحمة على القمر المصري نايلسات تنفيذاً لأمر أصدرته محكمة فرنسية ضد القناة!!
لقد أفسحت، تونس نيوز، في مسيرتها المظفرة الناجحة المجال لكل الآراء. ودارت نقاشات مستفيضة وأحيانا كانت متوترة، وخارجة عن نطاق اللياقة، وهذا شيء مفهوم من أناس قادمين من بلد تحكمه الدكتاتورية منذ أكثر من نصف قرن، وهي قد خَلَفَتْ ديكتاتوريةً استعمارية مقيتة، تصرفت بعنصرية كريهة حيال الشعب التونسي بل نحو شعب المغرب الإسلامي قاطبة
إنها حلقة غريبة جرى فيها استبعاد الرأي الآخر، وهو ركن ركين في شعار الجزيرة التي تؤكد دائماً أنها منبر الرأي والرأي الآخر. فالحلقة موجهة وتكاد تصبح إعلاناً مدفوع الأجر للجهة المناوئة للمحكمة الخاصة بمقتل الحريري ورفاقه
لم يأت تفکير نظام ولاية الفقيه بدول الخليج اعتباطا أو لمجرد الصدفة، وإنما لکون هذه المنطقة تعتبر شريانا حيويا للعالم مثلما يمکن اعتبارها قلب ورئة الوطن العربي، وأن السيطرة عليها أو التحکم بها من جانب أو جوانب محددة، يمکن أن يعطي للنظام الإيراني قاعدة أساسية وليس مجرد موطئ قدم يناور و يسايس و يراوغ من خلاله
أفلا يعلم الأحمري أن خير مجتمع عرفتْه أو سوف تعرفه الإنسانية أي مجتمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كان فيه انقسام جذري بين المؤمنين والمنافقين، ورد في عشرات الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، وأجمعت عليه الروايات الصحيحة للسيرة النبوية المطهرة، حتى بات معلوماً منها وعنها بالضرورة؟
فكيف يتبنى الإعلام الرسمي توجهات لا تخالف التوجه الرسمي فحسب، وإنما تتناقض معه جذرياً، فهل هنالك عملاء لإيران في صفوف القائمين على الإعلام الحكومي أم أن ذوي الميول التغريبية يسعون إلى دعم التشيع لأنهم لا يناوئون سوى الإسلام الصحيح المستمد من القرآن العزيز والسنة الشريفة؟ ولماذا لا يتم إبعادهم عن مواقع التأثير ما داموا يخدمون مخططات أعداء الدولة؟
أليس من أول بديهيات المهنة الصحافية وجوب التثبت من الخبر قبل تبنيه وبثه؟ أم أن العربية نت وشقيقتها قناة العربية يبثان ما يهويان كما يهويان؟ ألم يكن من حق الشيخ العريفي –مهنياً لا شرعياً ولا وطنياً حتى- أن يسأله ناشر الفرية عن حقيقة ما نُسِب إليه من اعتزام السفر إلى القدس الأسيرة وبخاصة أن تعليق الرجل على الأمر يعد سبقاً مهنياً، سواء أكان تعليقه تأكيداً للنبأ أم نفياً له؟!
لم يَبْقَ في الغرب أمرٌ مقدس باستثناء مصالحه العليا القائمة على استعباد الآخرين إن لم يمكن استئصالهم، وأصبح الغربي متحرراً من كل القيم الأخلاقية، لكنه رضخ لمقدس يتيم هو مناقشة -مجرد مناقشة- أرقام ضحايا المحرقة النازية لليهود (الهولوكوست). وكأنها الخطيئة الغربية الوحيدة، وكان اليهود الذين اضطهدهم الغرب قروناً عديدة هم الشعب الوحيد الذي تعرض للظلم!!
تلك هي الأسس التي تنزلنا إليها لمعرفة مدى الإسفاف الذي انحدر إليه أدعياء اللبرالية في المملكة العربية السعودية، من دون أن ننسى نفاق القوم إذ يتشدقون بشعارات حرية التعبير والتفكير -وهي واقعياً: حرية سوء الأدب مع الدين وأهله فحسب-، في حين أنهم يحظرون في كل وسيلة إعلامية يسيطرون عليها أي حضور لقلم لا يشاركهم المرتع الآسن نفسه!!
ليس من المبالغة في شيء أن نصف برنامج (شاهد على العصر) بقناة الجزيرة بأنه مهم جداً، لأنه يتيح لأجيالنا الجديدة أن يستمعوا إلى أشخاص كانوا بارزين ولعبوا أدواراً كبرى -إيجابية أو سلبية- في تاريخ العرب المعاصر، ثم غابوا أو تم التعتيم عليهم. بل إن كثيراً من الكهول الذين عايشوا تلك الفترات لا يعرفون الكثير من خفاياها
الكذب ليس جديداً على الرافضة!! فهو عقيدة ودينٌ عند القوم على مدى قرون!! أليسوا يؤمنون بأن تسعة أعشار دينهم تتركز في التقية (إظهار المرء نقيض ما يبطن وهو منتهى الكذب لدى العقلاء من قبل ومن بعد)؟!
تزداد التدخلات الغربية في فضائنا الإسلامي، بما فيه العربي، على المستويين السياسي والإعلامي، لصنع أشخاص وحكومات ومنظمات تعمل لصالحه. وقد ازداد اهتمام الغرب بالجانب الإعلامي، إدراكاً منه للدور الكبير الذي يؤديه الإلحاح الإعلامي في تشكيل الرأي العام، وفي صياغة الأحداث بالطريقة التي تخدم أهداف من يقف وراءه
إن خيانة الحرة لشرف المهنة يتجلى في القضايا الفكرية أشد كثيراً من تجليه في الموضوعات السياسية!! فهي لا تستضيف سوى الملحدين والزنادقة المفترين على الإسلام الكذب البواح، وإذا عثرت على ضيف لا يخص الإسلام بهذه البغضاء فيكفيها لاستضافته، أن يتطاول على الدين بعامة، فمصطلح الدين في عقول الجمهور المتلقي هو الإسلام!!
فما أكثر الأقلام التي يحمل أصحابها أسماء المسلمين، وينتسبون بالوراثة إلى أبوين مسلمَيْن، ويتكلمون بلساننا، لكنها أقلام تبث السم الزعاف، الذي يربو شره على أقلام غلاة النصارى واليهود من مستشرقين ورهبان وأحبار، يحرفون الكلم عن بعض مواضعه
من وقت لآخر، تثير مكتبة الإسكندرية العديد من أشكال الجدل حول أنشطتها والمشاريع التي تقيمها، فتارة تستضيف شخصيات إسرائيلية، بدعوى أنها أكاديمية، وتارة أخرى تستضيف علمانيين يعرضون تجاربهم، يصبون فيها جام أفكارهم البالية على الإسلام، بدعوى تحفيزهم على الإبداع